البحيرة المرقّطة… مكان أكثر من ساحر
قد يبدو مشهد البحيرة في الشتاء والربيع مثله مثل أي بحيرة أخرى في العالم، ولكنها في فصل الصيف تصبح “المكان الأكثر سحراً في كندا”.
تقع هذه البحيرة الفريدة من نوعها في مقاطعة كولومبيا البريطانية الكندية،كانت تُعرف سابقاً من قبل السكان الأصليين باسم Kliluk وهي تُعتبر من المواقع الطبيعية العجيبة التي أذهلت الجميع بسحرها وجمالها.
مع بدء فصل الصيف، تتبخر معظم مياه البحيرة، وتتحول المركّبات المعدنية الموجودة فيها إلى بلّورات كريستالية تنتشر على شكل دوائر تعكس ما بداخلها من معادن، بألوان تتراوح بين الأخضر والأزرق والأصفر.
هذه البقع الملونة هي نتيجة الكمية العالية من المعادن التي تتركز فيها، منها كبريتات المغنيسيوم والكالسيومو كبريتات الصوديوم التي تتجمع في الماء. وقد تسربت هذه المعادن ومجموعة من الأملاح من التلال المحيطة.
بفضل غرابتها، كانت تعتبر البحيرة المرقطة مكاناً مقدساً لقرون عدة من قبل السكان الأصليين. وكان لها قيمة ثقافية كبيرة جداً، فيُحكى أنه في الماضي كان هناك قبيلتان من الهنود متحاربتان في ما بينهما. فوقّعا هدنة بينهما للسماح لكلتا القبيلتين باستخدام مياه البحيرة لشفاء الجرحى.
وذلك يعود لاعتقادهم أن لكل دائرة من الدوائر المختلفة خصائص علاجية وطبية معينة. فكانت تعالج بمياهها أنواعاً عديدة من الأمراض المزمنة. وخلال الحرب العالمية الأولى، تم استخدام معادن البحيرة المرقطة في تصنيع الذخيرة.
اليوم، الموقع محمي من السلطات المحلية بسبب أهميته الثقافية والبيئية. وتجذب البحيرة السياح ليس فقط للاستمتاع بمنظرها ذات الدوائر الغريبة، بل أيضاً للعلاج بهذه المياه الغنية بالمعادن والأملاح. ولكن للتمكن من الاقتراب من البحيرة عليك بطلب إذناً خاصاً.
يعدّ أواخر شهر تموز (يوليو) أفضل وقت لمشاهدة البحيرة قبل أن تجف تماماً. إذا لم تتمكن من الحصول على إذن للمشي فعلياً على طول البحيرة، فيمكنك تأملها من الطريق السريع حيث تبدو بوضوح. كما تتوفر أيضاً جولة على متن الهليكوبتر تتيح لك فرصة تأمل البحيرة بألوانها الرائعة من الأعلى.