أخبار لبنان

مواقف الراعي تشعل سجالاً.. عون: التعرض للمقام البطريركي وشخص البطريرك مدان ومرفوض

انتقد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظته الاحد، إطلاق “حزب الله” قبل أيام صواريخ باتجاه إسرائيل، مذكراً بأن “لبنان لم يقرر الحرب معها (إسرائيل)، بل هو ملتزم رسمياً بهدنة 1949. وهو حالياً في مفاوضات حول ترسيم الحدود ويبحث عن الأمن والخروج من أزماته والنهوض من انهياره شبه الشامل، فلا يريد توريطه في أعمال عسكرية تستدرج ردوداً إسرائيلية هدامة”، معلناً أن أهل الجنوب “سئموا الحرب والقتل والتهجير والدمار”، وداعياً الجيش اللبناني إلى “منع إطلاق الصواريخ من الأراضي اللبنانية”. فأشعلت مواقفه سجالاً واسعاً في لبنان بين مؤيد ومعارض لها، فيما سجلت حملات عنيفة عليه على مواقع التواصل الاجتماعي من مقربين من “حزب الله” وصفته بـ”راعي الانحياز” و”راعي الصهاينة”، ما استدعى حملات مضادة مدافعة عنه تحت عنوان “مجد لبنان” و”مع بكركي”.

الرئيس عون: واتصل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بالبطريرك الراعي مؤكدا “ان التعرض للمقام البطريركي وشخص البطريرك مدان ومرفوض، وحرية الرأي والتعبير مصانة بالدستور، وأي رأي آخر يجب أن يبقى في الإطار السياسي ولا يجنح الى التجريح والإساءة”.

علوش: غرّد نائب رئيس تيار “المستقبل” مصطفى علوش عبر “تويتر”: “البطريرك يتكلم نيابة عن كل اللبنانيين ومن يهاجمه هو على عداوة مع لبنان. لا يحق لمن هو غارق في العمالة لولاية الفقيه ويخدم مصالحها المدمرة أن يتهم احدا بأي شيء لانه هو المتهم وحده”.

حنكش: بدوره، غرد النائب المستقيل الياس حنكش عبر حسابه على “تويتر”: “عندما البطريرك الراعي أو أي رجل وطني جريء يقول الحقيقة مهما كانت صعبة، وبأكثر الأوقات تعبّر عن رأي أغلبية اللبنانيين، تكون التهم حاضرة: خائن، عميل ومستسلم ولكن لن ينفع بعد اليوم التهديد والتخوين والوعيد، فاللبنانيون لن يرضخوا بعد اليوم لجرّهم الى جهنم! جيشنا يحمينا ونقطة عالسطر”.

البستاني: من جهته، غرد النائب الدكتور فريد البستاني عبر حسابه على “تويتر”: “البطريرك الراعي ومن موقعه الديني والوطني، لا يحبذ العنف ويدعو لمقاربة الأمور بالروية والحكمة. التهجم عليه على خلفية عظته يوم الأحد، ليس له تبرير سوى خلق جو من التشنج الإضافي في البلد”.

“الوطني الحر” سيدني: الى ذلك، استنكر “التيار الوطني الحر” في سيدني في بيان، “الحملة المبرمجة التي تتعرض لمقام البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، “لمجرد ان نيافته طالب بعظته، الجيش اللبناني بالعمل على منع اطلاق الصواريخ من الاراضي اللبنانية فما فينا يكفينا”.

وقال: “نحن نعتز، ان لبنان هو من اقدم البلدان الديموقراطية في عالمنا العربي، ويحق لأي كان بأن يدلي برأيه في أي من الاحداث التي تجري على الاراضي اللبنانية، وكم بالحري للذي اعطي له مجد لبنان ان يتخذ موقفا من هذه الاحداث”.

واعتبر أن “الردود المسيئة التي تعرضت للبطريرك مرفوضة جملة وتفصيلا. وكنا نتمنى ان الرد على هواجس سيدنا على مستوى ما ادلى به من هواجس وتخوف على مصير لبنان وخصوصا في هذا الوضع المأزوم على كل المستويات”.

وتساءل “هل ممنوع علينا التفكير والادلاء بالرأي بما يدور حولنا؟ وهل الحل بمهاجمة قياداتنا الروحية والزمنية بمجرد انها اتخذت موقفا مغايرا لقناعات البعض الذين نتشارك معهم المواطنية في بلدنا العزيز لبنان”.

وتابع: “اننا في التيار الوطني الحر، نلتزم المرجعية الوطنية التي تمثلها بكركي وسيد بكركي، وندعو الجميع الى العودة الى روح الحوار والتلاقي مع جميع الاطراف، والاستماع الى هواجس بعضنا البعض والتعالي عن الاساليب الرخيصة التي اصبحت عادة مقيتة يستعملها البعض للنيل من مقاماتنا الروحية والزمنية”.

وحذر من “الدخول في هذا النفق المظلم بالتعاطي مع بعضنا البعض، فالاهانة تجر الإهانة والصدام يجر الصدام، وكفانا انقسامات وتشرذما لان المستفيد الوحيد من انقساماتنا هم اعداء لبنان”.

وختم: “جنب الله لبنان المزيد من الويلات والحروب، ونشد على ايدي كل الخيرين في لبنان وعلى رأسهم ابينا البطريرك الراعي ليعود لبنان بلد التلاقي والحوار والسلام”.

منظمة الدفاع عن المسيحيين: وأشادت منظمة الدفاع عن المسيحيين (IDC)، المنظمة الرائدة في الولايات المتحدة الأميركية للدفاع عن المسيحيين والأقليات الدينية في الشرق الأوسط وأفريقيا، بشجاعة الشعب اللبناني والجيش اللبناني وغبطة البطريرك الماروني، لمواجهة وكشف “الإرهاب” والنضال من أجل السلام.

وفي هذا الصدد، علّق رئيس “IDC” توفيق بعقليني: “ان منظمة الدفاع عن المسيحيين تتضامن مع غبطة البطريرك الراعي، والجيش اللبناني، والمدنيين اللبنانيين الشجعان المستعدين لاتخاذ موقف من أجل السلام في لبنان”.

وأضاف, “لا ينبغي التسامح مع الاستفزازات الهجومية التي تجعل المدنيين اللبنانيين عرضة للخطر وكثير منهم مسيحيون”.

الرابطة المارونية في استراليا: ودانت  الرابطة المارونية في استراليا برئاسة جوزف المكاري بشدة “التهجم غير اللائق في الفترة الأخيرة الذي يستهدف مواقف ومقام غبطة البطريرك الماروني نيافة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بسبب مواقفه الوطنية الواضحة والجريئة”.
وشجبت الرابطة في  بيان لها “التطاول المتمادي على مقام غبطة البطريرك الماروني على يد مجموعة تتنكر لمصلحة لبنان العليا وتصرّ على السير في ركاب المحاور الخارجية على أنواعها والتي أوصلت لبنان الى الإنهيار شبه الكامل على جميع الصعد”.
واعتبرت “ان البطريركية المارونية التي أعطي لها مجد لبنان كانت وما زالت الصرح الوطني الكبير الذي حمى لبنان عبر التاريخ وما زال يحميه من خلال مواقفه الداعمة للشرعية وجهوده المبذولة في سبيل ديمومة لبنان وسيادته وحريته واستقلاله”.
واكدت “ان ما يطرحه البطريرك الراعي من خلال الدعوة الى حياد لبنان، والعيش بسلام واستقرار، وتولّي الجيش اللبناني وحده مهام الدفاع عن الأراضي اللبنانية، و بسط سيادة الدولة وحدها، هي دعوات وطنية محقة تساهم في استعادة لبنان عافيته ووضعه من جديد على السكة الصحيحة في مسار بناء الدولة الناجزة التي تمتلك وحدها حق اتخاذ قرار الحرب والسلم”.
تابع البيان “ان الرابطة المارونية في استراليا، ومعها غالبية ابناء الجالية، تؤيد وتدعم مواقف غبطة البطريرك الراعي، وتتبنى كما فعلت على الدوام جميع مواقف وارشادات راعي الأبرشية المارونية في استراليا سيادة المطران انطوان شربل طربية. ومن هذا المنطلق تؤازر كل الخطوات الداعمة للبنان وشعبه، وتجدد الدعوة الى تحييد لبنان عن صراعات المحاور الخارجية التي ما جلبت له إلا الويلات والمآسي”.
ودعت ” أصحاب المقامات الروحية على اختلاف انتماءاتها الى اسكات هذه الحفنة من الصغار الذين يفتقرون الى الحدّ الأدنى من اللياقة والتهذيب والأنتماء الوطني الصحيح، او ليس الكبار هم حقاً من يتمسكوا بالعمل من أجل لبنان وسيادته، وفي طليعتهم غبطة البطريرك الماروني نيافة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي نحييّه من استراليا ونقف الى جانبه في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ لبنان بما تتطلبه من حكمة وصلابة وعزيمة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى