أخبار دولية

القنصل الفخري للبنان لدى ولاية تازمانيا فادي الزوقي : مستمرون مع دولة استراليا بدعم لبنان واللبنانيون سيستعيدون الشغف بالحياة قريبا

حاوره مازن مجوز

يعشق التحدي الهادف، وروحه الوطنية لا تعرف الإستسلام، هو المعروف عنه صدقه وصراحته وتواضعه وبساطته، غادر لبنان ولما يزل في قلبه وإن كان متواجداً في أستراليا بجسده، إنه رئيس غرفة التجارة والصناعة الأسترالية اللبنانية المحامي ورجل الأعمال فادي الزوقي.

يعي الذوقي تماما وضع بلاده المنهارة وعلى كل المستويات السياسية وإلاقتصادية والمالية، والذي شبّه وضعه وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان منذ أقل من سنة  بغرق السفينة التايتانيك، لكن من دون موسيقى،غير انه  يؤمن  وبكل قوة أن قائد السفينة (المستقبلي ) سيجنّبها الإرتطام بالصخور، بعد أن ينجح في تصليح محركاتها، وبأنه لن يكون هناك على سطحها من يتشاجر على تقاسم الحصص والبضائع مع الآخرين.

كما ويؤكد أنه سيكون هناك – في حال عرف اللبناني جيداً من ينتخب- ومن يأبه لصرخات الفزع التي يطلقها الركاب اليائسون والمرعبون .

الكلمة نيوز التقت الذوقي ومعه كان هذا الحوار الشامل:

-كل لبناني مغترب يبقى في بلده قلبا وفي بلد الأغتراب قالبا مهما طال به زمن البعد . ما هي الذكريات والامور التي لا تزال في بلد الأرز تعني لك الكثير ؟ وما هي التي وجدت نفسك من الضروري نسيانها والإستغناء عنها ؟

من المعروف أن أستراليا من أكثر البلدان التي تحتضن مغتربين لبنانيين ومن مختلف الأعمار والفئات المجتمعية، وبالطبع لأسباب مختلفة، وليس هناك من بلد شبيه بلبنان ليذكّرني به فهو بلد فريد من نوعه ،وفريد بشعبه وثقافته وتاريخه وعذاباته وأجياله.

نحن نرى تنوع التربة الفكرية والفنية والإجتماعية بين أبنائه، إلا أن هذا التنوع رغم ما يموج به من تناقض فريد يمثل نسيجاً إجتماعيا مدهشاً بفعل ما يتمتع به لبنان من حرية وانفتاح على الآخر، خلق بداخله روحاً خاصة نادراً ما تتواجد في بلد عربي على هذا النحو، وهذا ما يبقي الحنين والعاطفة وروح الإنتماء في قلبي تجاهه.

ومن اللافت أن اللبناني يقترب من الأشياء التي تضره وتؤذيه كالطائفية والمذهبية ويبتعد عن العوامل التي تصب في مصلحته كتعزيز الإيمان بالله ، إذ لا أجد تفسيراً لظاهرة كيف بات اللبناني يتاجر بمصائبه ؟ بات لديه سوق سوداء لكل شيء ، فهل يجوز ذلك ؟ هل يجوز أن نلحق الأذى ببعضنا البعض ؟ هذه العوامل مع الكثير من الظواهر السلبية الأخرى جعلت بلد الأرز في حال نزيف دائم ! وبالطبع لا ننسى الفساد والهدر والسرقات التي لم يجد أحد سبيلا للخروج منها ، لنسأل :أما آن الأوان لهذه الآفات أن تسقط وإلى الأبد ؟

– حصدت خلال العشر سنوات الاخيرة الكثير من الجوائز والتكريمات ، بين تكريمك وحصولك على العديد من الجوائز ،ما الانجازات التي قدمتها لبلدك الام لبنان لرفع اسمه عاليا خصوصا أن تلك الجوائز وذلك التكريم  تعد أمانة ومسؤولية مجتمعية ؟

في الواقع، أنا أؤمن بحديث “إِنّ اللَّهَ تَعَالى يُحِبّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ ” فعندما تفعل شيئا إفعله من كل قلبك، وإفعله لأنك تحبه وليس لأنك مجبرعليه، وضع لمستك الخاصة وأصنع أشياءك بكل حب، وهذا المبدأ الذي إعتمدته ما بين بلدي الأم وبلدي الثاني أستراليا، البلد الذي إستقبلنا بكل حفاوة وحب منذ اليوم الأول لدخولنا إليه، ومن هنا علينا أن نرد له الدين وهو الإنسانية، التي عززها في نفوسنا والإنسانية في إحترام القوانين والإلتزامات المرتبطة بالوظيفة والأعمال الإنسانية وأصول العمل التجاري ضمن القواعد المرعية الإجراء .

