تشهد كندا ارتفاعًا متسارعًا في أسعار المواد الغذائية منذ أكثر من عام، مع تسجيل قفزات غير مسبوقة في أسعار القهوة واللحوم والمكسرات والحلويات، في ظل تضخم متواصل أثقل كاهل المستهلكين.
وأظهرت بيانات هيئة الإحصاء الكندية أن أسعار السلع الغذائية ارتفعت بنسبة 4 في المئة في سبتمبر 2025 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وسط توقعات باستمرار الارتفاع خلال الأشهر المقبلة.
القهوة تتصدر قائمة الغلاء
وجاءت القهوة على رأس قائمة أكثر السلع ارتفاعًا، إذ قفزت أسعارها بنسبة 28.6 في المئة خلال عام واحد، لتصبح أكثر السلع تضخمًا في مؤشر الأسعار الكندي. وارتفعت أسعار القهوة المحمصة أو المطحونة بنسبة 41 في المئة مقارنة بسبتمبر 2024.
ففي بعض المتاجر، بلغ سعر عبوة 340 غرامًا من القهوة المحمصة ارتفاعًا بنسبة 34 في المئة منذ يناير الماضي، بينما وصل سعر عبوة 864 غرامًا من قهوة “ماكسويل هاوس” إلى 20 دولارًا كنديًا، وسجلت عبوة 915 غرامًا من “نابوب بولد” نحو 35.99 دولارًا.
حتى سلسلة “تيم هورتنز” الشهيرة رفعت سعر كوب القهوة بنحو 3 سنتات لأول مرة منذ ثلاث سنوات.
ويعود السبب الرئيسي لهذا الارتفاع إلى اضطرابات الإمدادات العالمية نتيجة ضعف المحاصيل في البرازيل وفيتنام، وهما من أكبر منتجي القهوة في العالم، إلى جانب الرسوم الجمركية الأميركية المفروضة على الواردات البرازيلية، والتي أحدثت خللًا في سوق البن العالمي.
سجلت أسعار اللحوم ارتفاعًا عامًا بنسبة 14 في المئة، وجاء اللحم البقري في المقدمة بزيادة بلغت 17.4 في المئة، حيث ارتفع سعر الكيلوغرام الواحد من اللحم المفروم إلى نحو 15.06 دولارًا في أغسطس الماضي، ووصل في بعض المتاجر إلى 22 دولارًا للكيلوغرام الواحد.
ويعزو الخبراء هذا الارتفاع إلى موجات الجفاف التي قلّصت أعداد الماشية في غرب كندا، وارتفاع تكاليف الأعلاف والنقل. كما ارتفعت أسعار اللحم المقدد (البيكون) بنسبة 8.2 في المئة، والسلمون المعلب بنسبة 8.3 في المئة.
المكسرات… أسعار “مجنونة”
لم تسلم المكسرات والبذور من الغلاء، إذ ارتفعت أسعارها بنسبة 15.7 في المئة خلال عام واحد، متجاوزة حتى اللحوم في نسب التضخم.
ويرى محللون أن تغير المناخ، وارتفاع تكاليف النقل، والاضطرابات السياسية والاقتصادية العالمية، بما في ذلك رسوم ترمب الجمركية الأخيرة، فاقمت من الأسعار.
الحلويات والشوكولاتة… ضربة من إفريقيا
ارتفعت أسعار الحلويات والشوكولاتة بنسبة 10.4 في المئة على أساس سنوي، نتيجة تراجع إنتاج الكاكاو في غرب إفريقيا بسبب الأمراض وسوء الأحوال الجوية.
ارتفعت أسعار عصير البرتقال بنسبة 10.5 في المئة مقارنة بالعام الماضي، حيث قفز سعر عبوة الليترين إلى 6.29 دولارًا في أغسطس بعد أن كانت 5.62 دولارًا في يناير، نتيجة تأثر محاصيل البرتقال بالأعاصير والصقيع في مناطق الإنتاج، في حين بقي سعر عصير التفاح مستقرًا عند نحو 3.85 دولارًا.
بعض الانخفاضات المحدودة… أبرزها في التوت
وسط موجة الغلاء، شهدت بعض المنتجات انخفاضًا في الأسعار، وعلى رأسها التوت بأنواعه، الذي تراجع سعره بنسبة 13 في المئة، بفضل زيادة الإنتاج المحلي في كندا واستيراد كميات كبيرة من المغرب.
لكن المفاجأة جاءت من الخيار، الذي ارتفع سعره بنسبة 24.7 في المئة خلال شهر واحد فقط بين أغسطس وسبتمبر بسبب نهاية موسم الإنتاج المحلي وزيادة الاعتماد على الواردات، وهو ما رفع الأسعار بشكل حاد مع دخول فصل الخريف.
