الفراغ المحسوم قد تسبقه مفاجأة وفرنجيّة بين “الحزب” وباسيل…
بات الشغور الرئاسي محسوماً. لن يُنتخب رئيسٌ للجمهوريّة قبل ٣١ تشرين الأول. الوحيد الذي كان يملك حظّاً بالوصول الى بعبدا، قبل هذا التاريخ، هو سليمان فرنجيّة. لكنّ جبران باسيل أقفل الطريق.
بدأ الكلام الرئاسي بين حزب الله وباسيل. أرسل أمين عام الحزب الى باسيل من يسأله عن احتمال موافقته على انتخاب فرنجيّة. أتى الجواب سلبيّاً. لم يدخل باسيل في “بازار” الشروط والمطالب، بل رفض بشكلٍ قاطع. في المقابل، لم يطرح مرشّحاً بديلاً. تبدو “الطبخة” الرئاسيّة بعيدة جدّاً عن النضوج. يؤكد مشاركون في “الطبخة” أنّ الأوفر حظّاً، حاليّاً، هو وصول مرشّح وسطي من فئة “الضعفاء”، أي أن يكون اسماً لا يملك قاعدةً شعبيّة ولا خاض الانتخابات ولا يمكنه أن يؤسّس لزعامة. ويعدّد هؤلاء مجموعة أسماء قد يشكّل بعضها صدمةً للرأي العام.
وتسمع كثيراً، في بعض الجلسات المهمّة، عبارةً تتكرّر على أكثر من لسان: لو كان جان عبيد على قيد الحياة لكان الأوفر حظّاً بالفوز بالرئاسة.
يدلّ ذلك كلّه على أنّ الفراغ هو الخيار المفضّل لدى كثيرين، حتى لدى بعض المعارضة، وإن كان كلّ فريقٍ يقرأه من زاوية مصلحته الخاصّة والاحتفاظ بحظوظه الرئاسيّة.
ولكنّ الفراغ المحسوم قد تسبقه مفاجأة. فقد علم موقع mtv أنّ مسعى جديّاً يقوده حزب الله ويهدف الى تشكيل حكومة قبل نهاية العهد. وتشير المعلومات الى أنّ الحكومة المتوقّعة ستكون شبيهة بالحاليّة الى حدٍّ بعيد، والهدف من تشكيلها هو نيلها ثقة المجلس النيابي لتتسلّح به قبل حصول الشغور الرئاسي، فترفع عنها اتهامها بعدم شرعيّتها.
ومن المؤكد أنّ تشكيل الحكومة سيواجه عقبات، إلا أنّ مصدراً واسع الاطلاع يبدو واثقاً من ولادتها قبل نهاية العهد، لتقوم بإدارة الفراغ، علماً أنّ باسيل، وعلى الرغم من تصعيده الكلامي أمس، إلا أنّه فتح نافذةً لتشكيل حكومة جديدة ستكون مخرجاً للجدل السائد حول دستوريّة تولّي حكومة تصريف الأعمال الحاليّة صلاحيّات رئيس الجمهوريّة.
ويسير ملفّا الرئاسة والحكومة جنباً الى جنب مع ملفّين آخرين سيتأثّر بهما لبنان حتماً. الأول ملف الترسيم، حيث يترقّب لبنان ما سيحمله المبعوث الأميركي آموس هوكستين، في ظلّ معلومات عن أنّ نتيجتين محتملتين من الزيارة. إمّا سيحمل هوكستين جواباً إيجابيّاً على الملاحظات اللبنانيّة، أو سيطلب مزيداً من الوقت للتفاوض مع الجانب الإسرائيلي.
ويؤكد مصدر مطلع أنّ الجواب الأخير لن يُقابَل بتصعيد من حزب الله الذي سيمنح مسار التفاوض الوقت اللازم، مع إدراكه بأنّه سيصل، عاجلاً أم آجلاً، الى خواتيم سعيدة “تجنّب حصول حرب لا تريدها إسرائيل”.
وبالإيجابيّة نفسها يتحدّث المصدر عن الاتفاق النووي الأميركي الإيراني، “الذي سيحصل مهما تأخّر”، وهذان الملفان قد يملكان تأثيراً على الاستحقاق الرئاسي، وهو ما يعوّل عليه بعض مؤيّدي الفراغ الرئاسي كسباً للوقت، وعلى رأسهم باسيل.
وإذا كان ثمّة ضوء في آخر النفق السياسي الذي دخل فيه لبنان، فإنّ الخوف هو على قدرة البلد وفئة كبيرة من اللبنانيّين على الصمود في هذا النفق، الى أن يحين أوان الخروج منه، خصوصاً أنّ للفراغ نتائج ماليّة واقتصاديّة كارثيّة… وتبقى العين أيضاً على النتائج الأمنيّة. وهنا الخطر الأكبر.