في الـ 13 من شهر أغسطس من كل عام، يحتفل اليوم العالمي للعُسر (مستخدمي اليد اليسرى)، والذي بدأ الاحتفال به عام 1976.
وتتم التوعية في هذا اليوم بالأشخاص العُسْر، حيث تصل نسبة الرجال العُسْر في العالم إلى 13%، بينما النساء 11%، بنسبة إجمالية تصل لحوالي 10% من سكان العالم.
ويؤكد خبراء الصحة أن أدمغة وأجساد العُسر تعمل بشكل مختلف عن تلك الخاصة بالأشخاص الذين يستخدمون اليد اليمنى أو من يستخدمون اليدين اليمنى واليسرى بنفس الدقة، أو من يعتمدون على استخدام كل يد على حدة لأداء مهام مختلفة.
يقول البروفيسور رونالد يو، أستاذ علم النفس في جامعة تكساس – أوستن، إن كون الشخص أعسر يتحدد في وقت مبكر للغاية من مراحل تطوره كجنين في رحم الأم، ويرتبط الأمر بالكثير من التأثيرات على الحالة الصحية.
25% جينات وراثية
يقول يو إن العلماء ليسوا متأكدين تمامًا من سبب استخدام بعض الأشخاص لليد اليسرى، لكنهم يعرفون أن الجينات الوراثية مسؤولة عن 25٪ فقط من ميل الأعسر إلى استخدام اليد اليسرى، وهي تعد نسبة أقل بشكل ملحوظ من السمات الموروثة الأخرى، مثل الطول أو الذكاء. ويضيف أنه في بعض حالات التوائم المتطابقة والذين يتشاركون نفس الجينات، في بعض الأحيان أيد مسيطرة مختلفة. إن هناك الكثير من النظريات حول الأشياء الأخرى التي يمكن أن تحدد اليد التي يكتب بها الشخص، لكن يعتقد العديد من الخبراء أنها عشوائية نوعًا ما.
التوتر أثناء الحمل
في إحدى الدراسات السويدية التي أجريت عام 2008 على الأمهات وأطفالهن البالغين من العمر 5 سنوات، كانت النساء المصابات بالاكتئاب أو التوتر أثناء الحمل أكثر عرضة لأن يكون لديهن أطفال مختلطون أو عسر. وفي دراسات أخرى، كان الطفل ذو الوزن المنخفض عند الولادة، أو المولود لأم أكبر سنًا، أكثر عرضة لأن يكون أعسر أيضًا.
خرافة شائعة
يستخدم الشخص غير الأعسر النصف المخي الأيسر لمعالجة اللغة، لكن هذا لا يعني أن معظم مستخدمي اليد اليسرى يستخدمون نصف أدمغتهم الأيمن، حيث تقول بروفيسور جينا غريمشو، مديرة علم الأعصاب الإدراكي والوجداني مختبر في جامعة ويلينغتون بنيوزيلندا، إنها مجرد خرافة شائعة.
وتضيف أن حوالي 98٪ من مستخدمي اليد اليمنى هم من مستخدمي اليد اليسرى أيضا، في حين أن النسبة لا تزيد عن حوالي 70٪ بين مستخدمي اليد اليسرى، مشيرة إلى أن حوالي 30٪ فقط هم من ذوي الدماغ الأيمن أو ثنائي الدماغ، أي تتساوى لديهم القدرة كلا النصفين من المخ. تقول بروفيسور غريمشو: “يبدو أن معظم مستخدمي اليد اليسرى لديهم معالجة لغوية مماثلة لمن يستخدمون اليد اليمنى”. وبالنسبة لوظائف الدماغ الأخرى أحادية الجانب، مثل الانتباه والعاطفة والموسيقى وإدراك الوجه، فإن هناك بيانات أقل.
الأداء المدرسي
يمكن أن يؤثر كون التلميذ أعسر على الأداء المدرسي، توصلت دراسة أسترالية، أجريت عام 2009 على الأطفال الذين يبلغون من العمر 11 عامًا أو أقل، إلى أن الأطفال العُسر كان أداؤهم أسوأ من العديد من المقاييس، مثل المفردات والقراءة والكتابة والتنمية الاجتماعية والمهارات الحركية الكبرى، في حين كان أداء الأطفال مستخدمي اليدين بشكل مختلط أسوأ من أداء العُسر. ويرجح الباحثون أن الأطفال المختلطين والعُسر يستخدمون نصفي أدمغتهم بشكل غير عادي.
ويقول بروفيسور يو إن السبب ربما يرجع على سبيل المثال إلى حيرة بعض الأطفال المختلطين لتحديد اليد التي يكتبون بها، ولكن يوضح أنه في كلتا الحالتين، يلحق معظم الأطفال بزملائهم في الفصل مع تقدمهم في السن، ومن ثم فإن كون التلميذ أعسر أو مختلط اليد ليس مؤشرًا أكيدًا على مدى جودة أدائه أثناء النمو.
مشاكل الصحة النفسانية
يمكن أن يتعرض العُسر للإصابة بالاضطرابات الذهانية مثل الفصام بنسبة أكبر من مستخدمي اليد اليمنى أو اليدين معا، وفقًا لدراسة أجرتها جامعة ييل عام 2013. عندما استطلع الباحثون آراء المرضى في عيادة للصحة النفسانية، قال 40٪ من المصابين بالفصام أو الفصام العاطفي إنهم عُسر، فيما توصلت دراسات أخرى إلى أن هناك صلة بين عدم استخدام اليد اليمنى وعسر القراءة واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وبعض الاضطرابات المزاجية الأخرى.
ميزة رياضية
يتفق معظم الخبراء على أن الرياضي الأعسر يتميز عن باقي اللاعبين بخاصة في ألعاب الرياضات الفردية مثل التنس والملاكمة ورمي كرة القاعدة. وفي دراسة فرنسية أجريت عام 2005، توصل الباحثون إلى أن الشخص الأعسر يتمتع بميزة جسدية بالمقارنة مع مستخدم اليد اليمنى أو القدم اليمنى وترتكز على عنصر الحركة المفاجئة أو غير المتوقعة.
خطر الإصابة بسرطان الثدي
يبدو أن استخدام اليد اليسرى مرتبط ببعض مشكلات الصحة البدنية. في دراسة نشرت عام 2007 في المجلة البريطانية للسرطان، كشف باحثون عن نتائج تفيد بأن النساء العسراوات معرضات لخطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة أعلى من مستخدمات اليد اليمنى، خاصة بالنسبة لحالات السرطان التي تحدث بعد انقطاع الطمث.
اضطراب المناعة الذاتية
لطالما اشتبه العلماء في أن استخدام اليد اليسرى مرتبط بطريقة ما بوظيفة المناعة، وأنه ربما يكون عامل خطر لاضطراب المناعة الذاتية. تقول بروفيسور غريمشو إن الأبحاث العلمية لم تتمكن من دعم معظم هذه الادعاءات، بل تم دحض هذه النظرية إلى حد كبير.
بعض مشاكل النوم
في دراسة استقصائية أجرتها جامعة توليدو عام 2011 على 100 مريض في عيادة لعلاج مشاكل النوم، اكتشف الباحثون أن 69٪ من مستخدمي اليد اليمنى عانوا من حركات أطرافهم على جانبي أجسامهم أثناء النوم، في حين ارتفعت النسبة لتصل 94٪ بين المرضى العُسر، مما يعني أن العُسر أكثر عرضة بشكل ملحوظ للإصابة بمرض PLMD المتعلق بحركات الأطراف الثنائية.
مشاعر سلبية
أفادت نتائج دراسة أسكتلندية تعود لعام 2007 أن الأشخاص العُسر كانوا أكثر عرضة لإظهار أعراض اضطراب ما بعد الصدمة بعد مشاهدة مقاطع من فيلم مخيف، وأنهم يعانون من المزيد من المشاعر السلبية. يمكن أن يكون كلا الاستنتاجين بسبب حقيقة أن العُسر هم أكثر عرضة لأن تكون معالجة أدمغتهم الخوف والغضب بشكل مختلف.
الرؤساء الأميركيون
تقول بروفيسور غريمشو “نأمل أن يكون لدينا فهم أفضل [للعٌسر] قريبا.” ومن جانبه قال بروفيسور يو إن هناك شيء واحد مؤكد، هو أنه “لا ينبغي أن نفترض الكثير عن شخصيات الناس أو صحتهم لمجرد أنهم يكتبون باليد اليمنى أو اليسرى. وبالتأكيد لا ينبغي أن نقلق بشأن فرص نجاح الشخص الأعسر، لأنه على سبيل المثال حتى عام 2015 كان هناك خمسة من آخر سبعة رؤساء للولايات المتحدة إما عُسر أو مختلطي اليد.