دائما ما نلاحظ أن الأطفال يفركون عيونهم عند شعورهم بالنعاس، كما يقوم البالغون بذلك أيضا وبشكل متكرر عند العمل بتركيز لساعات طويلة. فما دافع هذا السلوك؟ و ما مصدر الراحة التي نحصل عليها عند فرك العينين؟
وتقول الدكتورة ريبيكا دودوفيتز -في تقرير لموقع لايف ساينس- “نعلم من التجربة الإنسانية أن الناس يميلون إلى فرك أعينهم عندما يشعرون بالتعب، ونعتقد أن الأمر قد تكون له علاقة بمجرد الشعور بعدم الراحة الذي تشعر به عندما تعمل عضلات عينك بجهد كبير، إيذانا بأنه قد حان الوقت للاستراحة”.
وقد يؤدي التحديق لفترة طويلة إلى حدوث جفاف في العينين، الذي يعد أحد أسباب الشعور بالحاجة لفرك العينين أيضا.
ووفقا لموقع كليفلاند كلينيك، قد يحتاج البالغون إلى أن ترمش عيونهم إلى ما يقرب من 14 إلى 17 مرة في الدقيقة من أجل نشر الإفرازات الدمعية في سطح العين، مما يحافظ على ترطيبها وراحتها. تسهم هذه العملية أيضا في توزيع الأكسجين والمواد الغذائية بشكل متساو داخل العين، وتعمل على التخلص من الخلايا الميتة والدموع الجافة، مما يساعد في حمايتها من الجفاف والالتهابات، ويضمن الحفاظ على وضوح الرؤية.
وتشرح الأكاديمية الأميركية لطب العيون أن الدمع يتكون من 3 طبقات رئيسية:
– طبقة مخاطية داخلية تجعل الدمع ملاصق لسطح العين.
– طبقة مائية مالحة في الوسط، تحمي القرنية من البكتيريا وتحافظ على رطوبة العين.
– طبقة خارجية دهنية تمنع تبخر طبقتي الدمع الأخرى.
لذلك، فإن التحديق المستمر، خاصة عند استخدام الأجهزة اللوحية، يقلل من عدد رمشات العين إلى ما يقرب من 5 مرات في الدقيقة، الذي يؤدي بدوره إلى تفكك مكونات الدمع سالفة الذكر لتشكل بقعا جافة على سطح القرنية، وهذا يجهد العين ويعرضها للجفاف ويزيد من خطر الإصابة بالتهابات فيها.
لذلك عند شعور الشخص بالتعب أو الجفاف في عينيه قد يقوم بفركهما، وهذا يحفز القنوات الدمعية لإفراز الدموع بهدف ترطيب العين وتخفيف جفافها، مما يحميها من التهيج. كذلك، هناك عملية في جسم الإنسان تُعرف بالانعكاس القلبي البصري تحدث عندما يتم الضغط مباشرة على سطح العين، حيث تحفز انخفاض ضغط الدم مما يساعد على الاسترخاء، وهذا يُشعر الشخص ببعض الراحة عند فرك عينيه.
هل فرك العينين سلوك آمن؟
تعرف عملية الانعكاس القلبي البصري، وفقا للمكتبة الوطنية الطبية في الولايات المتحدة، بأنها انخفاض في معدل ضربات القلب بنسبة قد تزيد على 20% نتيجة للضغط المباشر على مقلة العين أو سحب عضلات العين للخارج، إذ يرسل الدماغ إشارة إلى القلب ليخفض من نبضاته، مما يؤدي إلى تباطؤ ضربات القلب والذي يخفف بدوره من ضغط الدم.
قد يزيد فرك العينين من فرصة تلوثهما، خاصة إذا كان المرء يعاني الحساسية بسبب التعرض للغبار أو حبوب اللقاح أو وبر الحيوانات الأليفة، مما يزيد انتقال المواد المسببة للحساسية إلى العينين إذا لم تكن اليدان معقمتين، مما يؤدي إلى تفاقم الأعراض.
وقد يؤدي فرك العينين بشدة وبشكل متكرر إلى تمزق في شبكية العين، ويتعذر شفاؤه بشكل تلقائي، بل يحتاج إلى رعاية متخصصة حتى يشفى.
كما أن فرك العينين قد يعرضهما للإصابة بالالتهابات الناتجة عن بعض الفيروسات والبكتيريا مثل التهاب الملتحمة.
كيف يمكن تجنب فرك العينين؟
الحرص على أخذ فترات من الراحة عند القراءة أو الكتابة أو ممارسة الألعاب أو القيام بأي أمر يتطلب تركيزا شديدا.
استخدام نظارات تصفية الإضاءة الزرقاء عندما يحتاج المرء إلى العمل على الأجهزة اللوحية لفترات طويلة وذلك لتخفيف إجهاد العين.
استخدام الدموع الاصطناعية الخالية من المواد الحافظة للحفاظ على العينين رطبة طوال الوقت.
إذا كانت هناك حساسية شديدة في العين أو جفاف مزمن، من الضروري استشارة الطبيب، فقد تكون هنالك حاجة إلى استخدام علاج خاص للتعامل مع الحالة بشكل فعال.