تقنية من “مايكروسوفت” تسمح للبشر بالتواصل مع الموتى
انشغل الإنترنت في الآونة الأخيرة بتقنية جديدة أنشأها مطورون في “مايكروسوفت”، يمكن أن تسمح بإجراء “محادثة” افتراضية مع الموتى.
وتشرح براءة اختراع منحت لشركة “مايكروسوفت” الشهر الماضي طريقة تصنيع “روبوت محادثة” يحاكي شخصاً معيناً، أو “كيان سابق أو حالي … مثل صديق أو قريب أو أحد المعارف أو المشاهير أو شخصية خيالية أو تاريخية”، بحسب تسجيل مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية الأمريكي.
وتذكرنا التقنية الجديدة بتطبيق خيالي ظهر في المسلسل التلفزيوني “بلاك ميرور”، الذي واصلت أحد شخصياته الدردشة مع صديقها بعد وفاته في حادث، من خلال استخدام معلوماته الموجودة على وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة به.
نظرياً، يمكن لهذه الأداة أن تجعل التحدث مع شخصيات راحلة مثل إلفيس بريسلي أو دافيد بوي ممكناً، أو حتى أن تسمح بإجراء حديث مع جدتك الراحلة مثلاً. ولكن، لا تتحمس كثيراً، إذ أن الشركة لا تخطط لتحويل التقنية إلى منتج حقيقي.
وكتب تيم أوبراين، المدير العام لبرامج الذكاء الاصطناعي في “مايكروسوفت”، في تغريدة انه يؤكد “أنه لا توجد خطة لذلك”، كما قام في تغريدة منفصلة بإعادة نشر مشاعر مستخدمي الإنترنت الآخرين الذين علقوا على التكنولوجيا، قائلاً، “نعم، إنها مزعجة”.
إليكم كيف قد تعمل التقنية إذا ما طُورت فعلياً في منتج ما:
وفقاً لمعلومات براءة الاختراع، ستقوم الأداة بإخراج “البيانات الاجتماعية” مثل الصور ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي والرسائل والبيانات الصوتية والرسائل المكتوبة من الشخص المختار. ومن ثم سيتم استخدام هذه البيانات لتدريب “روبوت محادثة” على “التحدث والتفاعل في شخصية الشخص المحدد”. كما يمكن أن تعتمد أيضاً على مصادر البيانات الخارجية، في حالة طرح المستخدم سؤالاً لا يمكن الإجابة عليه بناءً على البيانات الاجتماعية المتوفرة للشخص.
وتنص براءة الاختراع على أن المحادثة في شخصية شخص معين “قد تتضمن تحديد و/أو استخدام سمات المحادثة لشخص معين، مثل أسلوب التحدث، والإلقاء، ونبرة الحديث، والصوت، والنية، وطول الجملة أو الحوار ومدى تعقيده، والموضوع والسياق”، بالإضافة إلى استخدام السمات السلوكية مثل الاهتمامات والآراء والمعلومات الديموغرافية مثل العمر والجنس والمهنة.
في بعض الحالات، قد تستخدم الأداة أيضاً لتطبيق خوارزميات التعرف على الصوت والوجه على التسجيلات والصور ومقاطع الفيديو لإنشاء نموذج صوتي وثنائي الأبعاد أو ثلاثي الأبعاد للشخص لتحسين “روبوت المحادثة”.
ورغم أن “مايكروسوفت” ليس لديها خطط لإنشاء منتج من هذه التقنية، إلا أن براءة الاختراع تشير إلى أن إمكانيات الذكاء الاصطناعي قد تجاوزت إنشاء أشخاص مزيفين لتصل إلى إنشاء نماذج افتراضية لأشخاص حقيقيين.
وقد تم تقديم طلب الحصول على براءة اختراع “مايكروسوفت” في أبريل/ نيسان من العام 2017، والذي قال أوبراين على “تويتر” إنه سبق “مراجعات أخلاقيات الذكاء الاصطناعي التي نقوم بها اليوم”.
وتمتلك الشركة اليوم مكتباً للذكاء الاصطناعي المسؤول ولجنة للذكاء الاصطناعي والأخلاقيات والتأثيرات في الهندسة والبحوث، تساعد في الإشراف على اختراعاتها.
CNN arabic