Uncategorized

في دفعة لترامب ونصر كبير للمحافظين… ترقُّب تثبيت تعيين القاضية باريت في المحكمة العليا

رغم تراجع شعبيته في استطلاعات الرأي قبل أسبوع على موعد الانتخابات الرئاسية، سيحتفل الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الأرجح بنصر كبير للمحافظين يتمثّل بتثبيت شخصية ثالثة من مرشحيه في المحكمة العليا.
وبات من شبه المؤكد أن تصبح أيمي كوني باريت القاضية التاسعة في أعلى محاكم البلاد، بعد إخفاق الديموقراطيين في عرقلة العملية المثيرة للجدل في مجلس شيوخ منقسم بشدة.
وفي جلسة عقدت الأحد، وهو أمر نادر الحصول، تمكنت الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ من تخطي مماطلة الديموقراطيين في هذا الملف، إذ تقرر في تصويت جاءت نتيجته 51 مقابل 48، تحديد موعد لجلسة التصويت النهائي مساء الإثنين.
وقال زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل أمام المجلس: “بحلول مساء الغد سيكون لدينا عضو جديد في المحكمة العليا الأميركية”.
وأضاف: “لن يتمكن الجانب الآخر من فعل الكثير حيال ذلك لفترة طويلة مقبلة”.
ومن شأن تثبيتها في المنصب أن يمنح المحافظين غالبية ستة أصوات مقابل ثلاثة في أعلى هيئة قضائية أميركية.
ومن شأن تثبيتها في المقعد، الذي شغر في 18 أيلول، بوفاة القاضية روث بادر غينسبورغ أن يمنح المحافظين غالبية ستة اصوات مقابل ثلاثة في أعلى هيئة قضائية أميركية.
ويحذّر الديموقراطيون من أن باريت (48 عاماً) قد تصوّت لصالح إلغاء نظام الضمان الصحي “أوباماكير” الذي ساهم في حصول ملايين الأميركيين على ضمان صحي، وربّما تنسف قرارا تاريخيا يعود للعام 1973 يضمن الحق في الإجهاض.
ويشعر الديموقراطيون بالغضب إزاء مسار العملية. وعرقل الجمهوريون في مجلس الشيوخ تعيين مرشح باراك أوباما للمحكمة العليا في آذار 2016 معتبرين موعد ذلك قريب جدا من انتخابات ستجرى بعد ثمانية أشهر.
لكن عندما أعلن ترامب ترشيح باريت قبل 38 يوما على انتخابات 2020، رحب الجمهوريون بالخطوة.
والأحد وصف زعيم الأقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر الإسراع في عملية تثبيت باريت بأنه “مهزلة” و”وصمة عار ستلاحق هذه الغالبية الجمهورية إلى الأبد”.
خسارة المعركة “الإجرائية”

في المحكمة العليا قاضيان رشحهما ترامب هما نيل غورسوتش في 2017 وبريت كافانو في 2018، وجاء تعيينهما بعد معارك حزبية.
والولاية الأولى للرئيس كانت مثيرة للجدل لكن ترشيحاته لقضاة المحكمة العليا هي “ذروة” إنجازاته، وفق ما ذكرت السناتورة الجمهورية مارشا بلاكبرن لـ”فوكس نيوز”.
والعملية الحالية تجري بسرعة غير اعتيادية لا تتعدى 30 يوماً من ترشيح القاضية إلى تثبيتها المحتمل، أي أقل من نصف معدل فترة 69,6 يوما التي عادة ما يستغرقها الترشيح وحتى التصويت النهائي في مجلس الشيوخ، وفق تقرير للكونغرس عام 2018.
وترامب الذي تتراجع شعبيته أمام منافسه الديموقراطي جو بايدن قال إنّه يريد تثبيت باريت قبل انتخابات 3 تشرين الثاني، تحسّباً لرفع طعن متعلق بالانتخابات أمام المحكمة.
وصوّتت الجمهوريتان سوزان كولينز عن ولاية ماين، وليزا مركاوسكي عن ألاسكا ضد إنهاء المناقشات والمضي قدما بالتصويت، وذلك بعدما أكدتا في الأسابيع الأخيرة معارضتهما لتثبيت أي قاض في المحكمة العليا على أبواب انتخابات رئاسية.
لكن في تحوّل مفاجئ السبت، أبلغت مركاوسكي زملاءها الجمهوريين أنها ستصوت بالموافقة على تثبيت باريت في عضوية المحكمة العليا لتعذّر وقف مسار التثبيت.
وقالت” “صراحة، خسرت تلك المعركة الإجرائية”.
وأضافت أنّه “بينما أعارض العملية التي أوصلتنا إلى هذه النقطة إلا أنها ليست شخصية” مؤكدة أنها ستصوت لصالح تثبيت القاضية المحافظة في المنصب.
وأعطى ماكونيل عملية تثبيت باريت الأولوية على باقي ملفات المجلس، بما في ذلك مشروع قانون يرمي لمساعدة ملايين الأميركيين من أفراد وشركات وسلطات محلية المتضررين بشدة جراء جائحة كوفيد-19.
وتسبب الوباء بنكسة جديدة لعملية تثبيت القاضية.
فقد تم الإعلان عن إصابة مدير مكتب نائب الرئيس مايك بنس بكوفيد-19 في نهاية الاسبوع. ويتولى بنس مهاما دستورية بوصفه رئيس مجلس الشيوخ ومن المتوقع أن يترأس جلسة التصويت الإثنين.
ووضع مدير المكتب في الحجر الصحي، لكن متحدثاً أكد أنّ بنس، الذي أثبتت الفحوص عدم إصابته بالفيروس، سيواصل برنامج عمله الحالي.
واستدعى ذلك استغرابا من شومر، الذي حذّر الأحد من أن قرار بنس يعرض أعضاء مجلس الشيوخ وموظفين للخطر.
وقال إنّ “الحزب الجمهوري مستعد لتجاهل الوباء من أجل الإسراع في عملية التثبيت هذه في المحكمة العليا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى