محكمة بريطانية تكشف تجسس حاكم دبي على زوجته الأميرة هيا الأردنية باستخدام برنامج بيغاسوس
كشفت محكمة بريطانية تنظر في النزاع العائلي بين حاكم دبي وزوجته الأميرة هيا الأردنية أن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم اخترق هاتف الأميرة ومحامييها البريطانيين، معتمدا على برنامج بيغاسوس الإسرائيلي، الذي يوجد في قلب فضيحة تجسس عالمية. لكن المحكمة أوضحت أنه لم يتبين لها أن هذا الاختراق مرتبط بالنزاع الذي ينظر فيه القضاء البريطاني. وكانت الأميرة، وهي الأخت غير الشقيقة لملك الأردن، طلبت حمايتها في بريطانيا التي فرت إليها في 2019.
وأفادت المحكمة التي تنظر في نزاع قانوني بين الشيخ محمد والأميرة هيا حول حضانة طفليهما إنه تبين لها أن نائب رئيس الإمارات ورئيس حكومتها البالغ 72 عاما أعطى “تفويضا صريحا أو ضمنيا” لاختراق هاتف زوجته السادسة الأميرة هيا بنت الحسين، باستخدام برنامج بيغاسوس للتجسس، في وقائع اكتشفت في أغسطس/ آب 2020.
وأضافت أن الشيخ محمد سمح أيضا بدس هذا البرنامج في هواتف المحامين والمساعد الشخصي واثنين من أفراد الفريق الأمني لزوجته البالغة من العمر 47 عاما، والتي شن ضدها “حملة تخويف وترهيب”.
وبمجرد تثبيته، يمكن لبرنامج بيغاسوس تتبع موقع الشخص وقراءة رسائله وبريده الإلكتروني والاستماع إلى مكالماته وتسجيل نشاطه المباشر بالإضافة إلى الوصول إلى التطبيقات والصور وتشغيل الكاميرا والميكروفون عن بُعد.
وقالت المحكمة إنه لم يثبت لها أن القرصنة التي جرت مرتبطة بالنزاع الحاصل أمام القضاء البريطاني بين الشيخ محمد وزوجته، لإعادة ابنتهما الجليلة وعمرها 13 عاما وابنهما زايد وعمره تسعة أعوام إلى دبي.
تجسس سمح باستخراج 265 ميغابايت من البيانات
لكنها أكدت أن التجسس على الهاتف سمح باستخراج 265 ميغابايت من البيانات (ما يوازي 24 ساعة من التسجيل الصوتي أو 500 صورة فوتوغرافية).
وقال القاضي أندرو ماكفارلين إنه حتى وإن كانت عملية المراقبة قد نفذت على الأرجح “من قبل خدام أو عملاء للأب”، فإن حاكم دبي “مستعد لاستخدام ذراع الدولة للحصول على ما يعتبره صائبا”.
وأضاف أن الشيخ محمد “قام بمضايقة الأم وترهيبها قبل مغادرتها إلى إنكلترا ومذاك… وهو مستعد لأن يسمح لمن يتصرفون بالنيابة عنه بأن يفعلوا ذلك خلافا للقانون في المملكة المتحدة”.
وطالبت الأميرة، وهي الأخت غير الشقيقة للملك عبد الله الثاني ملك الأردن، بإجراءات لحماية ابنتها من إخضاعها للزواج عبر الإكراه، وكذلك بإجراءات لحمايتها هي نفسها، بعدما فرت في بداية 2019 من الإمارات العربية المتحدة إلى إنكلترا.
بيغاسوس في قلب فضيحة تجسس عالمية
وهذا الصيف وجدت شركة “إن أس أو” الإسرائيلية التي طورت بيغاسوس نفسها في صلب فضيحة تجسس عالمية بعدما أظهر تحقيق نشرته 17 وسيلة إعلامية دولية أن البرنامج سمح بالتجسس على ما لا يقل عن 180 صحافيا و600 شخصية سياسية و85 ناشطا حقوقيا و65 صاحب شركة في دول عدة.
وقال مصدر مقرب من “إن أس أو” الأربعاء لوكالة الأنباء الفرنسية إن الشركة الإسرائيلية أوقفت في ديسمبر/ كانون الأول الخدمات التي كان يوفرها بيغاسوس لحاكم دبي. وفي الواقع فإن الشركة تؤكد أنها تتبع إجراءات صارمة للغاية للحؤول دون أن يستخدم برنامجها لغايات غير مشروعة. كما تؤكد الشركة أنها تزود عملاءها بالبرنامج لكنها لا تشغله لهم بل هم من يفعل ذلك.
وقال متحدّث باسم “إن أس أو” إن الشركة “لم تتردد في إغلاق أنظمة عملاء سابقين، وهي أنظمة تزيد قيمتها عن 300 مليون دولار”.
فرانس24/ أ ف ب