يعد الكركم وما يعرف بالورس، من التوابل التي تستخرج من نبات الكركم، يستخدم عادة في الطعام الآسيوي، وكثيراً ما يستخدم في النكهة أو مساحيق الكاري الملونة، والخردل، والزبدة، والجبن، ويستخدم جذر الكركم على نطاق واسع لصنع الدواء لما له من فوائد صحية وعلاجية، كما يستخدم لتلوين الأطعمة ومستحضرات التجميل.
وحذرت هيئة الرقابة الطبية في أستراليا من الأدوية والمكملات العشبية التي تحتوي على الكركم والكركمين.
وقالت هيئة الرقابة إنها تلقت 18 تقريرا عن مشاكل في الكبد من الأستراليين الذين تناولوا منتجات تحتوي على الكركم والكركمين، وتحتوي 9 من تلك التقارير على معلومات كافية تشير إلى إصابة الكبد، ومن بين هؤلاء 4 حالات لم يكن هناك مكونات أخرى يحتمل أن تكون قد أسهمت في إصابة الكبد.
وتتوافر الأدوية والمكملات العشبية التي تحتوي على هذه الأنواع من الكركم والكركمين في محلات السوبر ماركت ومحلات الأطعمة الصحية والصيدليات، دون وصفة طبية ودون استشارة متخصص صحي.
إذا كنت تتناول أدوية أو مكملات عشبية تحتوي على أنواع الكركم أو الكركمين، فيجب أن تكون على دراية بخطر إصابة الكبد في حالات نادرة، إلا أن تلك الحالات قد تكون شديدة. وتقل المخاطر إذا عرفت العلامات المبكرة وتوقفت عن تناول الدواء أو المكملات العشبية.
أعراض خطرة ناتجة عن تناول مكملات الكركم
يجب عليك التوقف فورا عن تناول مكملات الكركم وطلب المشورة الطبية إذا واجهتك أي من الأعراض التالية:
اصفرار الجلد أو العينين – البول الداكن – غثيان – التقيؤ – تعب غير عادي – ضعف – آلام في المعدة أو البطن – فقدان الشهية.
كإجراء احترازي، إذا كنت تعاني حاليا أو عانيت من مشاكل في الكبد، فيجب عليك تجنب الأدوية والمكملات العشبية التي تحتوي على أنواع الكركم أو الكركمين.
الكركم الطبيعي
ننتقل إلى الكركم عند تناوله كغذاء، إذ إن له فوائد، ولا يبدو أنه مرتبط بمخاطر، إذا تم تناوله بهارا بكميات قليلة.
وتقول ماري إيف براون، متخصصة في التغذية والتغذية السريرية في علم الأورام في جونز هوبكنز ميديسن، إن الكركمين مركب طبيعي (بوليفينول)، له خصائص مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات.
وتضيف براون “يحتوي الكركمين على العديد من الأنشطة البيولوجية، التي ليست كلها مفهومة.. مثل غيره من الأطعمة النباتية الملونة، فإن الكركم غني بالمغذيات النباتية التي قد تحمي الجسم عن طريق تحييد الجذور الحرة من (التلوث، وأشعة الشمس) وحماية الخلايا من التلف، وترتبط الأنظمة الغذائية الغنية بالأطعمة النباتية بالوقاية من الحالات الطبية مثل السرطان وأمراض القلب”.
وتابعت “يمكن لأي شخص يحاول السيطرة على الالتهاب أن يستفيد من إضافة بعض الكركم إلى طعامه”، واستشهدت بحالات التهابية مثل التهاب المفاصل واضطرابات المفاصل الأخرى والتهاب القولون والحساسية والالتهابات.
وتضيف براون “تظهر بعض نتائج الأبحاث أن الأشخاص الذين يعانون من هشاشة العظام أبلغوا عن آلام أقل في المفاصل عند تناول الكركم في الوصفات. أيضا تم استكشاف تأثير الكركم على اضطرابات المزاج والاكتئاب والخرف، ولكن الدراسات قليلة، لذا فإن المزيد من الأبحاث سيكشف ما إذا كانت هناك فائدة”.
بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الدراسات البحثية بعض الفوائد المحتملة للكركم في مقاومة المشاكل التالية:
الالتهاب – أمراض العين التنكسية – متلازمة التمثيل الغذائي – التهاب المفاصل – فرط شحميات الدم (الكوليسترول في الدم) – القلق – وجع العضلات بعد التمرين.
مكملات الكركم
تقول براون إن مكملات الكركم ليست فكرة جيدة على الأرجح. بقدر ما يمكن أن تكون الفوائد الغذائية للكركم رائعة، فإن المزيد من الكركمين ليس بالضرورة أفضل، وقد يكون الإفراط في تناوله محفوفا بالمخاطر.
على سبيل المثال، قد تزيد مكملات الكركم من خطر الإصابة بحصوات الكلى، خاصة إذا كان لديك سيرة عائلية للإصابة بحصى الكلى.
وتحتوي مكملات الكركمين على تركيزات من المركب أعلى بكثير مما يستهلكه الشخص عن طريق تناول الطعام المنكه بالتوابل.
الكركم والفلفل الأسود
تقول براون “يتمثل أحد تحديات الكركم في أن الكركمين والمكونات النشطة الأخرى غير متوفرة بيولوجيا، مما يعني أنه لا يمتصها الجسم بسهولة. كما أن العملية الهضمية تكسر هذه المركبات المفيدة وتزيلها بسرعة”.
مع أخذ ذلك في الاعتبار، فإن دمج التوابل بانتظام في وجباتك يمكن أن يعزز تناولك بأمان. قد يساعد الجمع بين الكركم والفلفل الأسود في زيادة قدرة الجسم على امتصاص مركبات الكركم المفيدة، وثبت أن مادة في الفلفل الأسود تسمى “بيبيرين” (piperine)، عندما تقترن بالكركمين، تزيد من التوافر البيولوجي بنسبة 2000%.
المصدر :الجزيرة