أخبار دولية
لتشجيع العودة إلى مناطقهم.. منح مالية للنازحين بالعراق
تمضي الحكومة العراقية على طريق إنهاء ملف النزوح ومعالجة ما خلفه من مشكلات طالت مئات آلاف النازحين العراقيين، جراء احتلال تنظيم داعش الإرهابي لمناطقهم من 2014 وحتى 2017، في محافظات مثل نينوى وكركوك وديالى وصلاح الدين.
فبعد إعلانها منتصف أبريل الماضي، إغلاق آخر مخيمات النازحين في محافظة نينوى شمال غرب البلاد، لتكون قد أغلقت بذلك كافة المخيمات التي تؤوي النازحين في البلاد، ما عدا تلك الواقعة في إقليم كردستان العراق والبالغ عددها وفق وزارة الهجرة 26 مخيما.
المنحة المالية
تواصل وزارة الهجرة والمهجرين، إطلاق وجبات متتالية من المنح المالية التي خصصتها للعوائل العائدة، حيث يبلغ مقدار المنحة للعائلة الواحدة مليون ونصف المليون دينار عراقي، أي ما يعادل نحو ألف دولار أميركي، وذلك في إطار تشجيعها لعودة النازحين ومساعدتهم على تدبر أمورهم، وبدء حياتهم من جديد في مناطقهم الأصلية.
وفي هذا السياق، كشفت وزيرة الهجرة والمهجرين إيفان فائق جابرو، الأحد، خلال زيارة ميدانية لمحافظة صلاح الدين شمالي البلاد، عن أن “الوزارة ستطلق منحة جديدة خلال الأيام المقبلة”.
وكانت آخر دفعة من تلك المنح المالية قد قدمت مطلع شهر مايو المنصرم، لقرابة 7 آلاف أسرة عائدة لمناطقها.
ويرى معلقون أن المبلغ زهيد ولا يلبي الحد الأدنى مما تحتاجه الأسر العائدة بعد معاناة طويلة مع النزوح، لتسيير شؤونها ومعالجة ما لحق بها من أضرار نفسية ومادية، فيما يرى آخرون أنها مبادرة رغم رمزيتها، تسهم ولو قليلا في دعم عودة النازحين لمناطقهم وتشجيعهم على ذلك، وإشعارهم بإن الحكومة تقف معهم وتحاول التخفيف عنهم.
يقول المتحدث الرسمي باسم وزارة الهجرة والمهجرين العراقية علي عباس جهانكير، في لقاء مع موقع سكاي نيوز عربية :
هذه المنح تطلق منذ نحو عامين ونعتمد في صرفها على الموازنة، وعلى ما يتوفر من تمويل وسيولة مالية لدى الوزارة، وهكذا عند توفرها بين فترة وأخرى، نطلق بانتظام وجبات من هذه المنح وضمن ضوابط وشروط للاستحقاق أبرزها:
أن تكون العائلة المستفيدة من ضمن العائدين لمناطقهم بحسب أسبقية التسجيل مع استثناء بعض الحالات لعائلات تضم مرضى أو ذوي شهداء أو ذوي احتياجات خاصة، حيث يتم شملهم بتلك المنح من باب إبداء المرونة ومراعاة احتياجاتهم وظروفهم القاهرة وخصوصية حالاتهم.
تم تقديم الوجبات لأكثر من 50 ألف عائلة على مدى نحو سنتين، وسنواصل ولا شك تقديم المزيد من هذه المنح كلما توفرت السيولة اللازمة.
تندرج في سياق تشجيعنا للعوائل النازحة للعودة لديارها ومناطقها الأصلية، في سبيل إنهاء مشكلة ملف النازحين وطيه نهائيا.
مبلغ المنحة وهو عبارة عن مليون ونصف المليون دينار، رغم أنه يعد مبلغا قليلا، لكن بالنظر لكثرة أعداد الأسر النازحة والمستفيدة، فإن مجموع هذه المنح يشكل مبالغ كبيرة جدا، حيث وفق دراسة أنجزتها وزارة الهجرة، فإن مجموع المبالغ المطلوبة لهذه المنح يتراوح على الأقل من 670 إلى 700 مليار دينار.
هذه المنح التي تقدم مرة واحدة هي مساهمة من قبل الوزارة في دعم الأسر والعوائل النازحة العائدة لتدبر أمورها والبدء من جديد، لكن المساعدات الإغاثية لها من قبلنا وبالتنسيق مع الجهات والمنظمات المعنية ستبقى متواصلة.
رسالتنا عبر تقديم هذه المنح هي إثبات أننا نقف مع أبناء شعبنا من النازحين قدر المستطاع، وحتى بعدها وخلال الفترات الأولى لعودتهم سنواصل دعمنا لهم، فضلا عن رعاية الوزارة وتمويلها للمشاريع الصغيرة وغيرها من مجالات ومبادرات في سبيل خدمة هؤلاء العائدين، ومساعدتهم في تحسين شروط حياتهم، بعد ما عانوه من ويلات ومشقات.