أخبار لبنان

“لا منبيع ضميرنا ولا قضيّتنا”… الوزير باسيل في عشاء التيار التمويلي: شو بينفع اذا حرّرنا الأرض وبقي القرار مكبل؟

اكد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في العشاء السنوي للتيار الوطني الحر بذكرى 14 آذار ان حرية قرارنا اغلى شي عنا، واستقلالنا المالي هو للحفاظ عليها، بس بيبقى الأساس بشخصيّـتنا وتربيتنا الوطنية على نهج ميشال عون، والتيار  صار مستثمر بمجموعة مشاريع، وبيقدر اي واحد منكم يطرح او يشارك معنا باستثمار مفيد له وللتيار، ولازم كل التياريين واصدقاءهم يدخلوا معنا بشبكة التيار التضامنية بالصحة والتأمين والغذاء والتربية والعمل.

وشدد على ان يلّي بيتموّل من الخارج بيصير قراره ملك الخارج، ويلّي بيتموّل من شعبه بيبقى قراره ملكه، وكيف ما تموّل بيبقى حرّ. نحنا بيكفينا شرف نكون احرار، لا منبيع ضميرنا ولا قضيّـتنا، ولا منرتهن لقوة خارجية او داخلية، ولا بيغرينا لا مال ولا صفقات… قوّتنا انه مهما تنمّروا علينا وحاولوا اغتيالنا، ما منهزّ ومنبقى احرار

واعلن باسيل ان الحزب هو من خرج عن التفاهم عندما تخلى عن بناء الدولة وعن الشراكة وعندما تخطى سقف حماية لبنان، و التيار لا يزال مع المقاومة ضد اسرائيل والارهاب.

واضاف ان حرب غزّة اظهرت قدّيش التيار حرّ بقراراته، وثابت بمبادئه. البعض قالوا التيار غيّر موقفه من الحزب، وخرج من التفاهم، والوثيقة سقطت.
اولاً، وثيقة التفاهم ما بتسقط وبتبقى صالحة بأفكارها بس بحاجة لتطوير وهيدا ما صار.
ثانياً، التيار ما خرج من التفاهم، الحزب خرج لمّا تخلّى اولاً عن بناء الدولة، وبعدها عن الشراكة، واخيراً تخطّى سقف حماية لبنان.
ثالثاً، التيار ما غيّر موقفه، وبعده مع المقاومة بوجه اسرائيل والارهاب طالما الجيش اللبناني مش قادر يقوم لوحده بالمهمة. وع فكرة، يلّي بدّو يسحب سلاح حزب الله، يرفع الحظر عن تسليح الجيش ويزوّده بنص كمية اسلحة اسرائيل

ورأى باسيل ان تحرير فلسطين مش مسؤولية لبنان وحده، هو اولاً مسؤولية الفلسطينيين، ونحنا والعرب منساعد، كل واحد حسب امكانيّاته. لبنان دفع كتير وبعده عم يقدّم خيرة شبابه المقاومين الذين يستشهدون. وموقف لبنان الداعم، وخاصةً المسيحيين فيه، هو أساسي، لأن اسرائيل نتنياهو وبن غفير وسموتريش، عم تنفّذ إبادة جماعية وتطهير عرقي اثني بعناوين توراتية وتحوّل الحرب تلمودية مقابل خيبرية حتى تأخذ طابع اسلامي – يهودي، فيما المستفيدون من الصراع الديني هم اصحاب المشاريع الأحادية المتطرّفة بدولة اليهود او دولة الاسلاميين. والمتضررون هم المؤمنون بالاعتدال والتعايش؛ هون أهميّة النموذج اللبناني يلّي اسرائيل بتريد تلغيه

وأكد ان اسرائيل نقيض لبنان، والقدس هي افضل مكان لنقرّر فيه طبيعة الصراع. هل منريد القدس مدينة مغلقة مقسّمة يتصارع عليها المسلمين واليهود بس، ام نريدها مدينة مفتوحة لكل الأديان، بيتعاطف معها الغرب قبل الشرق، وهون دورنا كمشرقيين بجمع الحضارتين وبفكر انفتاحي مش إنعزالي، تنكون روّاد الانقلاب الايجابي الحاصل بنظرة الرأي العام الدولي تجاه فلسطين بعد انكشاف توحّش الصهيونية العالمية، مشيرا الى ان الصراع طويل واسرائيل رغم استعمالها القوة المفرطة، رح تطلع مهزومة اذا ما عملت السلام العادل. فهي اخفقت باهدافها المعلنة بالقضاء على حماس وتحرير الاسرى، ونجحت بأهدافها غير المعلنة بالتدمير والتهجير. عملت السلام مع بعض الحكام مش مع الشعوب لمّا عطيت الحقوق، وعم تعمل الحروب لمّا بترفض تعطي الحقوق.

وأعلن باسيل ان لبنان ما بيقدر يكون على الحياد بالصراع مع اسرائيل بس بيقدر يمارس التحييد عن صراعات بتضرّه. فصراعه مع اسرائيل بيقدر يأخذ اشكال عسكرية بالدفاع عن النفس وبتحرير الأرض، وشهداؤه بيكونوا على طريق شبعا ووقف الاعتداءات علينا، ومن اجل عودة اللاجئين والنازحين وتحرير نفطنا وغازنا من قبضة الاسر الدولي الاسرائيلي.

ورأى ان اشكال الصراع كمان ثقافية واقتصادية وتكنولوجية. كيف مننتصر على اسرائيل اذا هي دولة ومؤسسات واقتصاد قوي وعم تستخرج غازها مع دخل مرتفع للفرد، ونحنا من دون دولة وما عنا شي من هول؟ منضل ناطرين اتفاق اميركا وايران؟ او حتّى بايدن يتخلّص من نتنياهو، او نتنياهو ينطر ترامب؟ مين حرمنا من الكهرباء اسرائيل ام الفساد والنكد السياسي؟

اما فيما خص وحدة الجبهات فلفت الى ان يمكن تكون مفهومة بمشاركة كل دول الطوق وكل الفلسطينيين، بس وحدة الساحات مع اليمن وحدها لها بعد اقتصادي استراتيجي اقليمي ودولي مفهوم. بس اكبر وابعد منا فالأساس هو وحدة الساحة اللبنانية؛ وهون التحدي لننطلق موحّدين واقوياء لساحات ثانية

-التحرير مسيرتنا، بلّش بـ 14 آذار 89، واستكمل بتحرير الجنوب بالـ 2000، وبتحرير القرار الوطني بـ 14 آذار 2005 مع خروج الوصاية السورية؛ بس ما اكتمل بعد. التحرير بيكتمل بالتحرّر  من التبعية والفساد وبتحرير قرار بعض القوى اللبنانية من قبضة الخارج

-التحرير ما اكتمل! وشو بينفع اذا حرّرنا الأرض وبقي القرار مكبل؟ أكثر من هيك، شو بينفع اذا حرّرنا القرار من تبعية للخارج، وبالداخل بقي مكبل بالمصالح الخاصة والفساد. واكتر كمان، شو النفع اذا حرّرنا القرار وما بنينا دولة الحق والعدالة والقضاء المستقل والاقتصاد المنتج والانتظام المالي والحماية الاجتماعية؟

فصحيح الحريّة اوّل شيء، بس شو النفع اذا شعبنا عاش بالذلّ وبالضيق وبقلة الكرامة؟ الحرية ما بيكتمل معناها بلا الكرامة. والانسان بلا كرامته، ما بيشعر بحريّته، والدولة هي الحريّة والكرامة سوى – هيدا هو التيار الوطني الحرّ. وهيدي مدرسة ميشال عون. مدرسة التفاهمات، يلّي بتدرك طبيعة لبنان وانو ما بيتحقّق اي انجاز فيه بلا توافق.

باسيل أشار الى ان الديمقراطية التوافقية كانت ابرز انجازات وثيقة التفاهم قبل ما تتحوّل لديمقراطية تعطيلية بالتنفيذ. نحنا عايشين بمأزق كبير: ما فينا نبني دولة الاّ بالتوافق، ويلّي بحاجة نتوافق معهم، ما بدّن الدولة، لا بل مستفيدين من غيابها ، وسال: كيف مننجح بمعادلة محكومين بالتوافق فيها مع يلّي ما بدّن؟ اذا واجهناهم نُتّهم بالتصادم واذا حاورناهم نُتّهم بالتنازل. لهيك انا دايماً بقول: “بدّنا نحاورهم ونواجههم بنفس الوقت”… هيدا مش تناقض، هيدا توازن المبدئية والواقعيّة. حاولنا مع الكل، نجحنا وفشلنا، بس رح نضلّ نحاول مع الكلّ لنبني مع بعضنا، مش لنستهدف بعضنا، و حتّى الصدام آخرته تفاهم، طالما ما حدا بيقدر يلغي حدا. اذاً، مواجهتنا بالداخل هي لبناء دولة، المواطن فيها حرّ وكريم.

وشدد على ان لا وحدة الاّ بالشراكة واذا كنّا حريصين على الوحدة لازم نكون حريصين على الشراكة المتوازنة، والاّ منكون موحدين بالشكل ومنفصلين بالعمق، ونحنا مش اصحاب شكليّات. مثلما ضحّينا من اجل الوحدة وعملنا تفاهمات كلّفتنا بشعبيّتنا وبمصداقيّتنا وبسمعتنا، مستعدين للتضحية اكثر من اجل الشراكة، يعني اما سوا او مش سوى

باسيل دعا بكركي ان تجمع القيادات لرفع الصوت بمواجهة عملية الاقصاء المتعمّد يلّي عم يتعرّض له المكوّن المسيحي… بكركي ما فيها تعتذر بحجة انّو في حدا ما بيلبّي الدعوة. مسؤوليّتها تدعي، ويلّي ما بيلبّي، بيتحمّل مسؤولية غيابه والاقصاء قدام التاريخ والناس، وساعتها بتنكشف كذبة الحجّة وكذبة الشعار. كل القوى المدعوّة لازم تجي بنوايا صافية، دون التخلّي عن افكارها وأهدافها المشروعة.

وأضاف طبعاً ما بيكفي نتلاقى بس ونصدر بيانات، ونكتب اوراق، ولو مهمّة، لأن الأهم هو الخطة العملانية يلّي بتنقسم لثلاث محاور:
1 – المواجهة السياسية والاعلامية والشعبية لوقف مسلسل الاجرام الحكومي الحاصل بحق الموقع المسيحي الأول بالدولة وبحق الميثاق ودستور الطائف
2 – تأمين الصمود لمواجهة المشاكل الحياتية وكل انواع التجويع والإذلال
3 – الضغط لتنفيذ بنود الطائف وعلى رأسها اللامركزية الانمائية الموسّعة يلّي بتعزّز الوحدة وبتمنع اي منحى تقسيمي او حتى فدرالي

وأكد ان اللامركزية الانمائية بتثبّت المركزية بالسياسة الخارجية والدفاعية والنقدية. وبحال الاصرار على رفضها، لازم نبلّش بتطبيقها تدريجياً، مناطقياً وقطاعياً، بالكهرباء والنفايات والمياه والصرف الصحي والمواصلات، وبكلّ مشروع بتقدر المناطق تنفّذه من دون حاجة للدولة المركزية يلّي عم تستضعفنا بالسياسة وبالادارة وبتستغلّنا بالمال كدافعي ضرائب، محذرا من ان في لبنان ما في مواطنين فئة ثانية، كلّنا عنّا حريّتنا وحقوقنا وكرامتنا ودورنا، والضرائب مندفعها مقابل الخدمات العامة والانماء المناطقي او ما مندفعها. الضرائب مش تتروح على مزاريب الهدر وتمويل الحياة السياسية لأركان المنظومة.

أما المجتمع الحي ما بيسكت عن امتناع المسؤولين الحكوميين المتزمّتين عن توقيع مراسيم استعادة الجنسية لمستحقّيها! المجتمع الحي ما بيسكت عن سياسيّين بيخضعوا لطلب الخارج بدمج النازحين السوريين، وبيستجدوا مساعدات الخارج لعملية الاندماج بدل رفضها اذا لم تعطَ للبنانيين اولاً! المجتمع الحيّ ما بيسكت عن أمنيين كبار بيلعبوا دور حرّاس البحر لمنع النازحين من التوجّه لأوروبا وحرّاس البرّ لتسهيل دخولهم للبنان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى