أخبار لبنان

الكيد النسائي المحنك ….. والمغفور له تلفزيون لبنان

خاص الكلمة نيوز

إذا أردت أن تتعرف على نموذج من كيد النساء ودوره في تخريب المؤسسات الإعلامية، فليس عليك سوى التمعّن في بعض تفاصيل ما يجري في تلفزيون لبنان الرسمي في الظل والخفاء، خصوصا بعد استلام وزير الاعلام زياد المكاري إدارته في 20 كانون الثاني من العام الحالي.

وإذا أردت أن تعرف كيف سيكون أداء مرشح رئاسة الجمهورية رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في الحكم، فانظر إلى سلوك وإدارة المكاري لهذا الصرح الاعلامي الرسمي الوحيد، والذي يكابد من أجل البقاء على قيد الحياة، بينما تعصف به المشاكل من كل حدب وصوب زادها، عدم قبض الموظفين أي زيادة على الرواتب، تعقيدا، فموظفوه لم يتقاضوا ليرة واحدة من الزيادات وآخرها “إعطاء زيادة توازي أربعة أضعاف الراتب الأساسي” والتي أقرها مجلس الوزراء في 18 نيسان 2023 ولا الرواتب الثلاث المقررة بموجب المادة 111 من موازنة العام 2022، فكيف للموظف مثلا أن يعيش بـ 4 ملايين أو 5 ملايين ليرة في الشهر أي بمبلغ 46 دولارا أو 57 دولارا شهريا خصوصا إذا كان ربّ أسرة؟

وبين الكيد النسائي والسلوك المكاري قصة غرام وانتقام!

فقد تبين أن العصيان والتمرد الذي لجأت إليه المذيعة في وجه ترقية المراسلة إلى منصب رئيس تحرير بقوة الواسطة، لم ينته في أوانه، إذ تكشف مصادر موثوقة لـ ” الكلمة نيوز” أنه كان لدى الوزير النيّة لإصدار مذكرات جديدة في محاولة منه لإحداث توازن في توزيع “مكرمات” على مراسلات ومذيعات من طوائف أخرى لكن النصيحة من مرجعيات كبرى كانت بالتريث، فعمل بها.

يرفع بعض الموظفين صرخته “استدنا لنأتي إلى العمل، وتحمّلنا بطش احدى المديرات بالإنابة التي لا تزال تتعامل باستنسابية مع الموظفين، حيث كانت تعمل على إلغاء بدل النقل للبعض لتأخرهم ربع ساعة أو خروجهم قبل ربع ساعة علما أنها تغضّ النظر عن البعض الآخر بالرغم من غيابهم الكلّي عن العمل لأسباب عدة… ويغمز البعض منهم إلى أنها تعامل الموظفين بكيدية متسلحة بقربها من مستشار وزير الإعلام في التلفزيون المحامي بطرس فرنجية الذي كان يردّد دومًا على مسامع الموظفين: “يلي مش عاجبو يفل…”.

مخالفات بالجملة في شاشة يحارب موظفوها بعد عمر طويل من خدمتهم لإبقائها حية، معتبرين أن سياسات عدة في الإدارة تهدف إلى”تطفيشهم” من العمل إن بفعل ترقيات استنسابية، أو تخطي صلاحيات المستشارين والمدراء المعينين بالتكليف، أو اعتماد سياسة الكيد والإقصاء من غير وجه حق.

وسياسة الإقصاء يسعى إلى تنفيذها المكاري شخصيا حيث يسعى إلى الإعتماد على وجوه جديدة في مديرية الأخبار ممن أتوا أصلا لإجراء فترة تدريب في المديرية، والتي لا تعاني من نقص في كوادرها كمحاولة لإبعاد بعض المذيعات “القديمات” علما أنه لا يحق له التوظيف من الخارج، وأن قرار مجلس الوزراء يحصر صلاحيات الوزير بتسيير الرواتب فقط.

وتتسلح المديرة بقربها من مساعدة المدير العام لشؤون البرامج والإنتاج والأرشيف والـ Social Media، ويسأل الموظفون كيف أصبح لهذه المرأة اليد الطولى في الإدارة، واتخاذ القرارات، علما أن المكاري عندما تسلم إدارة التلفزيون كان في نيته إقالتها لمخالفاتها الكثيرة وفشلها مع المدير المالي السابق، في اعداد جداول الرواتب، ما تسبب بضياع المساعدات المخصصة لموظفي التلفزيون.

كل هذا السلوك الكيدي لم تمارسه المديرة الاداريه مع المستشارة، فعندما كانت الأخيرة تعمل في وزارات ومصالح أخرى على حساب التلفزيون، لم تسجل لها ساعة غياب واحدة، ولم تكن الاخيرة لتتوقف عند هذه المخالفة لأن علاقة المصلحة فوق مصلحة الشركة. ويشير العارفون الى أن استقواءها بالواسطة من خارج الحدود على التلفزيون ليس بجديد، فبضغط من مكتب رستم غزالي وأزلامه آنذاك تم “اختراع” منصب مسؤولة العلاقات العامة لها خصيصا والذي لا يزال حتى اليوم غير فعّال، أسوة بمنصب مسؤولة الـ Social Media الذي شغلته الثانية لسنوات دون أي إنتاجية، بدليل غياب التلفزيون المخجل عن مواقع التواصل.

بالطبع كل هذا الحديث يتركز على الدائرة الضيقة التي يحيط بها الوزير ومستشاره نفسيهما والتي تحدّ من انفتاحهما وسعة اطلاعهما، فيصبح الواقع بالنسبة إليهما أشبه “بالليل الذي تبدو فيه كل الأبقار سوداء”، على حدّ تعبير الفيلسوف الألماني هيغل. لنضيف إن كان المكاري يعلم فتلك مصيبة وان كان لا يدري فالمصيبة أعظم .
فغالبية الموظفين يؤكدون أن المشكلة ليست بالوزير بقدر ما هي بمستشاره وبالكيدية النسائية والحقد الدفين لدى بعض النسوة، لا سيما هاتين المسؤولتين الاداريتين في الكثير من الإجراءات والقرارات والتعيينات الأخيرة التي هي أولا صادرة عن وزير تصريف أعمال ولا يحق له أساسا إصدارها، وثانيا أنها غير عادلة ولا تحترم التوازن بين المتحصلين أو المتحصلات عليها ولا تتوقف عند معيار الأقدمية والمهنية والخبرة والشهادات الجامعية.

حتى تبين أن المكاري سقط في خطيئة الرشاوي التي سبقته اليها المديرة السابقة للتلفزيون فهي رشت البعض بالمال وهو بالمذكرات، ظنا منه انه يكسب رضى جهات حزبية في سبيل الرئاسة.
وفوق هذا وذاك بات اليوم معظم المدراء في المديريات داخل القناة يتلقون الأوامر من المستشارة لا سيما مديرة الأخبار والمديرة الإدارية ومدير البرامج ضعفا وخوفا وتملقا..

الوضع في تلفزيون لبنان شديد السوء، فهل يصحّح المكاري نهجه الإداري الذي ثبت فشله حتى اللحظة، خصوصاً أنّ التعيينات الأخيرة فشلت في إحداث أي تغيير على الشاشة؟! حيث على سبيل المثال من يراجع مستشاره فرنجية في اي موضوع يأتيه الجواب: فلتأتني باتصال من الجهة السياسية التي تتبع لها.

كل هذه الوقائع المجحفة بحق قناة لطالما واجهت التحديات وصمدت تدعونا إلى التساؤل: هل هذا هو نموذج الحكم الذي يبشرنا به الوزير السابق فرنجية في حال وصوله إلى سدة رئاسة الجمهورية وتحقيق طموحه السياسي الأكبر. في الحقيقة الجواب الفاصل هو في بنشعي وليس في أي مكان آخر في لبنان.

واللي استحوا ماتوا ….ضيعانك تلفزيون لبنان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى