ثقافة وفنون

يوم اللغة أم لغة اليوم

بقلم يزن حيمور

ٳلى كل مشرقيﹼ غرب عن مشرقه أو غرب مشرقه عن عروبته.

أنا لا أعيش في عباءة أبي

ولا أجتر التاريخ لأشبع جوع الحاضر

ولا أرتشف رذاذ نغمات المعلقات

لأرو  ظمأ ما وصلنا اليه من عطش لغوي

ولا أختبئ في ظلال وصف تلك القصور المرصّعة

ولا أستشفّ من صولات و جولات

فرسانه ،لأعطي لنفسي جرعة تنسي هزيمتي.

نعم ،أذهب الى هناك  بفخر و حزن ،أبحث

عن السارق ،لا لأقطع يده ،لكن لأرفع بعض

الظلم عن ذات  ماض ،و أحيي

وأحمي ذاك الماضي من التدليس الذي

أصبح بداﹰ وواقعاﹰ، و حتى لا يبقى فقط

نصباﹰ تذكارياﹰ في مقابر التاريخ وعلى

أرصفة المجهول الذي حوّله الى أطلال

وحكايات من عالم الغرائب و الروايات.

ذاك الماضي العريق ،

و إن حاولت البحث عنه، علّك قد

تجده في بعض صفحات كتب

يلتحفها غبار النسيان على أسرّة

الورى.

ذاك الماضي الذي أسكن في غيبوبة

الحسد والتآمر .على الرغم من اني لا ابرر الفشل بالتخفي

وراء تلك المقولة ،فهل يكفي أن يحتفل العربي

بتاريخ لغته صانعة الإنسان الحضاري

وبناءة الحياة ببضع ساعات من كل عام؟

وهل العدل يقضي أن تصبح ركائز الحياة

تختزل بأقصر الأوقات من الأيام وبأقل

الرمزيات من الحياة؟

هذه اللغة

نطق بها  أبو البشرية

بأسمى و أجمل العبارات

لتكون الرسالة التي

تحمل في أحرفها المودة السامية

التي تليق بالإنسان الإنسان.

هذه اللغة التي كانت

ومازالت أم اللغات و التي

هي مخلوقة أبدية سرمدية

مهما تنوعت ألسنتها واختلف

نطقها، فهي الأم التي لا تبدل

مهما اختلف الأبناء

و الاحفاد شكلاﹰ ومضموناﹰ .

اللغة العربية هي المصدر الأساس

لذا تستحق في كل عام

اهتماما وعناية منا ،

على غرار ما يقدم  من يرامج خاصة بالحروب

و القتل والدمار و تقسيم الإنسان

ٳلى جغرافيات تسمى أوطان

نخلدها ونرفع راياتها

وننشدها بأجمل العبارات

فأين الأم وبصماتها

الدنيوية والبشرية والٳنسانية

وأين الحب الذي لا يختلف عليه

أبو القصيدة و الموسيقى ومن

رسم الجمال والكمال وعبيرهما ،والذي،

لم يكن ليتألق لو لم تكن اللغة العربية

خميرة خبزه  وتوأم نفسه مع

تلك السيدة التي هي مصدر ٳلهام

رقي كلماته منذ أن كانت صبية

الصبابة وبعدها أعطت للبيلسان

والياسمين خلوده بنصع ثوبها عروساﹰ

وخلود الحياة أمومة ومدرستها

كهولة ،وبقاءها بفناءها ،والتي

لم ترحل عنها الا بعد ماتركت لنا

من أبرع بالعلم المنقول والمعقول

ومن ترجم وألّف وصنّف وأحيا العلوم

من مدافن التاريخ وارتقى وأثبت

أن الٳنسان أشرف المخلوقات وسيدها

بعقله وحضوره ،هذه الأم وهذه

اللغة التوأم الحضاري، أوليست

هذه باقة واحدة تكمل بعضها

لتعطي للحياة استمرارية وسرمدية؟

أيعقل أن تصبح تلك الأركان

عابرة في حياتنا؟

أيعقل أن يستخف بتلك الباقة

التي ألقت الدنيا بتألقها ؟وأعطت

لكل مارأته العين وجال في

العقل عبق الرقي, أكان رسماﹰ

أو نحتاﹰ أو بحثاﹰ أو فكراﹰ أو

تطبيقاﹰ ،كل ذلك يهمل

بإسم التطور الآلي الذي

حوّل الإنسان الى أسير

محدود بإنسانيته،

أيعقل ان تجعل كل

مكونات الحياة حاجة

لا ضرورة وتصبح سيدة

المخلوقات حاجة، والحب

حاجة ،واللغة العربية لسان الٳنسان و التي، لو لم

تكن لما كان لزوم النطق

بالكلمة، ولكانت الحياة

خرساء صماء ،

هذه اللغة التي هي الحضور

الٳلهي في كل وقت و زمان

ومكان ،هي الناقوس

الذي يجمع الٳنسانية

من أقصاها الى

أدناها، هي ذاك النداء

الناقوسي

تحت القباب

ذاك النغم المقدس

أبانا الذي في السموات

أو من فوق المآذن

منادياﹰ بإسم عظمة الله،

وهل هناك من لغة يمكنها

أن تعزف ذاك النغم

الإيماني الخارق

للمسامع ،المستقر في القلوب

المأسورة له؟

هي قدس ٳلهي ،علينا أن

نعيشه تدبراﹰ و تفكراﹰ و مسيرةﹰ،

تحمل كل تلك الأركان

فخراﹰ وضرورةﹰ وليست حاجة

كي لا نؤثم ونكون شاهد

زور في تلك

الساعات من كل عام ،وكأننا

لانريد لهم الٳحياء ٳنما

تجديد العزاء

مع تحية عربية دائمة

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى