في تحوّل إسرائيل لافت… غانتس: تل أبيب مستعدة لقبول العودة للاتفاق النووي
قال وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، لمجلة Foreign Policy الأمريكية، اليوم الأربعاء، إن إسرائيل مستعدة لقبول العودة إلى الاتفاق النووي الذي تتفاوض عليه الولايات المتحدة مع إيران، لكن المسؤولين الإسرائيليين سيضغطون على واشنطن أيضاً لإعداد “استعراض جاد للقوة” في حال فشل المفاوضات مع طهران، وذلك فيما يبدو تحولاً جديداً في سياسة إسرائيل.
فقد عارضت تل أبيب بشدة أثناء قيادة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو الاتفاق النووي لعام 2015، وعملت على تقويضه.
تغير موقف تل أبيب
في الحوار الحصري مع المجلة الأمريكية، رد بيني غانتس على سؤال عن الجهود التي تبذلها إدارة بايدن للعودة إلى اتفاق مع إيران، قائلاً إن “النهج الأمريكي الحالي المتمثل في إعادة احتواء البرنامج النووي الإيراني سأقبل به”.
كما أضاف أن إسرائيل تريد أن ترى “خطة بديلة قابلة للتنفيذ بقيادة الولايات المتحدة”، تتضمن ضغوطاً اقتصادية واسعة على إيران في حالة فشل المحادثات. وأشار إلى “الخطة ج” الخاصة بإسرائيل ستنطوي على عمل عسكري.
فيما قدّر غانتس أن إيران كانت على بعد حوالي شهرين أو ثلاثة أشهر من امتلاك المواد والقدرات اللازمة لإنتاج قنبلة نووية، وقد واصلت إيران تصعيد أنشطتها النووية منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، رغم حملة الضغوط القصوى المزعومة التي أطلقها ترامب ونتنياهو، والتي تضمنت عقوبات ومحاولات تخريب.
في المناسبة ذاتها، انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، نتنياهو في هذه النقطة بالذات، يوم الثلاثاء 14 سبتمبر/أيلول، وقال في تصريح للقناة 12 الإسرائيلية: “إسرائيل ورثت وضعاً وصلت فيه إيران إلى أكثر مراحلها تقدماً في سباقها نحو إنتاج قنبلة. الفجوة بين خطاب نتنياهو وكلامه وأفعاله كبيرة جداً”.
خطة احتياطية ضد طهران
فقد شكك غانتس في فرص نجاح الدبلوماسية في تقويض تقدم إيران. وأوجز ما تعتبره إسرائيل خطة احتياطية “قابلة للتطبيق”: ضغوط سياسية ودبلوماسية واقتصادية تفرضها الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا والصين، خصوصاً، على طهران.
يقول غانتس: “علينا أن نربط الصين بهذا أيضاً، لا بد أن يكون لآسيا دور”، وأشار إلى الروابط التجارية الرئيسية بين إيران والدول الآسيوية، وقال: “إسرائيل لا قدرة لديها على قيادة خطة احتياطية حقيقية، ولا يمكننا إعداد نظام عقوبات اقتصادية دولية. لا بد أن تتولى الولايات المتحدة قيادة هذا”.
كما يشدد على أنه: “من الضروري أن تخشى إيران جدية الولايات المتحدة وشركائها”.
في الوقت نفسه، يعد الجيش الإسرائيلي تدابيره الخاصة لوقف التقدم النووي الإيراني. وقال غانتس: “وحين يجد الجد فسنتحرك”، مشدداً على هذه النقطة بالتحول من العبرية إلى الإنجليزية. وقال: “لسنا أمريكا، ولكن لدينا قدراتنا”.
تعهد من إسرائيل لبايدن
كان ذلك يوم الأحد 29 أغسطس/آب 2021، حيث ذكر موقع “أكسيوس” الإخباري الأمريكي، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، تعهد خلال اجتماعه مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، الجمعة، بعدم انتقاد الاتفاق النووي الإيراني علناً.
الموقع الأمريكي نقل عن مصدرين أمريكيين مطلعين أن بينيت كرر هذه الرسالة خلال لقائه مع وزير الخارجية أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان.
وأضافا أن بينيت قال إنه يعتقد أن الحوار بين الولايات المتحدة وإسرائيل سيحقق نتائج أفضل.
في المقابل، قال مسؤول إسرائيلي كبير حضر الاجتماع: “أبلغ رئيس الوزراء بينيت الرئيس بايدن أنه بغض النظر عن الخلافات السياسية، فإنه يريد العمل وفقاً لقواعد الصدق واللياقة”.
يأتي ذلك بعد سنوات من معارضة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو للاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى الست الكبرى عام 2015.
وتبادل نتنياهو التصريحات مع الرئيس الأسبق باراك أوباما على خلفية حملة شنها رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ضد الاتفاق النووي، بما في ذلك خطاب شهير أمام الكونغرس الأمريكي.
المصدر: عربي بوست