مناسبات

محمود مرّة

الى اللقاء رمضان.
الى اللقاء

رمضان شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار, همّ على الرحيل، أتراه كان لمن أدركه راحة أم كان الحمل الثقيل؟
رمضان الشهر الذي أنزل فيه الوحي ناطقاً بالقرآن، على انسان لم يقرأ او يكتب أي بيان، رسالة لنا عبره من ربنا الرحمن.
تضمّن في طياته الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والعصيان، وجلّ أمره ان يكون الانسان محب لأخيه الانسان بغض النظر عن الاعرق والاديان او الالوان .

فما بالنا؟ ترى منا المسلمون يتسابقون الى المساجد والمآذن ويتقنون قراءة القرآن، جلّ جهدهم دعاء يؤهلهم مكافأة  باستجابة الرحمن، ولكن بقلوب حقدها دفين، بالكره مليء، فكيف لها ان تحظى باستجابة المنّان؟
البعض منا يدّعي ان له في الرسول أسوة، أعظم تقليد منهم له عنه كلام، والبعض يأخذون فيه القدوة وأعمالهم لا تطبق مثلها الا في الاحلام.

يأتي الشهر ويمضي، وكثير منا لا يرى في قدومه أو ذهابه سوى اختلاف في مواعيد النوم والطعام.
شهر التعالي على الشهوات وانكار النزوات، وكره الموبقات، شهر الزكاة والصدقات، شهر الصدق والحسنات، لا تزينه فقط حلاوة الكلمات، انما يتم تزيينه بالاعمال مع صادق النيات.

لكن ويا للأسف، حالنا لما يزل في ثبات، والاغلب من بني البشر من لم يستخلص منه العبر

نسال الله الرحمة وفي بعض القلوب قساوة لا تحتمل، نطلب منه المغفرة والجمع منا عصاة، ننادي بعتق من نار وقودها سوء أعمالنا والكلمات.

لقد تناسينا ان الهنا رحيم، محب ودود، وليس لمحبته وعطائه من حدود، ولولا فضله وكرمه لما وجد هذا الوجود، لان كان رمضان شهر الرحمة فالله هو الرحيم، وان كان رمضان شهر المغفرة فالله هو الغفور، وان كان أملنا في رمضان عتق من نار ومفازة في جنة، فالله هو القدير على ان يجعل أيام عامنا كلها رحمة وملؤها مغفرة ونهايتنا في جنة عرضها السموات والارض، وهو السميع لنا في كل ايام السنة.

كل رمضان وكل عام وكل يوم، والبشر يتحلون في قيم الانسانية كما أرادنا الخالق محبين له ولخلقه، علّنا نحظى بمطلب ان نحن منه طلبناه، فأمر المحب لمن أحب ان صدق الطلب مضمون، ولا يمكن لمن خلق الوجود الا أن يكون له ما اراد ان يكون.

وكل والجميع بألف خير

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى