منوّعات

لماذا لا يجب أن يصبح المعالج النفسي صديقاً؟

يحمل الكثيرون عبء اختيار المعالج النفسي المناسب، لا سيما أنّ الهدف من جلسات العلاج النفسي هو التخلّص من المتاعب والرغبة في الاستناد إلى شخص لديه القدرة على الاستماع والمشاركة والتوجيه، لكن كيف تتأكد أنّ ذلك المعالج النفسي هو المناسب لحالتك؟

إذا كانت تلك هي المرة الأولى التي تفكر فيها في اللجوء إلى المعالج النفسي، فيجب أن تنتبه إلى مجموعة من الإشارات التحذيرية التي تخبرك أنّ المعالج غير مناسب لك.

فلقد أشار تقرير لموقع “سوندرمايند” (Sondermind) إلى عدد من الملاحظات التي يجب أن تنتبه إليها في الجلسات الأولى من العلاج النفسي، وهي:

التسرّع في بناء الثقة
الثقة هي أساس أي علاقة بين المعالج والمريض، ولكن إذا انتقل المعالج إلى تفاصيل حياتك قبل أن تشعر بالراحة في الحديث، فقد يكون الأمر محرجاً للغاية بالنسبة لك.
وبدلاً من ذلك، يجب أن يبدأ المعالج بالتفاصيل الأساسية التي يسهل التحدث عنها. بعد ذلك، يمكنه الانتقال تدريجاً إلى الطبقات الأعمق لِما تمر به.
ولك الحق في التحفظ على الخوض في أحاديث خاصة مع المعالج في بداية الجلسات، ويجب أن تنبّهه إلى ذلك من دون حرج.

التعاطف أم التورط؟
يختلف المعالج النفسي عن الصديق، قد يتعاطف معك كل منهما، لكن الصديق قد يبكي عند سماع مشكلتك ويتأثر بها ويضع نفسه مكانك ويرد وكأنه يتقمّص دورك، أما المعالج النفسي فلا ينبغي أن يتورط في العلاقة معك إلى هذا الحد حتى يتمكن من توجيهك توجيها صحيحا خارج دائرة المشكلة.
وفي الوقت نفسه، عليه أن يُبدي التعاطف والشعور الصادق لما تعانيه. بناءً على دراسة أجراها الدكتور روبن ديماتيو، شهد الأطباء الذين أظهروا تعاطفا واهتماما حقيقيا زيادة بنسبة 19% في التزام المريض بحضور الجلسات.

علامات إنذار لمعالج نفسي غير مهني
إنّ ارتداء ملابس غير لائقة، وعدم النظافة، أو التحدث بشكل غير رسمي، أو إلقاء النكات البذيئة، أو حتى التفاعل معك في الحديث البذيء، جميعها علامات تدل على عدم مهنية المعالج النفسي.
الحكم على سلوكك
لا ينبغي أن يحكم على تصرفاتك الخاطئة، لكن في الوقت نفسه لا يجب أن يشاركك فيها.
فوظيفة المعالج أن ينظر إلى حالتك من دون آراء أو تحيّزات. وإذا شعرت بتحقيره لسلوكك، يمكن أن يعيق ذلك التقدم في العلاج ويجعل من الصعب عليك الانفتاح في الحديث الصادق.

إحذر العلاقات الشخصية
لا ينبغي أن تتحول العلاقة بين المعالج والمريض إلى صداقة، أو أي نوع من العلاقات الإنسانية ذات المنافع المتبادلة، كأن يطلب منك خدمات شخصية، أو التحدث عن أشياء لا تتعلق بسبب وجودك عنده، أو التفوه بتعليقات جنسية، أو لَمسك بشكل غير لائق بأي صورة حتى لو على سبيل التعاطف والمواساة.
وكذلك لا ينبغي أن يتبادل المريض الهوايات المشتركة مع المعالج النفسي، مثل الذهاب للأنشطة ومشاركتها سوياً، أو الإضافة إلى حسابات التواصل الاجتماعي، أو المشاركة في الآراء السياسية أو الدينية أو العرقية.
هذه علاقة مهنية بينك وبين معالجك. يجب أن تعلم أنّ أي شيء يحدث خلال هذه الجلسات يتعلق بشكل صارم بصحتك العقلية وليس أكثر.

