أخبار كندا

من جديد كودير إلى الحياة السياسية

صعود الحزب الكيبيكي (PQ) الاستقلالي في نوايا التصويت في مقاطعة كيبيك هو الذي يحفّز دونيس كودير على التفكير بجدية في الترشح لقيادة الحزب الليبرالي الكيبيكي (PLQ)، حسبما أوضح عمدة مونتريال السابق اليوم خلال زيارة له إلى مقر الجمعية الوطنية (الجمعية التشريعية) لمقاطعة كيبيك.

’’هذا هو السبب الذي يجعلني أفكر في العودة (إلى الحياة السياسية)‘‘، قال كودير للصحفيين الذين أحاطوا به في بهو الجمعية الوطنية.

ويشعر كودير بالقلق بشكل خاص من كون زعيم الحزب الكيبيكي، بول سان بيار بلاموندون، قد التزم، إذا ما فاز حزبه في الانتخابات التشريعية العامة المقبلة في كيبيك في خريف عام 2026، بتقديم مشروع قانون يهدف لإجراء استفتاء عام على استقلال مقاطعة كيبيك عن الاتحادية الكندية.

’’هذا يعني أنه، في الانتخابات المقبلة، ستكون (المواجهة) بين مؤيدي الفدرالية ومؤيدي الانفصال، وهذا أمر واضح‘‘، قال كودير، مؤكّداً أنّ الحزب الليبرالي الكيبيكي هو ’’الحزب الفدرالي الوحيد في كيبيك‘‘.

وحتى لو أعلن مؤخراً وزير اللغة الفرنسية في حكومة حزب التحالف لمستقبل كيبيك (CAQ)، جان فرانسوا روبيرج، أنه سيكون ضمن معارضي استقلال كيبيك في حال إجراء استفتاء عام حول الموضوع بعد عام 2026، فإنّ كودير يشكك في أن يكون جميع نواب الحزب الحاكم في المقاطعة يفكرون بالطريقة نفسها.

’’أتطلّع لسماع بيرنار درانفيل يقول إنه سيحمي كيبيك داخل كندا‘‘، أضاف كودير في هذا الصدد.

ودرانفيل هو وزير التربية حالياً في حكومة حزب التحالف لمستقبل كيبيك برئاسة فرانسوا لوغو، وكان وزير المؤسسات الديمقراطية والمشاركة المواطنية في حكومة الحزب الكيبيكي بين عاميْ 2012 و2014.

وأعلن كودير اليوم إطلاق حركة ’’لا، شكراً‘‘، أي ’’لا‘‘ لاستقلال كيبيك عن الاتحادية الكندية، مستوحياً اسمها من حملة ’’لا، شكراً… يمكن قولها جيداً‘‘ التي أطلقتها الحكومة الفدرالية في مواجهة حملة الاستفتاء العام الأول على استقلال كيبيك في عام 1980 عندما كان الزعيم التاريخي للحزب الكيبيكي، رينيه ليفيك، في السلطة في كيبيك.

وكودير سياسي ذو خبرة، كان نائباً في مجلس العموم تحت راية الحزب الليبرالي الكندي (PLC / LPC) من حزيران (يونيو) 1997 إلى حزيران (يونيو) 2013. وشغل عدة مناصب وزارية في حكومتيْ جان كريتيان وبول مارتان، من بينها وزير المواطَنة والهجرة والتعددية الثقافية. واستقال من مقعده النيابي في حزيران (يونيو) 2013 لخوض غمار معركة رئاسة بلدية مونتريال، كبرى مدن مقاطعة كيبيك وثانية كبريات مدن كندا، وفاز بمنصب عمدتها (2013 – 2017).

وفي مؤتمر صحفي عقده صباح اليوم، اتهم زعيمُ الحزب الكيبيكي الوزيرَ الفدرالي السابق بشنّ ’’حملة تخويف‘‘ ضد مشروع استقلال كيبيك، مضيفاً أنه ’’مندهش من تجمّد الحجة الفدرالية إلى هذا الحد‘‘ في المكان الذي كانت فيه في سبعينيات وثمانينيات القرن الفائت.

’’سنراقب الأمر عن كثب‘‘، أضاف سان بيار بلاموندون، خاصة وأنّ كودير سيكون ’’على الأرجح‘‘ الزعيم المقبل للحزب الليبرالي الكيبيكي، ما يجعله ’’الزعيم المشارك للفريق الرافض (لاستقلال كيبيك) مع فرانسوا لوغو‘‘ في حال إجراء استفتاء جديد حول الاستقلال بعد انتخابات 2026.

وهذا انتقاد من زعيم الحزب الكيبيكي إلى لوغو الذي، أسوةً بدرانفيل، كان نائباً ووزيراً فيما مضى تحت راية الحزب الكيبيكي.

من جانبه، رفض زعيم الكتلة النيابية للحزب الليبرالي الكيبيكي، منصف درّاجي، التعليق على تصريحات كودير اليوم، مذكّرا بأنه، بحكم موقعه، لا يحقّ له التدخل في السباق الانتخابي المقبل على قيادة الحزب.

ولم يُدعَ كودير لحضور اجتماع نواب الحزب الليبرالي اليوم، لكنه أشار إلى أنّ نواباً ليبراليين جاؤوا ليلقوا عليه التحية لدى وصوله إلى مبنى الجمعية التشريعية.

ومن بين الذين أتوا ليلقوا على كودير التحية أيضاً زعيمُ الحزب الكيبيكي، بول سان بيار بلاموندون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى