.tie-icon-fire { display:none; }
Uncategorized

ما أبرز الردود التي تبادلها ترامب وبايدن في المناظرة الأخيرة؟

يبدو أنّ إطفاء مكبّرات الصوت نجح في جعل المناظرة الرئاسيّة الأخيرة التي استضافتها جامعة بلمونت (تينيسي) بإدارة الإعلامية كريستن ولكر من “أن بي سي”، أكثر قدرة على تقديم المرشّحَين دونالد ترامب وجو ايدن أفكارهما بدون مقاطعة.
“شتاء مظلم”… “تعلّموا الموت مع الفيروس”
كانت البداية مع جائحة “كوفيد-19” التي قال ترامب إنّ البلاد تتغلّب عليها تدريجياً وإنّ اللقاح قد يتوافر خلال أسابيع أو قبل نهاية السنة مشيراً إلى أنّ شركتي “جونسون أند جونسون” و”موديرنا” تتقدمان السباق في هذا المجال.
وذكّر بايدن المشاهدين بقول ترامب السابق إنّ الفيروس سيختفي قريباً ووضع عيد الفصح الماضي كأحد مواعيد ذلك، محذّراً إياهم من “شتاء مظلم” بسبب استمرار الوباء. ردّ الرئيس بأنّ المسؤولين الأميركيين درسوا وفهموا المرض بمرور الوقت مذكّراً بايدن بإخفاقه في التعامل مع إنفلونزا الخنازير التي تفشت في ولاية باراك أوباما الأولى. كذلك، حمّل ترامبالصين مسؤوليّة تفشّي الوباء.
ردّ بايدن بأنّه كان على الرئيس إرسال خبراء إلى ووهان قائلاً إنّ ترامب أشاد بالرئيس الصينيّ شي جينبينغ وأعلن في كانون الثاني أنّه يجب شكره على جهوده في مكافحة الفيروس.
واستغرب ترامب كيف بإمكان بايدن المكوث دائماً في الطبقة السفليّة من منزله لافتاً النظر إلى أنّه يملك المال للبقاء فيه على عكس المواطنين المضطرين للذهاب إلى العمل. وحين قال ترامب إنّه تعلّم كثيراً عن الفيروس، ردّ بايدن بأنّ الأميركيّين تعلّموا الموت مع الفيروس بسبب طريقة تعامل الإدارة الحالية معه. وذكر أنّ الأميركيين يوشكون على خسارة 200 ألف مواطن إضافيّ بسبب تفشّي “كورونا”، مذكّراً ترامب بأنّه اقترح على المواطنين حقن أنفسهم بالمطهّرات غير مقتنع بما دافع به ترامب عن نفسه حينها عندما قال إنّ الأمر كان مجرّد مزاح.
وسارع ترامب إلى القول إنّه عندما علم بخطورة المرض أوقف الرحلات من وإلى الصين، مشيراً إلى أنّ منافسه كان ضدّ الخطّة. لكنّ بايدن قال إنّه يريد إيقاف المرض لا البلاد، وإنّه كان على ترامب التحاور مع رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي للاتفاق على مواجهة “كورونا”، بدلاً من الذهاب إلى الغولف. وقال إنّه ليس ضدّ فتح البلاد لكن مع التشديد على معايير السلامة كالتباعد الاجتماعيّ ووضع الكمّامات.
“لا نريد للدواء أن يكون أسوأ من الداء” 
قارن ترامب بين الولايات التي يحكمها الديموقراطيون وتلك التي يحكمها جمهوريون مشيراً إلى أن حزبه يبدي أداء أفضل في إدارة الولايات من حيث مواجهة الفيروس صحياً واقتصادياً. وقال إنّه يجب على البلاد معاودة فتح الاقتصاد، فنسبة التفشي أصبحت ضعيفة كما أن حالات الانتحار والإدمان بدأت ترتفع، مشدداً على ضرورة ألا يكون الدواء أكثر فتكاً من الداء.
وبعدما اقترح بايدن تقديم الموارد للمدراس والأعمال وفرض التعقب على المصابين وزيادة الفحوص ووضع زجاج الأمان الشبكي (plexiglass)، قال ترامب إنّ هذه المادة مرتفعة الكلفة في وقت تُحتضر الأعمال وتُحتضر ولايات مثل نيويورك، في تلميح إلى فشل حاكمها الديموقراطي في التعامل مع الجائحة. ردّ بايدن بأنّه لا يميّز بين ولايات ديموقراطية أو جمهورية بل ما ينظر إليه هو ولايات أميركية.
أكّد ترامب ضرورة إعادة فتح الاقتصاد مع ضرورة حماية كبار السنّ، كما ردّ على اتّهامه بأنّه لا يصغي إلى العلماء من بينهم كبير خبراء الأوبئة في البيت الأبيض أنتوني فاوتشي فقال إن لا أحد كان يعلم بالضبط ما هو المرض، حتى إنّ فاوتشي لم ينصح بارتداء الكمامات في البداية قبل أن يتراجع عن هذا الموقف ويحضّ على ارتدائها لاحقاً.
غير أنّ بايدن ذكّر بمعرفة ترامب بمدى خطورة المرض مستشهداً بما قاله للصحافيّ بوب وودورد، نافياً أن يكون ترامب قد نجح في عدم إخافة الأميركيين من الوباء، بل أصبح الرئيس نفسه في حالة رعب منه.
من الأقوى في مواجهةروسيا؟
كرّر بايدن لدى سؤاله عن التدخّل الأجنبي في الانتخابات الرئاسية، أنّ أي دولة تفعل ذلك ستدفع الثمن، مشيراً إلى أنّ الرئيس لم يتحدث بكلمة عن الروس وأنّه ربما يتحدث بشكل أقسى حين يتعلق الأمر بإيران. وأعرب عن استغرابه لعدم قيام ترامب بمساءلة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن المكافآت المالية التي وعد بها مقاتلين من “طالبان” في حال قتلوا الجنود الأميركيين في أفغانستان، وفقاً لتقارير صحافية.
وقال ترامب إنّ بايدن حصل على 3.5 ملايين دولار من عمدة موسكو السابق نتيجة لعقود إعمار طالباً منه تفسير ذلك، ومؤكداً أنّه كان أقوى رئيس لجهة فرض عقوبات عليها كما حض حلف شمال الأطلسي على زيادة إنفاقه الدفاعي مما يعزز قوته إزاء روسيا. وكذلك، دعمت إدارته القدرات لدفاعية لأوكرانيا مذكّراً بأنّ الأخيرة خسرت جزءاً كبيراً من أراضيها لصالح روسيا خلال ولاية أوباما.
وكرر ترامب اتهام منافسه بأنه تلقى الأموال من روسيا وأوكرانيا لكنّ الأخير ردّ بالنفي ذاكراً ما نشرته “النيويورك تايمس” مؤخراً من أنّ لديه حساباً في أحد بنوك الصين وأنّه لم يدفع الضرائب المتوجّبة عليه.
وأضاف ترامب بأنّه سيُظهر قريباً سجلّه الضريبيّ حيث دفع عشرات الملايين من الدولارات، مشيراً إلى أنّه دفع بعض الضرائب قبل موعد استحقاقها. وأضاف أنّ وكالة العائدات الضريبية كانت متشددة معه. ردّ بايدن سريعاً على منافسه سائلاً إيّاه عن السبب الذي منعه من إظهار سجلّه الضريبيّ طوال أربع سنوات، مطالباً إيّاه بالكفّ عن المراوغة. وذكر بايدن كيف وصف ترامب نفسه بـ”الذكي” لأنّه حاول تفادي دفع الضرائب. (قال ترامب في المناظرة السابقة إنّه كأيّ رجل أعمال يحاول ذلك عبر ما يتيحه القانون).
ردّ ترامب بأنّه تعرّض لحملة “مطاردة ساحرات” وللتجسّس على حملته ولو كانت عليه أيّ شبهات ماليّة لكان كشفها تحقيق مولر. واتّهم شقيق بايدن، جايمس، بتلقي الأموال من العراق في إشارة إلى عقد بقيمة أكثر من مليار دولار لبناء منازل سكنية سنة 2011 وفقاً لبعض التقارير. وحين قال بايدن إنّ ترامب ضغط على الرئيس الأوكرانيّ في اتّصال هاتفيّ لتشويه سمعته، أضاف أنّ ترامب هو الرجل الوحيد الذي عمل في الصين وجنى الأموال هناك.
الصين وكوريا الشمالية
ردّ الرئيس بأنّه فتح حساباً كرجل أعمال في البلاد سنة 2013 ثمّ أقفله سنة 2015 أي قبل إطلاق حملته الرئاسيّة. وأشار إلى أنّ كلّ المشاريع الربحيّة التي كان يخوضها شقيق أو نجل بايدن كانت تجري في ظلّ تولّي بايدن مسؤوليّاته، في تلميح إلى أنّ الأخير كان يستخدم نفوذه لتسهيل تلك المشاريع. ووصف ترامب عائلة بايدن بـ”المكنسة الكهربائيّة” التي تشفط الأموال.
وفي تطرّق سريع إلى السياسة الخارجية، قال بايدن إنّه سيدفع الصين إلى الامتثال للقوانين الدوليّة وقد أرسلت الإدارة السابقة قاذفات قنابل إلى بحر الصين الجنوبي في تحدّ لبيجينغ. وفي حين شدّد على ضرورة تعزيز العلاقات مع الحلفاء التقليديين لواشنطن من أجل فرض الضغط على الصين، اتّهم بايدن ترامب بأنّه يحبّ خصوم أميركا مثل شي وبوتين.
وعاود ترامب فتح ملفّ عائلة بايدن وقال إنّ هانتر حصل من شركة صينية على 10 ملايين دولار سنوياً كما خفّضت بيجينغ قيمة عملتها لترفع حصّتها في التجارة العالمية بينما دافع ترامب عن صناعة الصلب الأميركيّة بعدما أضرّت ممارسات الصين بها، وفقاً لقوله. وكرّر بايدن ما قاله في المناظرة الأولى بأنّ ما يحصل “لا يتعلّق بعائلته أو بعائلتي بل بالعائلات الأميركيّة”، فردّ ترامب بأنّ بايدن يتهرّب من الموضوع كلّما تعلّق الأمر بالحديث عن الصين.
وفي ما يخصّ كوريا الشماليّة، قال بايدن إنّ إدارته أرسلت تعزيزات عسكريّة إلى محيط كوريا الشمالية بينما صادق ترامب “بلطجيّاً” في إشارة إلى العلاقة الجيّدة التي تربطه بالزعيم الكوريّ الشماليّ كيم جونغ أون. قال ترامب إنّ كيم لم يكن لينفتح على أوباما لأنّه لم يحبّه، فانتقده بايدن مشبّهاً حبّ ترامب لكيم بحبّ هتلر مفتخراً بأنّ كيم لم يكن مرتاحاً لإدارته لأنّها كانت متشدّدة معه. وتحدّث ترامب عن أنّ الإدارة السابقة سلّمته “فوضى” في كوريا الشمالية، مشيراً إلى أنّ الحرب كانت لتكلّف 32 مليون قتيل وأنّ العلاقة الجيّدة بين الطرفين جنّبت المنطقة تلك الحرب.
الرعاية الصحية
في قانون الرعاية الصحّيّة، قال ترامب إنّه خفّض المبالغ المتوجب دفعها لشركات التأمين الصحي متعهّداً الحفاظ على رعاية من يتمتّعون بحالات مرضيّة قبل دخول القانون الجديد حيّز التنفيذ، مهدّداً بأنّ منافسه سيقضي على الرعاية الصحية التي يتمتع بها 180 مليون أميركي. وقال ترامب إن لا خيار أمام بايدن سوى جعل الطبابة اشتراكية التنظيم بدفع من اليسار الأميركي.
ردّ بايدن بأنّه دعم التأمين الصحي الخاص قائلاً إنّ ترامب لا يزال بدون خطّة صحية مع خسارة 10 ملايين شخص تغطيتهم ومكرراً إيمانه بأنّ الرعاية الصحية هي حق وليست امتيازاً، كما أنّ منح حرية الخيار بين التأمين العام والخاص ليس اشتراكية. وقال إنّه سينطلق من خطّة “أوباما كير” ليصل إلى خطّة “بايدن كير”.
وتحدّث ترامب عن أنّ بايدن كان في مجلس الشيوخ طوال 47 عاماً وفي نيابة الرئاسة 8 أعوام من دون إنجاز خطة الرعاية التي يتحدث عنها، مشيراً إلى أن نائبته كامالا هاريس متطرفة في ليبيراليتها ملمّحاً إلى أنّ اليسار هو الذي سيسيطر على قرارات بايدن فأكد الأخير أنّه كسب ترشيح الحزب لأن برنامجه انتصر لا برامج منافسيه الديموقراطيين.
“مفترسون”… “مغتصبون”
اتهم بايدن إدارة ترامب بفصل أطفال المهاجرين عن عائلاتهم فقال الأخير إنّ إدارته لم تكن هي التي صنعت الأقفاص بل إدارة أوباما ذاكراً أنّ الأطفال بخير. وأضاف أنّ بايدن لم يفعل شيئاً للسود خلال 47 عاماً بل شارك في إقرار قانون 1994 الذي أدخل عشرات الآلاف وغالبيّتهم من السود إلى السجن لجنح بسيطة، قائلاً إنّ بايدن وصف الأميركيين-الأفارقة بـ”المفترسين الهائلين” (سي أن أن تقول إنّ هيلاري كلينتون قالت ذلك)، بينما لم يعمل أحد لصالح هؤلاء بمقدار ما فعله هو من حيث قانون إصلاح العدالة الجنائية وإصلاح السجون وإنشاء مناطق الفرص (opportunity zones) والتمويل الطويل الأمد للسود والهسبانيين. كما اهتم بجامعاتهم، مشيراً إلى أنّه الشخص الأقل عنصرية في القاعة، وإلى أنّه أفضل رئيس للسود منذ أبراهام لينكولن.
نفى بايدن ما قاله ترامب متّهماً إياه بأنه تحدث سابقاً عن أنّ السجون ليست ممتلئة بما فيه الكفاية، وأنّ المكسيكيين “مغتصبون” كما فرض حظراً على المسلمين بسبب ديانتهم. وذكّر بايدن بما قاله ترامب في المناظرة الأولى لـ “الفتيان الفخورين” بالاستعداد لمراقبة نتائج الانتخابات. واعترف بأنّه أخطأ في تشريع 1994 واعداً بنظام لا يسجن من يتعاطى المخدّرات بل يرسله إلى مراكز المعالجة المتخصصة.
كرّر ترامب اتّهامه لبايدن بأنّه لم يفعل شيئاً طوال 47 عاماً قائلاً إنّه لم يكن ليترشّح إلى الرئاسة لو حقّق أوباما وبايدن إنجازات. وحين ردّ بايدن على سؤال ترامب بالقول إنّ الجمهوريّين كانوا يسيطرون على الكونغرس، أجاب ترامب بأنّه كان عليه التحدّث إليهم، مشيراً إلى أنّه فعل ذلك مع الديموقراطيّين لإصلاح قانون العدالة الجنائيّة.
صفر انبعاثات
في موضوع التغيّر المناخيّ، قال ترامب إنّه يحبّ البيئة وعمل على جعل الماء والهواء نظيفين وأنّ الولايات المتحدة وصلت إلى أدنى مستوى من انبعاث الكربون منذ 35 عاماً. وقال إنّ نسبة التلوّث في الولايات المتحدة هي أقل بكثير من الصين وروسيا والهند مضيفاً أنّه لن يضحّي بآلاف الشركات كما فعل أوباما عبر التوقيع على اتّفاقية باريس للمناخ، متحدّثاً عن أنّ الصين لن تبدأ بتنفيذ التزاماتها بموجب الاتفاقية قبل سنة 2030.
قال بايدن إنّ التغيّر المناخيّ كارثة على البشرية وسيواجهه بالانتقال إلى سياسة خضراء تنتج أكثر من 18 مليون وظيفة وسيعزز سوق السيارات العاملة على الكهرباء والطاقة النظيفة. ويستشهد بخبراء من “وول ستريت” أشاروا إلى أنّ خطته ستُدخل تريليون دولار إلى الاقتصاد الأميركي. لكنّ ترامب قال إنّ النائبة (اليسارية) ألكسندريا كورتيز هي التي وضعت هذه الخطّة “الوهمية” إلى جانب يساريّات أخريات مشيراً إلى أنّ بلاده أصبحت مستقلّة من حيث الطاقة.
بعد إصرار من ترامب على توضيح موقفه بشأن أسلوب التصديع لاستخراج النفط والغاز، أجاب بايدن بأنّه يؤيّد التصديع بشرط ضبط انبعاث الغازات السامة. فردّ ترامب بأنّ منافسه كان ضدّ التصديع في البداية ثم قبِله لاحقاً بعدما فاز بالترشيح، وسيرفضه لاحقاً بضغط من اليسار. لكنّ بايدن أوضح أنّه كان ضدّ التصديع في الأراضي الفيديرالية فقط.
وتابع المرشح الديموقراطي أنه يجب المرور بفترة انتقالية وتحويل الدعم الفيديرالي للصناعات النفطية إذ على واشنطن الوصول إلى صفر انبعاثات سنة 2025، مشيراً إلى وجوب أن يتوقف استخراج النفط في نهاية المطاف. كما سيجبر الصين على الالتزام باتفاقية باريس.
وفي النهاية، توجّه ترامب إلى الناخبين بالقول إنّه خفّض الضرائب لكنّ بايدن سيزيدها من جديد لو فاز وأنّ مدّخراتهم “ستذهب إلى الجحيم”، مؤكّداً أنه كان أفضل رئيس في خلق الوظائف للسود. بينما قال بايدن إنّه سيكون رئيساً لجميع الأميركيين وأنّه سيدعم الأمل عوضاً من الخوف، والعلم عوضاً من الخيال، وسيتخلّص من العنصرية النظامية مؤكّداً طيبة شخصيته مقارنة بشخصيّة ترامب.
جريدة النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى