جاليات

قداس في مونتريال من أجل السلام في الشرق الأوسط….. المطران لابين: “رغم الألم في الأرض المقدسة، يسوع ما زال حاضرًا ويقول لنا “السلام معكم”

بدعوة من تجمع مسيحيي الشرق الاوسط في كندا بشخص رئيسها بيار شماس شهدت بازيليك القديس يوسف في مونتريال قداسًا إلهيًا مهيبًا ترأسه رئيس أساقفة مونتريال المطران كريستيان لابين ،في أجواء روحية مفعمة بالإيمان والوحدة، من أجل الصلاة للسلام في الشرق الأوسط والعالم.

شارك في القداس عدد من رؤساء الكنائس الشرقية في كندا، بينهم السفير البابوي في كندا المونسنيور إيفان يوركوفيتش،،راعي أبرشية كندا للروم  الملكيين الكاثوليك المطران ميلاد الجاويش، الاكسرخوس الرسولي للسريان الكاثوليك في كندا بولس انطوان ناصيف ، راعي أبرشية كندا للموارنة  المطران بول مروان تابت، مطران الأرمن الأرثوذكس في كندا بابكين شاريان، مطران الأقباط الأرثوذكس الأنبا بولس، كهنة الرعايا وجموع المؤمنين من مختلف الطوائف المسيحية.

بيار شماس

بداية ألقى السيد بيار شماس كلمةً ترحيبية عبّر فيها عن امتنانه العميق للحضور الكريم، مشيدًا بمشاركة رجال الدين والدبلوماسيين وممثلي السلطات المدنية، الذين لبّوا الدعوة للصلاة من أجل السلام في الشرق الأوسط والعالم.

وجاء في كلمته:باسم “تجمّع مسيحيي الشرق الأوسط” و Fondation Bissonnette pour la terre sainte  أتوجّه إليكم بجزيل الشكر على حضوركم الكثيف اليوم، لنرفع معًا صلواتنا من أجل أن يعمّ السلام أوطاننا الجريحة، وأن تتوحّد القلوب في الإيمان والرجاء والمحبة.أنّ هذا اللقاء يحمل رمزية خاصة، إذ يجمع تحت سقفٍ واحد مؤمنين من مختلف الكنائس الشرقية والغربية، متحدين في صلاة واحدة من أجل الشرق المصلوب منذ عقود، مؤكّدًا أنّ صوت المسيحيين في الشرق هو صرخة أمل لا يأس، وصمود رغم الجراح والمعاناة.

وتابع قائلاً:إنّ مسيحيي الشرق ناضلوا على مدى فترات طويلة للبقاء متجذّرين في أوطانهم وأرضهم الأمّ، رغم الحروب والاضطهادات، وإنّ دورنا هنا في بلدان الاغتراب هو مساندتهم ودعمهم بكل الوسائل الممكنة — المادية والمعنوية والاجتماعية، كي لا يُطفأ نور الإيمان في أرض المشرق.

كما أشار إلى أنّ الحضارة الشرقية تُنهَب وتُستنزف بشكلٍ ممنهج، وأنّ المسيحيين، رغم كونهم دعاة سلام وعدل، يُرغَمون في كثير من الأحيان على الهجرة القسرية بحثًا عن الأمان والكرامة.

وفي ختام كلمته، وجّه السيد بيار شماس شكره العميق لسيادة المطران كريستيان لَبين، رئيس أساقفة مونتريال، الذي يجمع المؤمنين دائمًا حول الصلاة، ولـسعادة السفير البابوي المطران إيفان يوركوفيتش على حضوره بين الجميع، راجيًا أن ينقل إلى قداسة البابا ليون الرابع عشر تطلّعات الكنائس الشرقية إلى سلامٍ حقيقيٍّ عادلٍ ودائمٍ في الشرق الأوسط والعالم.

واختتم كلمته بالقول:“نصلّي اليوم معًا كي يملأ الرب قلوبنا سلامًا من سلامه، وليكن هذا اللقاء علامة رجاء جديد، نزرعه بالصلاة والإيمان في دروب هذا العالم المتعَب.”

المطران الجاويش

ألقى سيادة المطران ميلاد الجاويش كلمة مؤثرة في مستهلّ القداس، شدّد فيها على أنَّ الصلاة من أجل السلام، بالنسبة إلى مسيحيي الشرق، ليست ترفًا ولا عادةً روحية، بل واجب مقدّس وخبز يومي نقتات به بالإيمان والرجاء. وقال إنّها الصرخة التي نرفعها كل يوم نحو السماء، لعلّها تفيض على أرضنا سلامًا وعدلًا ورحمة.

وأضاف المطران الجاويش:”نصلّي كي يمدّ يسوع، أمير السلام، الذي وُلد على ترابنا، سلامه الإلهي على بلداننا التي، شأن أورشليم، لم تختبر بعد زمن خلاصها.”

ثم تساءل قائلاً: من أجل مَن ولماذا نصلّي؟ ليجيب:”نصلّي من أجل الأزقّة التي مرّت فيها قدما الرب يومًا، ومن أجل الجبال التي كان يصعدها للصلاة، والسهول التي جال فيها بالرحمة والتعليم والشفاء. نصلّي من أجل الكروم وأشجار الزيتون، وسنابل القمح، ومن أجل المخلوقات التي نطق بأسمائها على شفتيه الإلهيتين بمحبةٍ وقداسة.”

وتابع قائلاً إننا نصلّي أيضًا من أجل أهلنا في الشرق الأوسط، من أجل الأمهات والآباء، الإخوة والأخوات، والجدود الذين ما زالوا صامدين في أرضهم، يعيشون الصبر كل يوم بإيمان يذكّرنا بشهادة المسيحيين الأوائل الذين حملوا الرجاء رغم الألم.

كما وجّه المطران الجاويش تحية إلى الوطن الثاني، كندا وكيبيك، هذه الأرض الطيّبة التي احتضنت أبناء الشرق بقلوب مفتوحة وذراعين رحبتين، وإلى الكنيسة المحلية في مونتريال التي أظهرت محبة أخوية صادقة، راعيها المطران كريستيان لابين، وكهنتها ومؤمنيها.

وفي ختام كلمته، توجّه بالشكر إلى تجمّع مسيحيي الشرق الأوسط ودار القديس يوسف على تنظيم هذا القداس المهيب، قائلًا:”ليبارككم الله جميعًا، ويحفظ أوطاننا من كل شرّ، ويملأ قلوبنا سلامًا من سلامه.”

رئيس أساقفة مونتريال كريستيان لابين

وبعد الانجيل المقدس ألقى المطران لابين عظة قال فيها اننا شعب الايمان، نجتمع كمسيحيين بكل تنوعهم للصلاة من اجل السلام في الشرق الأوسط وفي كل العالم، مشيرا الى الألم الذي احتملته العذراء مريم ووقوفها تحت الصليب وسيف الألم الذي حاز في نفسها، ومستذكرا كلام القديس بولس: “تذكر المسيح”. واعتبر انه على رغم كل الآلام التي يتعرض لها شعبنا، وخصوصا في الأرض المقدسة وفي غزة، فان يسوع حاضر معنا، وهو احتمل الآلام وحولها الى قيامة. وقال: اول كلمة قالها يسوع بعد القيامة: السلام معكم. هذا السلام يهدينا إياه المسيح اليوم وهو يستطيع ان يعطي السلام لقلوبنا.

اضاف: الجميع يسأل لماذا الحروب والعنف؟ والجواب هو انه من الاسهل ان ترتكب الناس الشرور من ان تعيش بسلام. وأشار الى اننا نصلي للسلام، خصوصا في قلوبنا حتى نكون شهود سلام ونتجنب كل عنف وكل حقد، ومشددا على ان المحبة تغلب العنف.

 المطران بولس انطوان ناصيف

وفي كلمته قال المطران ناصيف “نحن اليوم، كشعب مؤمن ومجتمع مسيحي، نجتمع في بازيليك القديس يوسف في مونتريال، متّحدين بالصلاة من أجل السلام في العالم وفي منطقتنا الجريحة. هذا اللقاء ليس فقط احتفالًا دينيًا، بل هو أيضًا شهادة على وحدتنا ككنيسة وعلى حضور المسيح الحيّ بيننا.

نحن مدعوون إلى أن نكون شعب الله، نحمل قلمه ونكتب به رسالة المحبة والإيمان، وأن نكون أصدقاء حقيقيين لبعضنا البعض، نحمل بعضنا في الصعوبات وننشر الرجاء.

تذكّروا دائمًا، كما قال المونسنيور، أن يسوع هو الحاضر معنا رغم الألم، وهو القائم من بين الأموات الذي يحرّرنا من الخوف ويمنحنا السلام. علينا أن نشكر المسيح دائمًا، لأنه معنا في كل حين، وفيه نجد القوة على مواجهة كل ما يصعب علينا.

فلنصلِّ اليوم من أجل كل إنسان يتألّم، ومن أجل أن يعمّ سلام الله قلوب الجميع، لأن المسيح القائم هو نور العالم، وهو رجاؤنا الدائم.”

السفير البابوي المونسنيور إيفان يوركوفيتش

وفي ختام القداس، ألقى السفير البابوي في كندا، المونسنيور إيفان يوركوفيتش، كلمة مؤثرة تطرّق فيها إلى معاناة شعوب الشرق الأوسط، داعيًا إلى الصلاة من أجل السلام في العالم بأسره، ولا سيّما في منطقة الشرق الأوسط.

وقال يوركوفيتش إنّنا نرفع صلواتنا اليوم من أجل إخوتنا وأخواتنا في أماكن متألمة مثل إسرائيل، فلسطين، سوريا ولبنان، مشدّدًا على أنّ العالم بأسره يحتاج إلى السلام، لأنّ سلام المسيح لا يعني فقط غياب الصراعات، بل هو أيضًا حضور العدالة والحقيقة والمحبة.

وأشار إلى أنّ قداسة البابا فرنسيس كان قد دعا خلال الأيام الأخيرة إلى وضع حدّ لمآسي الحرب، ولا سيّما في قطاع غزة، متوقفًا عند حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها الشعب هناك. وقال إنّ ما ارتكبته “حماس” في 7 تشرين الأول 2023 أدى إلى مقتل أكثر من 1200 إسرائيلي معظمهم من المدنيين، فيما تسبّبت العمليات اللاحقة بمقتل أكثر من 67 ألف فلسطيني وجرح أكثر من 160 ألفًا، إضافة إلى نزوح مليوني شخص يعانون ظروفًا إنسانية مأساوية. وأضاف أنّ البابا وجّه نداءات متكرّرة لوقف العنف والإفراج عن الرهائن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى