قد يكون الرئيس الأميركي جو بايدن أكثر الناس سعادة بانتهاء محاكمة سلفه دونالد ترامب، حتى ولو لم تنجح بحشد أصوات كافية في مجلس الشيوخ من أجل إدانته. لعلّ أهمّ ما يسعى إليه بايدن حاليّاً هو التفرّغ لتحقيق مشاريعه الداخلية خصوصاً حزمة التحفيز البالغة قيمتها 1.9 تريليون دولار لمواجهة جائحة “كورونا”.
ويرى البعض أنّ النجاح في تمرير هذه الخطة لن يساهم في تعزيز الوضع الاقتصادي الأميركي وحسب، بل الأهم، الحظوظ السياسية لبايدن والديموقراطيين. وآخر ما يحتاج إليه مع انطلاقة ولايته هو المزيد من التشتيت الإعلامي.من جهة ثانية، تساهم هذه المحاكمة في تعزيز الانقسامات الداخليّة، في وقت تعهّد بايدن أن يعيد توحيد الأميركيّين وتقوية الديموقراطيّة التي وصفها في خطاب التنصيب بأنّها “هشّة”. لكنّ نسيان المحاكمة لن يكون بهذه السهولة. ويبدو أنّ هذا الأمر يزعج بايدن بحسب ما تبيّن أمس خلال مقابلة مع شبكة “سي أن أن” الأميركيّة.
“طوال أربعة أعوام، الوحيد الذي كان حاضراً في الأخبار هو ترامب. خلال الأعوام الأربعة المقبلة، أريد أن أتأكد من أن يكون الشعب الأميركيّ كل الخبر”. وأضاف بايدن: “لقد سئمت من الحديث عن ترامب”.
أتى كلام بايدن بعد سؤاله عن تبرئة مجلس الشيوخ لترامب خلال محاكمة ثانية واجهها الرئيس السابق في ولايته الأولى، وفي حوالي سنة واحدة فقط.
وذكر موقع “ذا هيل” أنّ بايدن تفادى ذكر ترامب بالاسم، فناداه بأنه “الرجل السابق” خلال إحدى لحظات حديثه. وعمد بايدن ومستشاروه الكبار إلى عدم ذكر اسم الرئيس السابق مستخدمين عوضاً عنه عبارة الإدارة السابقة.
مع ذلك، انتقد بايدن طريقة تعامل ترامب مع فيروس “كورونا” للدفاع عن تعثرات إدارته في توزيع اللقاحات على المستوى الوطني. لكنّ الولايات المتحدة لا تزال متقدّمة على الاتّحاد الأوروبي في نسبة التلقيح الوطنيّ. وقال بايدن إنه لم يكن هنالك الكثير من التوجيهات الفيديرالية حول كيفية حقن اللقاحات في أذرع الأميركيين.
وأعلن بايدن بشكل غير صحيح “أننا لم نكن نمتلك” لقاحاً حين وصل إلى البيت الأبيض.