إنعدام الثقة
يجب أن لا يبدو المعالج متوتراً أو خجولاً أو غير واثق من نفسه لأنه قد يثير شكوكك أنت المريض.
تتحدث كثيراً أو لا تتحدث على الإطلاق
إذا وجدت أنّ معالجك يحتكر معظم وقت الحديث في جلساتك أو أنك الوحيد الذي يتحدث، فهاتان علامتان حمروان. يجب أن يكون التركيز عليك أولاً. لذلك، يتم تدريب جميع المتخصصين في مجال الصحة العقلية المرخّصين على التواصل. هذا يعني أنه يجب عليهم معرفة وقت تبادل الحديث، وكيفية قراءة لغة الجسد، وكيفية إرشادك خلال المواقف الصعبة، ومتى تتحدث أو لا.

تقديم المشورة غير المرغوب فيها
خلافاً للاعتقاد الشائع، إنّ المعالج الجيد لن يخبرك مُطلقاً كيف يجب أن تعيش حياتك، أو عن كيفية التعامل مع أفراد عائلتك، أو الانفصال عن الزوج، أو ما هي الهوايات التي يجب أن تمارسها.
وبغضّ النظر عن الوقت الذي تستغرقه أو مدى صعوبة ذلك، فإن وظيفة المعالج هي إرشادك لاتخاذ قراراتك الخاصة وبناء الوعي بأفكارك وعواطفك.

تبادل المعلومات السرية
سرية العميل ليست مجرد فضل من المعالج الجيد، لأنه لا ينبغي لأي طبيب أو معالج مشاركة تفاصيل جلسات العلاج الخاصة بك مع أي شخص، إلا إذا كان ذلك ينطوي على إنقاذ حياة شخص ما، كما انه لا ينبغي له مشاركة المعلومات السرية للعملاء الآخرين معك.
وإذا لم يُظهِر معالجك أنه يهتم بمشكلتك، فقد يكون الأمر أكثر إحباطاً إذا أظهر أيّاً من هذه العلامات الواضحة الأخرى للملل أو عدم الاهتمام:

– التثاؤب في كل وقت.
– سهولة تشتيت انتباهك بسبب شيء آخر.
– عدم التركيز فيما تقول.
– التأخر عن الجلسات.
– فعل أي شيء بخلاف التحدث أو الاستماع إليك.
– التحدث بلغة أكاديمية

إنّ علماء النفس الإكلينيكيين مدربون تدريباً عالياً ومتعلمون. لكن يجب ألا يتحدث المعالج بلغة علم النفس، بل عليه أن يتأكد من أنّ ما يقوله لك واضح تماماً من دون أن يجعلك تشعر بالغباء.
وخلال الجلسات، سيمنحك المعالج الجيد الأدوات التي تحتاجها والإجراءات اللازمة لأخذها معك إلى المنزل. وسيساعدك هذا التدبير على التعامل مع المواقف الصعبة بنفسك.
وينبغي أيضا أن تعرف بوضوح في أي وقت تنتفي الحاجة للعلاج، فإذا استمرت جلسات العلاج من دون رؤية واضحة، فإنك لن تعرف متى تنتهي، ولن يكون لديك معيار لقياس تقدمك.

إستخدام طرق علاج نفسية مختلفة من دون إذنك
يجب على المعالج ألا يستخدم طرق علاج من دون موافقتك. هناك العديد من أنواع العلاجات، مثل العلاج السلوكي المعرفي “سي بي تي” (CBT)، والعلاج الإنساني، والعلاج النفسي الديناميكي، والعلاج المعرفي القائم على اليقظة “إم بي سي تي” (MBCT). لذلك، يجب أن يشرح لك المعالج خطة العلاج المتوقّع أن تناسبك، على أن يبدأ فيها بعد موافقتك.

الانتكاسات ودعم القرارات الخاطئة
من المتوقع دائماً أن تحدث انتكاسات أثناء فترة العلاج، لا ينبغي أن يدينك المعالج النفسي على قراراتك الخاطئة، لكنه بلا شك لا يجب أن يمدح سلوكك السيئ، لأنّ هذا لا يُعدّ دعما نفسيا بقدر ما يكون تعزيزا للسلوك الذي سيؤذيك أو يؤذي الآخرين.

التسرّع في التشخيص
إنّ إجراء التشخيص ليس بالأمر السهل، ويستغرق وقتا. وتسرد جمعية علم النفس الأميركية الأشياء العديدة التي يجب على الطبيب أن يأخذها في الاعتبار قبل اتخاذ هذا القرار.
قد تكون هذه عملية بطيئة، ولكن يجب على المعالج التأكد من أنه أخذ كل شيء في الاعتبار قبل اتخاذ هذا القرار الحاسم في حياتك.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى