شيخ العقل لبى دعوة الراعي للقاء بارولين في بكركي واتصل بالخطيب: لا للتقسيم ولا للثنائية
لبى شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى دعوة البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي وزار بكركي للقاء امين سر دولة الفاتيكان المونسينيور بترو بارولين، بمشاركة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان والبطاركة: آرام الأول (الأرمن الأرثوذكس) ويوسف العبسي (الروم الكاثوليك) ورفائيل ميناسيان (الأرمن الكاثوليك) والمطران الياس عودة (الروم الأرثوذكس) والشيخ علي قدورة (رئيس المجلس الإسلامي العلوي) وممثلين عن معظم الطوائف المسيحية، اضافة الى رؤساء الأحزاب المسيحية: سليمان فرنجية (المردة) وجبران باسيل (التيار الوطني الحر) بيار ابو عاصي (القوات اللبنانية) ونديم الجميل (الكتائب) وعدد من الأساقفة الموارنة والآباء.
ورافق الشيخ ابي المنى قاضي المذهب الدرزي الشيخ غاندي مكارم. بعد ترحيب من البطريرك الراعي تكلم المونسينيور بارولين ثم المفتي دريان فالشيخ ابي المنى وبعض الحاضرين.
وشكر الشيخ ابي المنى في كلمته البطريرك الراعي على الدعوة ورحب بالضيف الكريم مؤكدا “رسالة لبنان” وقال: “صحيح ان لبنان في خطر، وجميع اللبنانيين بخطر. والحقيقة الساطعة أن وجود إسرائيل العدواني يشكل الخطر الأكبر على لبنان، ومواجهة الخطر لا يكون بالتشرذم بل بالوحدة. التفكير بصيغة تقسيمية لا يحل المشكلة.التفكير بقيام ثنائية مسيحية متلاحمة كالثنائية الشيعية، وثنائية درزية وأخرى سنية لا يحل المشكلة. تشكيل وحدة وطنية متلاحمة أو ثنائية مسيحية إسلامية اذا صح التعبير هو الأجدى لمواجهة التحديات.الثنائيات التقسيمية الطائفية إذا ما قامت لا تزيل التحديات التي يواجهها لبنان؛ من اللجوء الفلسطني، إلى النزوح السوري، إلى الانقسام المذهبي داخل الطوائف، إلى الأطماع الإسرائيلية بخيرات بلادنا، إلى غيرها من التحديات، إنها مسؤوليتنا مجتمعين بأن نبقى مقتنعين بلبنان وطنِ الرسالة والتنوع في الوحدة، وبأن نعزز ثقتنا بأننا قادرون إذا ما اجتمعنا على مواجهتها معا، وإنها مسؤولية المجتمع الدولي أن يساعدنا في معالجة تلك التحديات، ومسؤولية المجتمع العربي أن يدعمنا في مواجهتها وفي مواجهة قدر بلادنا بأن يكون في قلب الصراع”.
اضاف: “إذا لبنان محتاج إلى وحدة داخلية أولا، وإلى رعاية عربية ودولية. لن تكون أي طائفة بمأمن من خطر تلك التحديات إذا ما ظنت أن انعزالها يخلصها، فالجميع في مركب واحد وعلينا أن نعمل معاً بروح ركاب السفينة من أجل النجاة. فالاتحاد قوة والانقسام ضعف، وتجزئة المجزأ تزيدنا ضعفا. لبنان مسؤوليتنا ومسؤولية الدول الصديقة والعالم بأسره.هي مسؤولية إسلامية مسيحية إنسانية، وانهزام فكرة العيش الواحد المشترك والحوار والتفاهم ولغة العقل والحكمة هو التهديد الأخطر لوجوده، هو تهديدٌ للسلام… لا يجوز أن نيأس من وجود لبنان الواحد الموحد”
واكد بانه “لا يجوز أن نفكِر بأخذ لبنان بعيداً عن حقيقته وواقعه وميزاته الروحية والاجتماعية والإنسانية الرفيعة، فوحدتنا ضمانة مستقبلنا، ورعاية الدول المعنية بالسلام لنا مصدر اطمئناننا، لذا فإننا نأمل من الفاتيكان مساعدة لبنان بما لها من موقع معنوي مؤثر على دول القرار، وكلنا أمل بالمستقبل اذا توحدنا”.
وختم اللقاء بمأدبة غداء، أعلن بعدها كل من المفتي دريان والبطريرك الراعي الاتفاق على اعتبار يومي الجمعة والأحد القادمين يومي صلاة ودعاء لوقف الحرب في غزة وجنوب لبنان واحلال السلام في المنطقة وفي العالم.
وبعد اللقاء اجرى شيخ العقل اتصالا بنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب، واضعا اياه في اجواء لقاء بكركي، ومتمنيا “تعزيز التواصل فيما بين المرجعيات الروحية لتمتين الوحدة الوطنية، في ظل التحديات التي تواجه الوطن”.