كلنا نسمع بجرثومة المعدة، فهي واسعة الانتشار، حتى إن أكثر من نصف سكان الأرض مصابون بها، ولكن معظمنا لا يعلم بإصابته لعدم تسببها بأي أعراض، وقد تم اكتشاف هذه الجرثومة في عام 1982 من قبل باحثَين أستراليَّين، ووجدا أيضًا أنها تسبب مرض القرحة الهضة، ثم أدرجتها منظمة الصحة العالمية فيما بعد على أنها جرثومة مسرطنة (أحد مسببات سرطان المعدة).
ما هي جرثومة المعدة؟
جرثومة المعدة، أو الجرثومة الملويّة البوابية (Helicobacter pylori)، هي جرثومة حلزونية الشكل، تعيش ضمن العصارة المعدية، ومن خصائصها أنها الوحيدة التي تستطيع العيش في وسط حمضي بفضل إفراز مواد معيّنة (أنزيم Urease) تحميها من العصارة الحمضية.
تغزو هذه الجرثومة البطانة المخاطية للمعدة والاثني عشري، ما يزيد من حساسيتها وتأثرها سلبًا بالعصارة الهضمية والتهابها، وقد تبين أنها تغزو منطقة الاثني عشري أكثر من المعدة.
يمكن أن تحدث الإصابة في أي عمر، حتى في مراحل الطفولة، إلا أنها أكثر حدوثًا للبالغين في منتصف أعمارهم، وهي تصيب الذكور والإناث على حد سواء، وتعيش الجرثومة داخل المعدة لفترات طويلة دون أن يعلم المريض، وقد لا تظهر الأعراض إلا بعد سنوات، وتستمر مدى الحياة إذا لم تتم معالجتها.
ما المضاعفات المحتملة للعدوى بجرثومة المعدة؟
-التهاب مزمن لبطانة المعدة والاثني عشري: وينتج عن ذلك ألم بطني وعسر هضم وغثيان ونقص شهية.
– قرحة هضمية: تحدث عند حوالي 10% فقط من المصابين بجرثومة المعدة، بينما تعتبر جرثومة المعدة مسؤولة عن 90% من قرحات المعدة و60% من قرحات الاثني عشري.
– سرطان المعدة:
يحدث عند حوالي 1- 3% من المصابين بجرثومة المعدة.
كيف تنتقل عدوى جرثومة المعدة؟
لا أحد يعرف على وجه اليقين كيف يصاب الناس بجرثومة المعدة، لكن أثبتت الإحصائيات ازدياد نسبة الإصابة عند أفراد منزل المصاب، لذا يُعتقد أنها قادرة على الانتشار من شخص لآخر.
قد يكون الانتقال فمويًا برازيًا، أي بسبب تلوث الأيدي أو الخضار والفواكه أو الماء أو الأواني بالبراز الحاوي على الجراثيم وانتقالها إلى الفم.
كذلك عُثر على الجراثيم في لعاب الشخص المصاب، لذلك يُعتقد أن العدوى قد تحدث عند الاتصال بلعاب الشخص المصاب أو مشاركة الأواني معه.
ما أعراض العدوى بجرثومة المعدة؟
لا تظهر على معظم الأشخاص أي أعراض تدل على الإصابة بجرثومة المعدة، ولا يعرف سبب ذلك، ولكن الأعراض التي تنذر الشخص بخطر الإصابة بجرثومة المعدة، تشمل:
– ألم المعدة: تسبب الإصابة بهذه الجرثومة التهابًا في المعدة، ويعود السبب في ذلك إلى أنها تدمر أنسجة المعدة والجزء الأول من الأمعاء الدقيقة المعروف بالاثني عشري، وتنتج عن ذلك أعراض كعسر الهضم وآلام في أعلى البطن.
– غثيان (الرغبة في التقيؤ).
– الإحساس بالانتفاخ.
– حموضة المعدة.
· نقص الشهية.
– رائحة كريهة من الفم.
– قلق.
– فقدان الوزن.
– فقر دم.
– نزيف (تقيؤ الدم أو براز أسود اللون).
كيف يمكن تشخيص الإصابة بعدوى جرثومة المعدة؟
عند الشعور بأعراض العدوى بجرثومة المعدة يجب التوجه إلى طبيب مختص بأمراض الجهاز الهضمي أو إلى طبيب الأسرة أو طبيب عام للخضوع لبعض التحاليل والفحوصات الطبية التي تسهم في الكشف عن العدوى بجرثومة المعدة، ومن بينها:
– اختبار التنفس بعد تناول مادة اليوريا، وذلك عن طريق النفخ في البالون.
– التحاليل المخبرية: فحص البراز.
– المنظار وأخذ عينة من جدار المعدة.
ويبقى وحده الطبيب من يمكنه اختيار طريقة التشخيص السليمة والمناسبة حسب السن ومدة الإصابة وخطورة الأعراض، ولكن ننوه إلى أنه لا تفيد تحاليل الدم في تأكيد التشخيص أو مراقبة العلاج لأنها غير دقيقة.
كيف يمكن علاج الإصابة بعدوى جرثومة المعدة؟
يشمل العلاج مضادات حيوية يتم تناولها لمدة 14 يومًا مصحوبة بمضاد حموضة، وهناك أكثر من بروتوكول معتمد، ويسعى اختصاصيو المجال إلى إجراء أبحاث كل سنة لمقارنة فعالية العلاجات.
ويوصى بالالتزام بحمية غذائية خاصة في أثناء فترة العلاج، تشمل تجنب البهارات والحد، والحوامض، والشوكولا، والقهوة، والتدخين.
بعد الانتهاء من العلاج يجب التأكد هل تم القضاء على الجرثومة أم لا، عن طريق المنظار أو فحص التنفس، وفي حالة استمرار وجودها يتم اللجوء إلى علاجات أخرى.
ما طرق تفادي العدوى؟
لا توجد طريقة معروفة مؤكدة للوقاية من العدوى بجرثومة المعدة، ولكن يوصى بغسل اليدين جيدًا قبل إعداد أو تناول الطعام وبعد استخدام الحمام، وغسل الفواكه والخضار جيدًا، وتناول الطعام الذي تم تداوله وإعداده بأمان، وتعقيم المياه والحرص على شرب المياه النظيفة والآمنة فقط، وتجنب مشاركة الأواني كالأكواب والصحون في أثناء الأكل والشرب.