بينهما مطاران عربيان.. مئات المطارات العالمية مهددة بالغرق
خلصت دراسة بريطانية جديدة إلى وجود 20 مطارا مهددا بالغرق بينهما مطاران عربيان بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر .
وفي دراسة جديدة لباحثين من جامعة نيوكاسل (Newcastle University)، نشرتها دورية كلايمت ريسك مانيجمنت (Climate Risk Management)، حقق الباحثون فيها في كيفية تأثير ارتفاع مستوى سطح البحر على المطارات الساحلية وتعطيل مسارات الطيران.
نمذجة حاسوبية
ووفقا للبيان الصحفي الصادر من جامعة نيوكاسل، فقد وضع الباحثون نموذجا لخطر تعطل طرق الطيران نتيجة لزيادة مخاطر الفيضانات من ارتفاع مستوى سطح البحر، باستخدام النمذجة الحاسوبية لتحليل موقع أكثر من 1400 مطار ساحلي حول العالم، والتنبؤ بمدى تعرضها للطوفان بسبب مستوى سطح البحر الحالي والمستقبلي.
كما نظر الفريق أيضا إلى احتمال حدوث فيضانات من مستويات سطح البحر القصوى، وكذلك في كيفية تأثير المعيار الحالي للحماية من الفيضانات على الرحلات الجوية. هذا بالإضافة إلى دراسة اتصال المطارات قبل “كوفيد-19” (COVID-19) وحركة الطائرات، والمستوى الحالي للحماية من الفيضانات.
وكشفت الدراسة أن 269 مطارا معرضة الآن لخطر الفيضانات الساحلية بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر. إضافة إلى ذلك، فإن ارتفاع درجة الحرارة بمقدار درجتين مئويتين -من شأنه أن يضع 100 مطار تحت متوسط مستوى سطح البحر، و364 مطارا آخر تحت التهديد بالمصير نفسه.
أما إذا تجاوز متوسط ارتفاع درجة الحرارة العالمية درجتين، فسيكون ما يصل إلى 572 مطارا في خطر بحلول نهاية هذا القرن، مما يؤدي إلى اضطرابات كبيرة في حال عدم اتخاذ إجراءات التكيف المناسبة.
وقد استعرض الباحثون في دراستهم، الأسباب العديدة التي تجعل المطارات معرضة بشكل خاص لارتفاع مستوى سطح البحر، ومنها، موقع بعض المدن والتي غالبا ما تكون بالقرب من البحر، كما أنه في الكثير من الأحيان يتم أيضا بناء المطارات التي تخدم تلك المدن في مناطق منخفضة.
وكانت المبررات العملية لتلك الأسباب، أنه من الأسهل ببساطة العثور على مساحات كبيرة مناسبة من الأرض المسطحة في المناطق المنخفضة، حيث تقلل مسارات الإقلاع والهبوط من مخاطر الاصطدام. ونتيجة لذلك، تم بناء العديد من المطارات على الأراضي الرطبة الساحلية المُستصلحة، والمستنقعات، والسهول الفيضية.
تصنيف عالمي
وضمن هذه الدراسة والتحليل الحاسوبي، طوّر الفريق تصنيفا عالميا للمطارات المعرضة لخطر ارتفاع مستوى سطح البحر، والذي يأخذ في الاعتبار كلا من احتمالية حدوث فيضانات من مستويات البحر القصوى، ومستوى الحماية من الفيضانات، والتأثيرات من حيث اضطراب الرحلة.
وقد صنفت الدراسة المطارات المعرضة للخطر في كل من أوروبا وأميركا الشمالية والأوقيانوسيا، حيث تهيمن تلك الموجودة في شرق وجنوب شرق آسيا والمحيط الهادي على المرتبات الأولى في قائمة الـ20 مطارا من المطارات من حيث المخاطر.
ووفقا لنموذج الباحثين، يتصدر القائمة مطار سوفارنابومي (Suvarnabhumi) في بانكوك (BKK) ومطار وينزهو لونغوان Wenzhou Longwan) (WNZ)) في الصين.
وفي أوروبا، يعتبر مطار كورفو (Corvo) في أرخبيل “جزر الأزور” البرتغالي الأكثر عرضة للخطر، يليه مطار بريمن (Bremen) في ألمانيا.
أما في المملكة المتحدة، فمطار لندن سيتي (London City) هو الأكثر عرضة للخطر.
وإذا تمت إزالة جميع وسائل الحماية من الفيضانات، فإن مطار أمستردام شيفول Amsterdam Schiphol) (AMS)) سيكون معرضا لأعلى المخاطر، لأنه يستفيد حاليا من الحماية ضد الفيضان المحتمل.
وتتضمن القائمة في الولايات المتحدة، مطار لويس أرمسترونغ (Louis Armstrong) في نيو أورليانز، ومطار نايتميوت (Nightmute) في ألاسكا، ومطار كي ويست (Key West) في فلوريدا.
علاوة على اثنين من المطارات الرئيسية الثلاثة في منطقة مدينة نيويورك -مطار لاغوارديا La Guardia ومطار نيوآرك ليبرتي (Newark Liberty)- وجميعها مصنفة ضمن أكثر 100 مطار في العالم معرضة للخطر.
كما تشمل القائمة مطاري بوصاصو الصومالي، وعدن اليمني من العالم العربي.
تكلفة التكيف
يقول البروفيسور ريتشارد داوسون، مؤلف مشارك في الدراسة “تعد هذه المطارات الساحلية ذات أهمية عالية لشبكة الخطوط الجوية العالمية، وبحلول عام 2100 ستكون ما بين 10% و20% من جميع الطرق معرضة لخطر التعطل، وبالتالي فإن ارتفاع مستوى سطح البحر يشكل خطرا جسيما على حركة الركاب والشحن العالمية، مع تكلفة كبيرة للضرر والاضطراب”.
وأضاف البروفيسور داوسون “ستكون تكلفة التكيف متواضعة في سياق الإنفاق العالمي على البنية التحتية. مع ذلك، وفي بعض المواقع، فإن معدل ارتفاع مستوى سطح البحر، والموارد الاقتصادية المحدودة أو المساحة المتوافرة لمواقع بديلة تجعل بعض المطارات غير قابلة للاستمرار”.