.tie-icon-fire { display:none; }
جاليات

جمعية HOME الانسانية الطبية تحيي امسية ميلادية في لافال

احتفلت جمعية HOME الانسانية الطبية بعيد الميلاد المجيد بأمسية ميلادية في Centre Armenie في لافال حضرها الى مؤسسها ورئيسها الدكتور عصام رعد، رئيس فرع كندا الدكتور عماد عاد،نائب الرئيس الدكتور ميشال يزبك ونخبة من الاطباء المنتسبين الى الجمعية، وعدد من الداعمين لنشاطاتها واهدافها من ابناء الجاليات اللبنانية والعربية.

والامسية التي حملت معاني العيد احتفاء وترنيما بأصوات جوقة الكنسية المعمدانية الانجيلية العربية AEBC في لافال كما بحضور مميز للمرنمة كريستا ماريا ابو عقل التي رافقها على الغيتار فادي بتراكي قدم لها سارة غنوم ودافيد باز، وسجل خلالها اضاءات للشموع على نية الجمعية المنتشرة فروعها في العديد من البلدان.

د. رعد

وفي كلمته توقف د. رعد عند الدوافع الرئيسة لتأسيس HOME والتي بدأت منذ اكثر من 30 سنة، والمتمثل بتقديم يد العون لأهل الوطن الواحد لاسيما بعد جائحة كورونا التي ترافقت مع انهيارات اقتصادية جمة قطعت على الحياة الطرقات الحقيقية مفسحة في المجال لأرباب الموت بالتسلية بأرواح الناس كما يحلو لهم ان يتسلوا.

ومما قاله: “ونحن كأطباء عاملين في الحقل الطبي نعرف كيف نشخص الالم، ومعاناة وآلام الانسان في ارضنا، وندرك تماماً ان اساس هذا الالم، هو ان الانسان في بلادنا يشعر ان لا قيمة له، وانه منهوب الموارد، وفاقد الارادة في تقرير مصيره، يذله المرض والداء، ويفقره سعر الدواء ويذله الجوع لرغيف الخبز وايضاً الجوع الى اكثر من الرغيف بل الى الحياة الكريمة، لقد تعب الانسان في بلادنا، تعب من الظلم والقهر والاستعباد، ويشتاق كل يوم الى حياةٍ والى غدٍ افضل”.

وأضاف: “ومن أجل ذاك الانسان ولدت جمعية HOME في مخاض الحرب اللبنانية ومأساتها الاخيرة عام 1989 حين اشتعلت بيروت، وكان الهزيع الرابع والرمق الاخير، فتنادى الكثير من الاطباء اللبنانين في مدن الولايات المتحدة وكندا للمساعدة، ولكن مع كثرة عددهم واختصاصاتهم وامكانياتهم وجدوا ان ايديهم مقيدة لانه لم تكن حينها جمعية انسانية واحدة مسجلة في كل الولايات المتحدة هدفها مساعدة المرضى والمصابين والمتألمين في لبنان والعالم العربي، وحينها شعرنا وتذكرنا لوعة جبران خليل جبران في الغربة حين كتب مقاله الشهير “مات اهلي” وأتت ايضاً بعدها حرب الخليج الاولى ونزيف العراق المتواصل عبر العقود وثم مآسي الوطن من فلسطين الى سوريا الى بقية العالم العربي. في حينها تنادى شبابنا من اطباء لبنانيين وعرب في المغترب ولبوا النداء واتوا وهبوا كَيَد واحدة للمساعدة.”

“ايها الاحباء من هذا المنطلق اتينا لنجدد العهد بالتزامنا بأهلنا في الوطن ونحن اذا نفعل هذا نسير على خطى الطبيب الاعظم يسوع المسيح الذي ولد في ارضنا واتى الى لُبنانِنا، الذي هو مثالنا، والذي به نحيا ونتحرك ونوجد، الذي منه نأخذ قوةً بلا عنف ونتعلم لطفاً بلا ضعف، ومن خلاله يزداد اصرارنا على تضميد جراح شعبنا ونذهب للمساعدة بكل امانة ونحن مصرون على اساس تعليمه على رفض اي تمييز طائفي او مذهبي لانه مناهض ومتناقض مع رسالتنا ورسالته، فكما ان المرض لا يميّز كذلك الطبيب الصالح لا يميز في عطائه وأمانته وتفانيه، على اساس طائفي او مذهبي او عرقي او اتني، كما ان الدواء والاستشفاء لا يمكن ان يستعمل مطيّة لفرض قناعاتنا الدينية او الشخصية على احد وإلا تحول الدواء الى داء والعطاء الى رياء”.

ايها الاحباء، لان لبنان في وسط محنته الكبيرة وإذ قد تمادى الانهيار الاقتصادي ووصل خط الفقر ما يزيد عن 75 بالمئة من شعبنا، وبعد انفجار المرفأ المأساوي وجائحة كورونا التي ضربت العالم كله ورمت بثقلها على بلادنا العربية أتينا كي نجدد العهد ولنؤكد ان دافع العمل الإنساني الطبي يجب ان يكون العطاء بدون مقابل، وانها لَمأساة ان نرى معاناة الانسان في بلادنا الذي بات يُفقره سعر الدواء ويُذلّه المرض والداء.

في هذا المساء، نريد ان نؤكد اننا في وسط هذه المحنة علينا ان نضاعف جهودنا، لخدمة اهلنا وشعبنا من المحيط الى الخليج، ونذكر لبنان بشكل خاص ونحن ندرك اسباب المأساة اللبنانية، ونحن نشخّص تماماً سرطان الفساد الذي قد اجتاح بلادنا واصاب جسدها من الرأس الى اخمص القدمين، ونحن ندرك ايضاً ونحن لسنا مغمضين اعيننا عن صيارفة الهيكل الذين نهبوا البلاد وافقروا العباد وفي كثير من الاحيان هم اكثر الناس بلاغة في التعبير عن رفض الفساد، فيا لها من مفارقة، ففاقد الشيء لن يعطيه، ولكننا في العمق نحن ندرك تماماً ان “قلب الاصلاح هو اصلاح القلب”، فلا يمكن ان يصنع اصلاحاً من قلبه ملتوياً، ونحن بحاجة الى شخصيات اختبرت فعلاً عمل الانسان الجديد لكي تبني مجمتعاً جديداً، فنحن بحاجة لإنسان جديد ولذهنية جديدة لكي نبني مجتمعنا من جديد.

إني أتوجه الى احبائنا من شركاء واعضاء رابطة HOME في كل العالم: يا ابطال لبنان، ويا ابطال العالم العربي: يا من نذرتم انفسكم لحياة العطاء والتضحية، احترزوا لأنفسكم من الفساد الذي في العالم، ومن حب الذات، ومن حب البروز، ومن الخدمات التي تدور حول الربح القبيح او الطب التجاري وروح المنافسة وحياة اللامبالاة او حياة المصالح الشخصية فانتم كالطبيب العظيم اصحاب رسالة اساسها العطاء بلا حدود. فهو قد اعطى نفسه حتى الموت، موت الصليب! وما انتم إلّا ملح الارض، واذا فَسُد المِلح، فبماذا يملح؟”

وختم مستذكرا كلمات الكتاب المقدس من سفر النبي اشعياء، الفصل الثامن والخمسين والعددين العاشر والحادي عشر، وما اجملها كلمات: “فإنك ان انفقت نفسك للجائع واشبعت النفس الذليلة يشرق في الظلمة نورك ويكون ظلامك الدامس مثل الظهيرة ويقودك الرب على الدوام فتصير كجنة ريَّا وكنبع مياهٍ لا تنقطع مياهه”
شكراً لكم ايها الاحباء، اننا مرة جديدة نجدد العهد، وهو عهد المحبة الابدية المضحية لاهلنا وشعبنا في بلادنا، فنحن على هذا الطريق لكي نعيد لمهنتنا رسالتها وشرفها، ونعيد لهذا الوطن كرامته وحياته.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى