صحة

تحذير طبي من القنب عالي التركيز.. الفصام بانتظاركم!

يعرف القنب الهندي على أنه نبات علاجي له تأثير مخدر من جنس كاسيات البذور، وهو ثلاثة أنواع: قنب مزروع والقنب الهندي المخدر، والقنب البري المصغر.

ووفقاً لدراسة نشرها موقع “إندبندنت عربية”، فقد توصل الباحثون من خلال دراسة استقصائية شملت نحو مئة وعشرين ألف شخص، إلى أن الأفراد الذين يتناولون منتجات القنب [الحشيشة أو الماريجوانا] التي تحتوي على نسبة عالية من مادة “رباعي هايدروكانابينول” Tetrahydrocannabinol (THC) هم معرضون بشكل أكبر لخطر الإصابة بأمراض مثل الفصام [يندرج الفصام ضمن أمراض الذهان. وتمثل الشيزوفرينيا بأنواعها، أبرز الأمثلة عليه].

إذ تؤثر المادة الرئيسة الفاعلة نفسياً في القنب، وهي “رباعي هايدروكانابينول”، في طريقة عمل الدماغ، وكذلك على مزاج الشخص الذي يتعاطاها، وردود فعله وأفكاره وعواطفه.

وبحسب إحدى الدراسات الـ20 التي جرت مراجعتها من جانب أقران علميين، فإن الأشخاص الذين يستخدمون القنب الشديد القوة على نحو يومي هم أكثر عرضة للإصابة باضطراب نفسي ذهاني [أو فصامي] بنحو خمس مرات من أولئك الذين لا يستخدمونه أبداً.

في المقابل، توصل باحثون من “مجموعة الإدمان والصحة العقلية” Addiction and Mental Health Group في “جامعة باث” إلى أن الاستخدام المنتظم للقنب المنخفض القوة لا يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالذهان.

ولاحظ التحليل المشار إليه آنفاً أن خطر الإدمان أو “اضطراب تعاطي القنب” cannabis-use disorder، يزداد بين الأفراد الذين يستخدمون منتجات تكون فيها مادة “رباعي هايدروكانابينول” عالية التركيز، بالمقارنة مع مستخدمي الأنواع الأكثر اعتدالاً من المخدرات.

ويعتقد أن هذه الدراسة تشكل أول مراجعة منهجية للأدلة المتاحة في شأن الصلة ما بين درجة تركيز تركيبة القنب ومشكلات الصحة العقلية والإدمان.

وبصورة عامة، يعد القنب الهندي ثالث أكثر العقاقير استخداماً على مستوى العالم بعد الكحول والنيكوتين، إذ تشير بحوث عدة إلى أن شخصاً من كل خمسة أشخاص، تتفاوت أعمارهم ما بين 16 و24 سنة في المملكة المتحدة، قد تعاطى الحشيشة خلال العام الماضي.

ويرى الباحثون أن النتائج يمكن أن تكون بالغة الأهمية في دعم سياسة التعامل مع المخدرات، فيما تتوجه مزيد من الدول نحو تشريع تعاطي حشيشة الكيف، لأن تركيزات مادة “رباعي هايدروكانابينول” في بعض منتجات مواد الكيف قد ارتفعت في الأعوام الأخيرة.

وأشار واضعو الدراسة إلى أن الأسواق الشرعية الجديدة للحشيشة في العالم سهلت تطوير مستخلصات القنب التي تحتوي على نسبة عالية من “رباعي هايدروكانابينول”، إضافة إلى زيادة فاعلية نبتة القنب نفسها.

وأعطوا مثلاً على ذلك ولاية واشنطن في الولايات المتحدة، حيث يمكن بطريقة قانونية شراء نبات القنب بتركيز 20 في المئة من “رباعي هايدروكانابينول”، ومستخلص القنب يصل فيه تركيز تلك المادة إلى 60 في المئة.

ولاحظ مؤلفو البحث أيضاً أنه مع زيادة فاعلية القنب زادت معدلات أعداد الأشخاص الذين يسعون إلى تلقي العلاج من الإدمان على ذلك المخدر.

وكذلك لفت الباحثون أنفسهم إلى أن بيانات مصدرها “مركز المراقبة الأوروبي للمخدرات والإدمان عليها” European Monitoring Centre for Drugs and Drug Addiction، كشفت عن زيادة بنحو 76 في المئة في عدد الأشخاص الذين دخلوا إلى مصحات ومستشفيات لتلقي العلاج من الإدمان على الحشيشة، خلال العقد الماضي.

في ذلك الصدد، أعربت كات بيتريلي، المؤلفة الرئيسة للدراسة، وهي من “قسم علم النفس” في “جامعة باث”، عن قناعتها بأن “مراجعتنا أظهرت بصورة منهجية أن الأشخاص الذين يستخدمون القنب العالي التركيز يمكن أن يكونوا أكثر عرضة للإدمان وللإصابة بالذهان، بالمقارنة مع الأفراد الذين يستخدمون منتجات القنب التي تحتوي تركيزاً أقل في مادة “رباعي هايدروكانابينول” تركيبة أقل تركيزاً.

ووصفت بيتريلي تلك النتائج بأنها “مهمة في إطار السعي إلى الحد من الأضرار والتخفيف من الانعكاسات السلبية الناجمة عن تعاطي المخدرات”.

وأضافت، “فيما نعتبر بالطبع أن أكثر معدلات استخدام القنب أماناً هو عدم استخدامه على الإطلاق، لا بد من الاعتراف بأن عدداً كبيراً من الأفراد في مختلف أنحاء العالم يتعاطون القنب بانتظام، بالتالي يجب أن نحرص على تزويدهم بالمعرفة لمساعدتهم في اتخاذ قرارات سليمة وواعية، يمكن أن تقلل من أي أضرار جانبية تتصل بذلك النوع من التعاطي”.

في السياق نفسه، لفت المؤلف البارز للدراسة الدكتور توم فريمان إلى أن “النتائج التي توصلنا إليها تشير إلى أن الأشخاص الذين يستخدمون القنب يمكنهم أن يقللوا مخاطر تعرضهم للأذى، باستخدام منتجات ينخفض فيها تركيز المادة الفاعلة فيها”.

وكذلك رأى أنه “في إمكاننا مساعدة الأفراد على استخدام القنب بشكل أكثر أماناً، إذا زودنا المستهلكين بمعلومات دقيقة عن محتوى المنتج، في الأماكن التي تباع فيها الحشيشة بشكل قانوني، وتوجيههم نحو استخدام منتجات منخفضة التركيز”.

واستطراداً، لاحظ واضعو البحث أنه على الرغم من الأدلة غير المدعومة علمياً عن وجود صلة بين استخدام القنب وأعراض القلق والاكتئاب، فإن الدراسة لم تجد أي ارتباط واضح بين تركيز مادة “رباعي هايدروكانابينول”، ومشكلات الصحة العقلية الأخرى. غير أن دراسة واحدة تضمنتها المراجعة أشارت إلى وجود ارتباط بينهما.

ولقد حملت الدراسة عنوان “الصلة بين مستوى شدة فاعلية القنب واعتلال الصحة العقلية والإدمان، مراجعة منهجية” Association of cannabis potency with mental ill health and addiction: A systematic review. ونالت تمويلاً من “مجلس البحوث الاقتصادية والاجتماعية” Economic and Social Research Council. ونشرت في مجلة “لانسيت للطب النفسي” The Lancet Psychiatry.

المصدر :إندبندنت عربية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى