يوسف شعبان و”ملوك الجدعنة”.. المشهد الأخير
أقل من شهرين مر على رحيل الفنان المصري يوسف شعبان عن الدنيا، آنذاك أسلم روحه لبارئها بعد صراع مرير مع فيروس كورونا الذي أودعه آنذاك غرف العناية المركزة.
رحل شعبان عنا تاركاً أرشيفاً ثرياً بالتحف السينمائية والدرامية، حيث مشاهده ستظل محفورة في ذاكرة السينما والدراما العربية.
يوسف شعبان رحل عن الدنيا من دون أن يلقي النظرة الأخيرة على مشاهده في “ملوك الجدعنة”، حيث يرتدي فيه عباءة “العم حكم” الذي يرى فيه الجميع “كبير الحارة”، وقد اعتاد الجلوس أمام دكانه، لملاقاة الناس كـ”حيلة” للالتفاف على شعوره بـ”الوحدة”، رغم سوار الحب الذي يحيطه به أهل الحارة.
مشاهد بسيطة لا تتجاوز في عددها أصابع اليد الواحدة، كانت كفيلة بأن تعيد إحياء صورة الممثل الراحل، في ذاكرة الناس، ورواد التواصل الاجتماعي، الذين أعربوا عن تأثرهم بهذه المشاهد، لدرجة وصف فيها البعض أنها أجبرت “عيونهم على البكاء” تأثراً برحيل شعبان، الذي مضى عن عمر يناهز الـ9 عقود.
ولكن المفارقة أن المشهد الأخير الذي قدمه يوسف شعبان في الحلقة السابعة من المسلسل، بدا كأنه يروي فيه تفاصيل رحيله عن الدنيا، بعد إصابته بجرح خطير أفقده الوعي فترة من الزمن، ليسدل هذا المشهد الستار على حياة يوسف شعبان نهائياً، حيث جاءت الحلقة السابعة من “ملوك الجدعنة” كإهداء للممثل يوسف شعبان، الذي وُضع اسمه بشكل خاص على تتر العمل الذي يخرجه أحمد خالد موسى، ويلعب بطولته عمرو سعد ومصطفى شعبان وياسمين رئيس، وهو من تأليف عبير سليمان وأمين جمال.
في “ملوك الجدعنة” الذي تدور أحداثه في إطار شعبي، لم يكن ظهور يوسف شعبان هو المشهد الوحيد المؤئر والمثير، فقد دخل العمل الذي يتناول حكاية صديقين يعيشان رحلة صعود في التجارة ويدخلان في صراعات كبيرة مع منافسيهما، برمته في دائرة الجدل، ليبدو أنه سيسلك طريقه نحو المحاكم، بتهمة “تكرار استخدام ألفاظاً بذيئة داخل مشاهد المسلسل، والتشجيع على أعمال البلطجة”، حيث يبدو أن النائب هشام الجاهل، عضو مجلس النواب المصري قد وقف بالمرصاد للعمل، بعد مطالبته، ضمن بيان رسمي له، بمعاقبة نجمي العمل عمرو سعد ومصطفى شعبان، وصناع المسلسل، بسبب “الألفاظ البذيئة”، مؤكداً أنه يتابع “بشكل جيد كافة مسلسلات رمضان لرصد كل الأخطاء التي تقع فيها”، تمهيداً لمحاسبة صناعها.
النائب هشام الجاهل لم يكن الوحيد الذي ترصد لـ”ملوك الجدعنة”، وإنما رافقته في ذلك الممثلة سماح أنور، التي وصفت عمرو سعد ومصطفى شعبان بـ”ملوك الصياعة”، وكتبت عبر “فيسبوك”: “ابن الحلال لا يحمل “مطوة” ولا يحشش ولا يستضعف، وهو ليس قليل الأدب ولا يشتم البنات والستات، لأنه رجل، ويجب أن نخاف منه”، مضيفة: “ملوك الصياعة، فقط هذه السنة يسمونهم “جدعنه”.