أخبار دولية
“القنابل القذرة” تعود للواجهة.. روسيا تحذر من حيلة أوكرانيا
حذرت روسيا، الأحد، من عزم أوكرانيا شن هجوم نووي على أراضيها، لتحميل موسكو مسؤوليته.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية في بيان، أن موادا مشعة تم نقلها إلى أوكرانيا من دولة أوروبية، وأن كييف تستعد لعمل “استفزازي” واسع النطاق.
وأضافت: “الهدف من هذا الاستفزاز هو اتهام الجيش الروسي بشن هجمات عشوائية مزعومة على منشآت مشعة خطرة في أوكرانيا، مما يؤدي إلى تسرب مواد مشعة وحدوث تلوث في المنطقة”.
ووفق وزارة الدفاع الروسية فإن أوكرانيا تسلمت من أوروبا حاويات مواد مشعة، بهدف تنفيذ استفزاز من أجل اتهام القوات الروسية به.
وكتبت وزارة الدفاع عبر قناتها على “تلغرام”: “لأجل تنفيذ استفزاز، تم إرسال من أراضي إحدى الدول الأوروبية، عدة حاويات فيها مواد مشعة إلى أوكرانيا متجاوزة التفتيش الجمركي، والتي سيتم استخدامها لتلويث منطقة محلية من إحدى المنشآت الإشعاعية الخطرة التي يتحكم فيها نظام كييف.
وأوضحت أن الغرض من الاستفزاز هو اتهام القوات المسلحة الروسية بشن هجمات عشوائية على المنشآت الخطرة الإشعاعي في أوكرانيا.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، صرح كونستانتين غافريلوف، رئيس الوفد الروسي في المحادثات في فيينا حول الأمن العسكري والحد من التسلح، بأن تسليم قذائف يورانيوم مصنوعة في الغرب إلى كييف ستعتبره موسكو استخداما للقنابل النووية القذرة.
وترفض أوكرانيا وحلفاؤها مثل هذه الادعاءات ويصفونها بأنها محاولات لنشر معلومات مضللة، ويتهمون موسكو بالتخطيط لتنفيذ حوادث نووية في محاولة لتحميل أوكرانيا مسؤوليتها.
هل تلجأ روسيا للنووي؟
تثار المخاوف، على نحو جدي، بين الدول الغربية، إزاء احتمال إقدام روسيا على شن هجوم نووي.
ولوحت روسيا، العام الماضي، باستخدام كافة الوسائل لأجل الدفاع عن نفسها، في إشارة لإمكانية اللجوء إلى السلاح النووي، بحسب صحيفة “واشنطن بوست”.
وقال الرئيس الروسي السابق ونائب رئيس مجلس الأمن القومي في البلاد، ديميتري ميدفيدف، إن التلويح بالنووي في الوقت الراهن ليس مُزحة.
وإذا كان التهديد حاصلا على نحو صريح، فإن ما يتبقى بحسب خبراء، هو معرفة الطرق الممكنة لهجوم روسيا، أي كيف ستضرب بالنووي، في حال قررت أن تقدم على تصعيد كبير ربما يشكل منعطفا بارزا في الحرب.
يقدم الكاتب والأكاديمي المختص في شؤون السلاح النووي، جوزيف كيرينسيون، 4 سيناريوهات، لهجوم روسيا بالسلاح النووي على أوكرانيا أو على الغرب بشكل عام.
السيناريو الأول: هجوم استعراضي
في هذه الحالة، يمكن أن تقوم روسيا بإلقاء سلاح نووي على منطقة غير مأهولة، كأن يجري ذلك على البحر الأسود مثلا، والهدف هو إظهار أن موسكو جادة في تهديداتها وليست بصدد المزاح.
وإذا قامت روسيا بهذا الأمر، فإنها ستكون بصدد الرهان على إخافة الغرب، من أجل دفعه إلى التراجع عن دعم كييف.
ويقول خبراء إن هذا الهجوم قد لا يوقع خسائر في الأرواح، لكنه سيحدث حالة هلع في العالم، لأن السلاح النووي لم يجر استخدامه في المعارك منذ 77 سنة.
ولن تضطر الولايات المتحدة إلى الرد عسكريا، في حال وقع هجوم من هذا القبيل، لكن روسيا قد تجد نفسها في عزلة أكبر دوليا، لأن الصين والهند قد تضطران إلى أخذ مسافة أكبر منها.
السيناريو الثاني: سلاح محدود القوة
بوسع روسيا أيضا أن تلقي سلاحا نوويا محدود القوة على منشأة عسكرية أوكرانية، في خطوة قد تؤدي إلى مقتل المئات وحتى الآلاف، إلى جانب خسائر مادية فادحة.
في هذه الحالة، قد تلجأ روسيا إلى الضرب بواحد من الرؤوس الحربية التي يصل وزنها إلى 10 كيلوطن، وذلك عن طريق صواريخ “كروز” يجري إطلاقها من منصات أرضية.
وفي حال وقوع هذا الهجوم، سيجري سماع انفجار هائل يعادل انفجار 10 آلاف طن من المواد المتفجرة، لكن هذا النطاق يظل محدودا من منظور نووي.
ويصل وزن القنبلة التي دمرت هيروشيما إلى 15 كيلوطن، فيما يصل وزن أغلب الرؤوس النووية الحربية لدى جيشي الولايات المتحدة وروسيا، إلى معدل يتراوح بين 100 وألف كيلوطن.
وثمة خبراء يرجحون أن روسيا لديها رؤوس حربية أصغر من هذا المعدل، وربما في حدود كيلوطن واحد فقط.
وهذا السيناريو النووي هو الأكثر احتمالا، بحسب الخبير الأميركي، لأنه لن يستدعي ردا من الولايات المتحدة، حتى وإن كان بعض الخبراء يتوقعون ألا تسكت واشنطن.
وإذا أقدمت روسيا على هذا السيناريو، فإن الولايات المتحدة، قد ترد بتقديم أسلحة أكثر تطورا لأوكرانيا، من أجل مساعدتها على إلحاق المزيد من الخسائر بالجيش الروسي.
السيناريو الثالث: سلاح بقوة هائلة
في هذا السيناريو، قد تلقي روسيا سلاحا يتراوح مداه بين 50 و100 كيلوطن، أي ما يزيد عن قنبلة هيروشيما، بثلاثة إلى ستة أضعاف.
وإذا وقع هذا الهجوم، فإن عشرات الآلاف من الأشخاص قد يلقون حتفهم، فيما سينتشر الإشعاع النووي على نطاق واسع.
وفي حال استهدف الهجوم العاصمة الأوكرانية كييف، فإن ذلك يعني تصفية القيادة السياسية في البلاد بشكل تلقائي، وهذا المدى سيستدعي ردا من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي “الناتو”، لكن الرد لن يكون نوويا بالضرورة.
وربما ترد واشنطن مع حلفائها، بتوجيه ضربات قوية ودقيقة للقوات الروسية الموجودة في مناطق أخرى من أوكرانيا، وهو أمر أحجمت على القيام به حتى الساعة، تفاديا لانزلاق قد يوقع في رحى حرب عالمية ثالثة.
ومن المحتمل أيضا أن تشن الدول الغربية هجمات سيبرانية قوية وموجهة ضد روسيا، لأجل معاقبتها على شن هجوم نووي.
السيناريو الرابع: هجوم نووي على الناتو
هذا السيناريو هو الأقل احتمالا بل إنه مستبعد بحسب الباحث، وفي حال أقدمت عليه روسيا، فإنها ستلقي أسلحة على أهداف للناتو في دول وسط أوروبا.
ويمكن شن هذا الهجوم عبر صواريخ بعيدة المدى، أو صواريخ كروز، وهو ما قد يؤدي إلى دمار كبير في دول الناتو، على نحو لم يشهده العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وإزاء هذا الاحتمال، يقول الخبراء إن الغرب قد يقدم على خطوة غير مألوفة، من أجل شل الروس وجعلهم غير قادرين على المهاجمة، كأن يجري تحييد الرئيس فلاديمير بوتين مثلا.