أمريكا تعاني من أزمة نقص بـ”سائقي الحافلات المدرسية” بسبب كورونا
تواجه المدارس في الولايات المتحدة أزمة مع بداية الفصل الدراسي بعد عام من التعلم، تتمثل في نقص أعداد سائقي الحافلات المدرسية.
وتكمن المشكلة – وهي واحدة من مشاكل أخرى – في أن بعض السائقين يعارضون فرض وضع الكمامة، بينما يخشى آخرون أكبر سنا ويزاولون هذه المهنة بعد تقاعدهم من وظائف أخرى، الإصابة بالعدوى أثناء نقلهم التلاميذ، حسبما قال مسؤولون في قطاع التعليم.
فمنطقة مينيابوليس في ولاية مينيسوتا مثلا، نبهت إلى أن خدمة الحافلات المدرسية هذا العام ستكون متقطعة بسبب ما قالت إنه نقص في أعداد السائقين تواجهه مدارس مناطق عدة في أنحاء البلاد.
وقالت سلطات مدارس المنطقة المحلية إن “المدارس الرسمية في منيابوليس تشجع العائلات القادرة على نقل تلاميذها إلى المدرسة، على القيام بذلك”.
من جهتها تعرض مدرسة خاصة في ويلمينغتون بولاية ديلاوير، مسقط رأس الرئيس جو بايدن، على العائلات 700 دولار سنويا لقاء نقل أبنائها إلى المدرسة.
ولم يُعلن عن يوم محدد لفتح المدارس، فبعض التلاميذ استأنفوا الدراسة في أواخر تموز/يوليو وآخرون لن يباشروا قبل أيلول/سبتمبر.
وبسبب مشكلة النقل أعطت بعض المناطق، كمدارس بيتسبرغ مثلا، التلاميذ أسبوعي عطلة إضافيين ريثما تحاول حل مشكلة الحافلات. ويتعين على المسؤولين هناك إيجاد حافلات قادرة على نقل خمسة آلاف طفل.
فرض وضع الكمامة يخيف البعض
تعاني الولايات المتحدة منذ بعض الوقت من مشكلة النقص في أعداد سائقي الحافلات المدرسية، لكن الوباء فاقم المشكلة.
وقال غريغ جاكسون مدير خدمة النقل لمدارس منطقة جيفكو بولاية كولورادو، إن في منطقته العديد من السائقين بسن التقاعد ممن هم معرضين لخطر الإصابة بالفيروس بشكل خاص وبالتالي يخشون العودة إلى العمل.
ويعارض آخرون سياسات المقاطعات التي تجبر السائقين على وضع الكمامة “ولذا لم يعودوا” للعمل وفق جاكسون. وأضاف “خسرنا البعض منهم مؤخرا لهذا السبب”.
ويبذل مسؤولو المدارس في أنحاء البلاد ما بوسعهم لجمع التلاميذ ببعضهم البعض وبالمعلمين بعد أشهر من الدراسة والتعلم من المنزل.
ويتم تدريب موظفي مكاتب تابعة للمدارس، على قيادة حافلات. وعلى سبيل المثال يتم توسيع نطاق الخدمة لاستيعاب عدد أكبر من الأولاد، ويُعاد تنظيم محطات توقف الحافلات.
وقائمة الانتظار للحصول على مقعد في حافلة مدرسية طويلة أحيانا.
ولجذب مزيد من الناس للعمل كسائقي حافلات، يتم رفع الأجور وتُعرض مكافآت تصل إلى أربعة آلاف دولار لمن يوقع على عقد.
ليست خدعة
منذ بداية الوباء تراجعت نسبة اليد العاملة في خدمة قيادة الحافلات بنسبة الربع، حسبما أعلنت هيئة الإحصاءات التابعة لوزارة العمل.
وتتضمن مواقع التوظيف على الإنترنت قرابة خمسة آلاف وظيفة سائق حافلة، أي قرابة ضعف العدد ما قبل الوباء، وفق خبيرة الاقتصاد جوليا بولاك.
وقالت بولاك لوكالة فرانس برس إن “معدل راتب سائق حافلة مدرسية يبلغ 34 ألف دولار سنويا، أو 16 دولار بالساعة”.
وأضافت أن “الصعوبة الكبرى لدى أرباب العمل تكمن في ملئ وظائف شاغرة ضمن شريحة الأجور هذه بسبب مخاوف تتعلق بالصحة والسلامة في بيئة العمل وعوائق رعاية الأطفال والحماية المالية التي تؤمنها حزمة المساعدة من آثار كوفيد وبرنامج الإنفاق التحفيزي”.
ولا يتزايد الطلب على سائقي الحافلات المدرسية فقط إذ يقول العديد من أرباب العمل الأميركيين إنهم يواجهون صعوبة في إيجاد أشخاص لملء وظائف بمرتبات أقل.
وحتى بعد توظيف سائقين لقيادة حافلات مدرسية فإن الارتباط ليس ثابتا، وفق غريغ جاكسون. فبعد تدريبهم على قيادة حافلة، هناك احتمال بأن يأخذ المتدربون شهادتهم الجديدة إلى القطاع الخاص حيث الرواتب أعلى.
وقال “حصل ذلك مرات عدة”. وأضاف “آمل أن يدرك الأهالي أن المشكلة ليس خدعة لأن هناك نقص في السائقين على المستوى الوطني”.
وأكد أن “الفرق تبذل كل ما بوسعها يوميا لضمان تأمين أفضل خدمة. ولن تكون نفس الخدمة كما في السابق”.