 – معروف عنك نشاطك المتمثل في دعم قضايا الشباب حول العالم ومشاركاتك في التجمعات الشبابية العالمية التي تركّز نشاطها في المجالات المجتمعية الحيوية  كالاجتماع والسياسة والاقتصاد والتنمية وغيرها . ما ابرز نقاط القوة التي يتمتع بها الشباب اللبناني من جهة والأسترالي من جهة اخرى ونقاط الضعف التي يعاني منها  كل منهما إنطلاقا من خبرتك على مدار ما يقارب ال 10 سنوات ؟

يمتاز لبنان بالموارد والكفاءات البشرية والمثقفين، ولديه حرف لا يمتلكها بلد في العالم، والشباب اللبناني يتمتع بالديناميكية والذكاء والتماسك والعلم ويعلم دائما أنه بالعلم والعمل يتحقق الأمل، فهو جيل متفائل ومُدرك ومعروف بنجاحاته التي يحققها على مستوى العالم، واليد العاملة اللبنانية اليوم مطلوبة عالميا أكثر من ذي قبل.

في الواقع إنه لمشهد مؤلم أن نشاهد اللبناني يترك بلده ويهاجر وبنسب عالية بحثاً عن لقمة العيش وهرباً من مرارة العيش في لبنان، والبعض منهم يقرر عدم العودة ومن هنا نحن نعمل على الطاقات الشبابية في الخارج وصقل مهاراتها وإكتساب الخبرات المطلوبة من أجل العودة لاحقا إلى لبنان والإستثمار فيه، وتكون الإستفادة والحالة هذه مزدوجه للبلد ولأبنائه، ولأن هذه الطاقة هي مستقبل لبنان التي يجب علينا أن نراهن عليها .

– معروف عنك السعي الدائم للقيام بالأعمال الخيرية والإنسانية . ما أبرز الأدوار التي لعبتموها في هذا المجال منذ إنفجار 4 آب وحتى اليوم ؟

بلدي مجروح ، وجرحه تعمق بشكل أكبر مع إنفجار 4 آب، فاللبنانيون يعانون الأمرّين ، ومن المؤسف أن الكثير ممن يفترض بهم تقديم المساعدة وهم من أبنائه قبل أي بلد آخر لا زالوا ينتفعون من أزماته العميقة والمؤلمة ويعيشون على جراح الاخرين بدلاً من تقديم المساعدات له وهم قادرون على ذلك.

في هذا المجال بدأت بالقيام بالأعمال والنشاطات الخيرية والإنسانية منذ تخرجي من الجامعة وانا أقدمها للمحتاجين ولأطفال لبنان، كما ساهمت في تدعيم التواصل السياسي والإقتصادي بين لبنان وأستراليا وحث السلطات الأسترالية على دعم لبنان وإقتصاده ، كذلك قمت بتشجيع غرفة التجارة والصناعة في أستراليا على الإستثمار في لبنان.

ومن وجهة نظري إن إستثمار المغتربين اللبنانيين في لبنان هو إستثمار عاطفي أكثر مما هو مادي، لأن هم في الأساس لديهم إستثمارات عالية في الخارج ولا حاجة لهم الى الاستثمار في لبنان.

وفي نهاية المطاف لبنان ليس له سوى إبنه اللبناني وأبنته اللبنانية أينما كان في العالم، هؤلاء هم من سيستثمر   ويدعم البلد ويزوره بين الحين  والآخر.

 

–  وماذا عن فرص الإستثمارات التي تسعون إلى تأمينها ؟

في ظل تداعيات إنفجار المرفأ وإنتشار جائحة كورونا ساعدنا المؤسسات العسكرية في لبنان  وأيضا مؤسسات خيرية، ونقوم أيضا بحملة عمل للشباب وللقطاع الخاص أسمها “هاي ليبانيز”  فنحن نشجع كل القطاع الخاص الموجود في كل العالم، بالإستعانة بخدمات اللبنانيين المقيمين في لبنان وخبراتهم ، حيث أن العمل عبر المنصات الإلكترونية و “الاونلاين” لا يتوجب  بالضرورة السفر بهدف العمل، حيث قمت ولا زلت أقوم بالتنسيق مع أكثر من 900 شركة في السنوات الأخيرة لزيارة لبنان بهدف ترجمة العديد من فرص الإستثمار في مجالات متعددة .

– انتم حاليا رئيس غرفة استراليا ولبنان للتجارة والصناعة في ملبورن والقنصل الفخري للبنان في ولاية تازمانيا ، ما هي ابرز النتائج التي توصلتم اليها بفعل ضغط كبير على الدولة الأسترالية لتساهم بمساعدة لبنان إقتصادياً وإنسانياً ؟

كرئيس غرفة أستراليا ولبنان للتجارة والصناعة وكقنصل فخري للبنان في أستراليا حققنا الكثير، ورسالتي في الحياة رؤية لبنان مدعوم أقتصادياً وأنسانياً وهذا لم ولن أتوقف عنه عبر السنين، حيث نسقنا مع الدولة الأسترالية التي قدمت مساعدات كثيرة مادية وانسانية بعد الانفجار ونقوم بالضغط عليها كي يحصل لبنان واللبنانيون على  فرص اقتصادية كبيرة حول العالم كونها تلعب دورا في المجتمع الدولي،  خاصة أن لديها ما يزيد عن 500 الف لبناني مقيم، وهي دولة تتمتع بقدرة وفعالية كبيرة أقتصادية وسياسية وإنسانية ولها تأثير على الدول الكبرى وقد دفعنا بالمجلس التشريعي إلى عقد جلسات كاملة لإيجاد وسائل لدعم للبنان.

قدمنا الكثير من الدعم الاقتصادي والمساعدات الانسانية وأنا شخصيا أخذت على عاتقي الكتير من هذه المساعدات، إيمانا بوطني ومحبة بشعبي وببلدي الأم الذي لديه حوالي 18 مليون مغترب حول العالم.

– لكل قيادي أهداف وطموحات ، هلا تُحدثنا عن أبرز طموحاتك وأهدافك المستقبلية ؟

هدفي الوحيد هو أن أنجح في إحداث تغيير جذري في لبنان و أن يصبح  بلداً مزدهراً ويحتل المرتبة الأولى، وليس الخامسة او السادسة،  لكن من المحزن جداً أن نرى لبنان في العام 2021 بلد يفتقر فيه المواطن إلى أدنى مقومات العيش وإلى أدنى مقومات الإنسانية وحقوق الأنسان،  وهذا ليس عطاءً أو منةً بل هذا حقه الشرعي والقانوني.

لم يكن لي يوما اي طموح سياسي، فانا أعرف أن السياسي النظيف لا مكان له  في لبنان ولا فرصة له للنجاح أصلا، ولا المناسبة اليوم مناسبة للحديث عن تلك الأسباب ، وبالطبع لا يمكن لشخص واحد إحداث تغير بل يحتاج الى تعاون وجهود الجميع، ولكن لا أحد يعرف ماذا يخبئ له المستقبل.

-لبنان يمر اليوم بأسوأ أزمة إقتصادية ومالية في تاريخه. كيف ترى الطريق الأفضل للخروج من هذا النفق المظلم الحالك السواد ؟

 

لست متفاجئاً بالأزمة الإقتصادية والمالية والمعيشية التي أوصلت لبنان إلى قعر الهاوية لأنه ومنذ ولدت ولبنان يعاني من المشاكل، لأنه ولسوء الحظ نحن اللبناني ون أخطأنا كثيرا بحق بلدنا أولاً وبحق أنفسنا ثانياً.

وذلك حين سمحنا لحكام فاسدين بأن يحكموننا، وهم يفتقرون الى حس المسؤولية والوطنية، والبعض اليوم يتاجر بمصائب بلدنا وخلق سوقاً سوداء لكل شيء وهنا تكمن الخيانة بحد ذاتها، ومن هنا بتنا بحاجة ملحة لتغيير نمط تفكيرنا لأنقاذ أنفسنا على أقل تقدير، إبتداءً من الإنتخابات النيابية حيث علينا أن نُحسن إختيار شرفاء نظيفي الكف والسمعة يغارون على مصلحة بلدهم .

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى