الحياة على كوكب المشتري أمراً ممكناً.. ماذا عن الزهرة؟
خلصت دراسة علمية جديدة إلى أنه لا توجد أدلة على وجود حياة على كوكب الزهرة كما كان مرجحا سابقا بدراسات سابقة، لكنها قد تكون كذلك على كوكب المشتري.
وأوضح علماء فلك بريطانيون أن تحليلاتهم لسحب حمض الكبريت المحيطة بكوكب الزهرة وتحليلهم لنشاطها المائي، يؤكد أن الحياة على هذا الكوكب محالة، لكن فرضية وجودها على المشتري تبقى قوية جدا وسيتم التأكد من ذلك من خلال البعثات الفضائية المبرمجة في المستقبل القريب.
تحليل النشاط المائي
اعتمد أصحاب الدراسة -التي أنجزها فريق بحث علمي تحت إشراف علماء من “جامعة كوين” (Queen’s University) في مدينة بلفاست بأيرلندا الشمالية ونشرت في المجلة العلمية “نيتشر أسترونومي” (Nature Astronomy) في 30 يونيو/حزيران الماضي- على تحليل النشاط المائي الموجود في الغلاف الجوي للزهرة والذي يرتكز أساسا على دراسة نسب تركيز جزيئات الماء.
وكشفت هذه التحاليل أن تركيز جزيئات الماء في الغلاف الجوي للزهرة أقل بـ100 مرة من النسبة المطلوبة حتى تكون هناك حياة بالمعنى الذي يعرفه البشر. وأوضح العلماء في هذا الصدد أنه في مثل الظروف المحيطة بالكوكب فإن الميكروبات صغيرة الحجم التي تعيش في أقسى الظروف المناخية على كوكب الأرض لا يمكنها حتى التواجد على الزهرة.
وقال الدكتور فيليب بال المختص في الفيزياء البيولوجية بجامعة لندن وأحد المشاركين في الدراسة -بالبيان الصحفي الصادر عن جامعة كوين- إن “البحث عن الحياة خارج كوكبنا كان لصيقا بالبحث عن وجود الماء، وهذا غير صحيح من الناحية العلمية؛ لأنه لا يكفي أن نقول عند توفر الماء إن هناك حياة، فهناك شروط أخرى يجب أن تتوفر في هذه المياه وأهمها نسبة تركيز الجزيئات”.
الحياة على المشتري ممكنة
بالمقابل، ذكر العلماء أنه وفقا لبحوثهم المتعلقة بتحليل النشاط المائي وقياس نسبة تركيز جزيئات الماء فإنه يمكن القول من هذا المنظور إن الحياة يمكن أن تتواجد في المشتري.
وقال المشرف على الدراسة الدكتور هالسوورث من جامعة كوين في بلفاست -بالبيان الصحفي السابق ذكره- “اكتشفنا أن تركيز جزيئات الماء في السحب المحيطة بالمشتري عالية جدا، وأن درجة حرارتها معتدلة نسبيا، وهذا ما يجعلنا نعتقد أن هناك حياة ميكروبية على هذا الكوكب”.
وأضاف المتحدث أن نتائج هذه الدراسة لا تؤكد وجود حياة على المشتري وإنما ترجح وجودها، وسيتم ربما تأكيد ذلك مستقبلا من خلال البعثات الاستكشافية التي برمجتها وكالة “ناسا” (NASA) والوكالة الأوروبية للفضاء خلال السنوات الثلاث القادمة.
كما أوضح هالسوورث أن “البحث عن الحياة خارج كوكبنا عملية معقدة، وقد قمنا بإعداد نموذج لتحليل جزيئات الماء في سحب كوكب الأرض، وكوكب المريخ، وقمنا بعدها بإسقاط هذه العملية على باقي كواكب المجموعة الشمسية وخارجها. مضيفا “نحن لا ندعي أن هناك حياة وفقا لنموذج بحثنا العلمي، وإنما نقول إنه من الممكن جدا أن تكون هناك حياة وهذا هو المنطق”.