سامحينا يا أمي …
بقلم الاعلامية مهى كنعان
“ناداه قلب الأم وهو معفر ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر”
بيت من قصيدة قلب الام للشاعر إبراهيم المنذر عرفناه منذ صغرنا جميعا وتأثرنا بالقصيدة كثيرا” لما فيها من معاني الحب والتضحية بين الام والابن.
بالقصيدة صور الشاعر مدى جرأة الابن لطعن أمه بالخنجر للحصول على الجواهر والدرر مقابل القلب…
“قال ائتني بفؤاد امك.. ولك الدراهم والجواهر والدرر”
وكلنا شعرنا بالأسف حيال ما أقدم عليه الابن، إلا أن قلب الأم كان رحوما” عندما ناداه بذلك البيت بعدما كاد الابن أن يتعثر من فرط سرعته…
لكن هل نحن بعيدين عن ذلك؟ هل نحن أفضل منه؟
للأسف لا، فنحن نطعن أمهاتنا يوميا” بسيوف الكلمات وخناجر الأفعال، نطعنها ونحن جاثمين أمامها دون أن يرف لنا جفن، ونمضي وكأننا انتصرنا في معركة مع العدو شاعرين بالزهو واللامبالاة تجاه فعلتنا الشنيعة والمشؤومة. ونترك الأم وحدها وقلبها المكسور يكابدان جريمتنا التي لا تغتفر. والتي أثرها أقوى بكثير وأصعب من فعلة الإبن الشنيعة.
لكن ما أعظمك من أم، ما أعظم قلبك، تخافين علينا بالرغم من كل شيء وتتألمين لألمنا وتحزنين لحزننا وكأنك تقولين كما قال الشاعر “ولدي حبيبي لا تذبح فؤادي مرتين على الأثر”.
أمي… لا أعرف كم هي المرات التي جرحنك بها أنا وإخوتي لكنها بكل تأكيد ليست بالقليلة سواء أكانت عن قصد أو عن غير قصد.
أمي.. في عيد الأم أقول لك سامحينا نيابة عني وعن اخوتي، اعذرينا على كل كلمة تفوهنا بها دون تفكير وعن كل فعل قمنا به دون أن يرف لنا جفن…
أحبك… نحبك