تويتر تعتمد تكتيك “حبّة السّمّ” للتّصدّي لعرض إيلون ماسك…
تبنّت شركة “تويتر” خطّة “الحبّة السامّة”، وهي تكتيك دفاعيّ معتاد في مواجهة عمليات الاستحواذ، يحدّ من قدرة إيلون ماسك على زيادة حصّته في منصّة التواصل الاجتماعيّ، في الوقت الذي ظهرت فيه شركة استحواذ لمنافسة عرضه البالغ 43 مليار دولار لشراء “تويتر”.
وقالت مصادر مطّلعة إنّ “توما برافو، شركة الاستثمار المباشر التي تركّز على التكنولوجيا، والتي بلغت الأصول التي تديرها أكثر من 103 مليارات دولار حتى نهاية كانون الأول، قد أبلغت تويتر بأنّها تستكشف إمكانيّة تقديم عرض”.
غير أنّ المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها لأنّ الأمر سرّيّ، ذكرت أنّه “ليس من الواضح حجم العرض الذي يمكن أن تقدّمه توما برافو، كما أنّه ليس مؤكّداً إن كان مثل هذا العرض المنافس سيخرج إلى النور”.
ورفض متحدّث باسم توما برافو التعليق، بينما لم يردّ ممثلو “تويتر” على الفور على طلب للتعليق. وذكرت صحيفة “نيويورك بوست” أنّ “توما برافو تفكّر في تقديم عرض لشراء تويتر”.
يُذكر أنّ هذه الخطوة تُثير شبح تنافس المزيد من شركات الاستثمار المباشر على “تويتر”.
ووفقاً لشركة بريكين المزوّدة للبيانات، يمتلك قطاع شركات الاستثمار المباشر نحو 1.8 تريليون دولار من السيولة. وعلى عكس المجموعات التكنولوجيّة الكبرى، لن تواجه معظم شركات الاستثمار المباشر قيوداً تتعلّق بمكافحة الاحتكار عند الاستحواذ على “تويتر”.
ولا يزال من الممكن أن تعزّز شركة استثمار مباشر عرض ماسك من خلال الشراكة معه بدلاً من منافسته. وقالت مصادر في القطاع إنّ انتقادات ماسك لاعتماد “تويتر” على الإعلانات في معظم إيراداتها جعلت بعض شركات الأسهم الخاصّة تتخوّف من التعاون معه.
وتتمتّع “تويتر” بسيولة تتجاوز ستة مليارات دولار في ميزانيّتها العموميّة، وتقترب تدفّقاتها النقديّة السنويّة من 700 مليون دولار، ممّا يوفّر بعض الراحة للبنوك التي تفكّر في تقديم قروض لدعم الصفقة. ومع ذلك، قد تكون عملية استحواذ على “تويتر” اعتماداً على الاستدانة هي الأكبر على الإطلاق، ممّا قد يتطلّب تعاون العديد من شركات الاستحواذ وغيرها من المستثمرين من كبار المؤسّسات.
وماسك أغنى رجل في العالم، حيث تقدّر مجلة “فوربس” ثروته الصافية بـ265 مليار دولار. ومع ذلك، فقد وضع حدّاً أقصى بشأن المبلغ الذي يرغب في دفعه. وأبلغ “تويتر” الأربعاء أنّ “عرضه النقديّ بالكامل البالغ 54.20 دولاراً للسهم هو العرض الأفضل والأخير، وأنّه سيعيد النظر في موقفه كمساهم في الشركة إذا تمّ رفضه”.
ويمتلك ماسك أكثر من 9 في المئة في “تويتر”.
وقال ماسك الخميس عبر “تويتر” إنّ “مساهمي تويتر يجب أن يكون لهم رأي في عرضه”. ونشر استطلاعاً اتّفق فيه معظم المستخدمين معه. ولا يزال مجلس إدارة “تويتر” يقيّم عرض ماسك ولن يطرحه على مساهمي الشركة للتصويت إلّا إذا وافق عليه.
وتراجعت أسهم الشركة الخميس، ممّا يشير إلى أنّ معظم المستثمرين يتوقّعون أن يرفض مجلس الإدارة عرض ماسك باعتباره غير كافٍ.