أكدت دراسة جديدة على أهمية تناول الشاي الأخضر، حيث إنه بالإضافة إلى كونه مشروبًا لذيذًا، فإن كوبا واحدا منه يحتوي على جرعة كبيرة من الفوائد الصحية، تشمل الحد من مخاطر الإصابة بالسرطان والمساعدة في إدارة مرض السكري بالإضافة إلى تحسين النوم وتعزيز الإبداع. كما أن هناك العديد من الأسباب المؤكدة لتناول كمية كبيرة من الشاي الأخضر يوميًا، وفقا لما نشره موقع Eating Well.
أكدت نتائج الدراسة، التي تم نشرها في دورية Current Developments in Nutrition، أنه إلى جانب خصائص الشاي الأخضر المضادة للالتهابات، فإنه يقلل من مستويات السكر في الدم ويقلل من التهاب الأمعاء، علاوة على أحد العوامل المتضمنة في “متلازمة الأمعاء المتسربة، والتي تقوم على مفهوم أن الأمعاء شديدة النفاذية يمكن أن تسمح بدخول السموم أو المواد غير المرغوب فيها إلى مجرى الدم”.
متلازمة التمثيل الغذائي
سعى باحثون من جامعة بنسلفانيا ستيت وجامعة أوهايو ستيت إلى معرفة ما إذا كان مستخلص الشاي الأخضر يمكن أن يساعد في تقليل مخاطر العوامل الصحية المتعلقة بمتلازمة التمثيل الغذائي، وهي مجموعة من الحالات التي تحدث غالبًا معًا وتزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري والسكتة الدماغية.
4 عوامل خطر
توضح مايو كلينك أنه كلما زاد عدد “المربعات” الخاصة بعوامل خطر متلازمة التمثيل الغذائي التي يمكن التحقق منها، زادت احتمالية إصابة الشخص بمشكلات صحية خطيرة في وقت لاحق من الحياة. وتشمل عوامل الخطر الرئيسية الأربعة المرتبطة بمتلازمة التمثيل الغذائي:
• ضغط الدم يزيد عن 130/85 مم زئبق
• زيادة الدهون في الجسم حول الخصر.
• سكر الدم عند الصيام 100 ملغم / ديسيلتر أو أكثر.
• مستويات الدهون الثلاثية الصيام أعلى من 150 مغم / ديسيلتر، وكوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة HDL، أي الكوليسترول “الجيد” أقل من 40 مغم / ديسيلتر للرجال أو 50 مغم / ديسيلتر للنساء.
حاول بروفيسور ريتشارد برونو، كبير الباحثين في الدراسة وأستاذ التغذية البشرية في جامعة أوهايو، وفريقه الغوص بشكل أعمق في فوائد الشاي الأخضر ولمعرفة كيف يمكن أن تؤثر على صحة القلب والأوعية الدموية وارتباطها بصحة الأمعاء، وهو أمر لاحظه سابقًا بين الفئران.
5 أكواب يوميًا
اختار بروفيسور برونو وفريقه 40 مشاركًا؛ من بينهم 21 تنطبق عليهم معايير متلازمة التمثيل الغذائي. تم إعطاء كل مشارك حلوى تحتوي على مادة الكاتيكين (مواد كيميائية طبيعية بوليفينولية نباتية موجودة في الشاي والفاصوليا والفراولة ونباتات أخرى منتقاة). كانت كمية الكاتيكين في كل علكة مساوية لما هو موجود في خمسة أكواب من الشاي الأخضر. تم توجيه الأفراد إلى تناول قطعة حلوى واحدة يوميًا لمدة 28 يومًا. أثم حصل المشاركون على استراحة لمدة شهر، وقام كل شخص بتناول دواء وهمي لمدة 28 يومًا التالية.
طوال فترة البحث، تم تدريب الأفراد على تناول نظام غذائي منخفض في مادة البوليفينول لأن الشاي الأخضر غني به، ولم يكن الباحثون يرغبون في أن يحدث تحريف لنتائج الدراسة (أي أن يقوم شخص ما، على سبيل المثال، بتناول كمية كبيرة من التوت والتفاح والعنب).
مستويات الغلوكوز والكوليسترول
قبل بدء الدراسة وكذلك في اليوم 14 و28 من كل من مرحلة، قام الباحثون بقياس مستويات الغلوكوز والأنسولين والدهون (الكوليسترول) ومستويات البوليفينول الغذائية لكل مشارك. كما طلبوا عينات من البراز لدراسة التهاب الأمعاء.
تقليل التهاب الأمعاء
تبين أن مستخلص الشاي الأخضر يخفض نسبة السكر في الدم مع تقليل التهاب الأمعاء والنفاذية بين الأشخاص الذين يعانون من متلازمة التمثيل الغذائي والذين لا يعانون منها.
تحسين سلامة الأمعاء
يقول بروفيسور برونو: “تتجلى أهمية صحة الأمعاء للبشر من خلال أبحاثنا وتشير إلى أن العوامل الغذائية مثل الشاي الأخضر الغني بمضادات الأكسدة يمكن أن تساعد في تقليل مخاطر عدم تحمل الغلوكوز عن طريق الحد من التهاب الأمعاء وتحسين سلامة الأمعاء”.
ويأمل بروفيسور برونو وغيره من الباحثين في إجراء مزيد من الأبحاث حول كيفية تأثير الشاي الأخضر على الكائنات الحية الدقيقة في القناة الهضمية على أمل اكتشاف ما إذا كان الشاي الأخضر يمكن أن يعزز البكتيريا الجيدة بينما يساعد في تقليل كمية البكتيريا غير المفيدة في القناة الهضمية.
المصدر: العربية