الأمين العام الجديد لـ”أوبك” يتحدث عن العلاقات مع روسيا وأسباب ارتفاع أسعار النفط
ويتولى الغيص انطلاقا من اليوم قيادة منظمة الدول المصدرة للبترول، ويأتي ذلك في وقت تواجه أسواق النفط العالمية تحديات وضغوطات.
وفي مقابلة مع صحيفة “الراي” الكويتية، شدد الغيص على أن قوة “أوبك” هي بتماسكها وتكاتف دولها رغم كل الظروف العالمية المحيطة، وأشار إلى أن تخفيض الاستثمارات النفطية سينعكس ارتفاعا بالأسعار.
وقال الأمين العام الجديد لمنظمة “أوبك”، إن ارتفاع النفط ليس مرتبطا بأزمة أوكرانيا فقط بل بنقص القدرة الإنتاجية الاحتياطية في العالم. وفيما يلي أبرز تصريحات الغيص خلال المقابلة:
هل يمكن أن تعوض “أوبك” النفط الروسي؟
– أولا، “أوبك” ليست في منافسة مع روسيا، فهي تنتج نحو 10 ملايين برميل تمثل 10 في المئة من إنتاج العالم يوميا وبمعنى آخر أن 1 برميل نفط من كل 10 براميل نفط تنتج يوميا مصدرها روسيا.
– ثانيا، يجب ألا ننسى أن روسيا لاعب كبير ورئيسي ومؤثر بشكل كبير في خارطة الطاقة العالمية وليس فقط بالنفط، بل أيضا بالغاز والفحم والمعادن الأخرى.
ما هو الوضع الروسي في “أوبك+” بعد الأزمة والعقوبات؟
– روسيا شريك استراتيجي ومن أكبر المنتجين، ووجودها معنا في تحالف “أوبك+” لخفض الإنتاج أساسي لنجاح الاتفاق، وهي معنا منذ 2017 أي منذ أكثر من 5 سنوات، كما أن لروسيا دورا حيويا ومهما جدا في دعم وإنجاح اتفاق “أوبك+” حيث إنها نائب رئيس اللجنة المشتركة لمراقبة الإنتاج.
ما السر في ارتفاع دخل روسيا من النفط بعد العقوبات؟
– ارتفاع أسعار النفط عوض النقص بالكميات. التقارير كانت تشير إلى انخفاض في إنتاج روسيا في الأشهر الماضية لكن الآن بدأ بالارتفاع مجددا.
أين تذهب هذه الزيادة في كميات النفط الروسية؟
– آخر البيانات أظهرت أن روسيا احتلت المركز الأول لحجم الإمدادات للسوق الصيني. وبدأت روسيا بتعويض الكميات التي كانت تذهب إلى أوروبا بالتصدير لأسواق أخرى أبرزها الهند والصين.كيف ترى تأثير الأزمة الأوكرانية على الأسواق النفطية؟
– أثر الحروب والمناوشات السياسية والعسكرية على الأسواق النفطية يكون غالبا موقتا، ويتلاشى بمجرد نهاية الأحداث، وخلال 62 عاما مضت ومنذ إنشاء منظمة “أوبك” في عام 1960 شهد العالم الكثير من الحروب والأحداث والمناوشات العسكرية، ودائما ترتفع الأسعار مع الحدث بسرعة وبشكل كبير، ومن ثم تعود للانخفاض للمستويات المرتبطة بالعرض والطلب.
– بالنسبة لي ما زلت أؤكد أن ارتفاع أسعار النفط أخيرا ليس مرتبطا فقط بالأحداث بين روسيا وأوكرانيا، ولكن البيانات كلها تؤكد بأن الأسعار بدأت بالارتفاع بشكل تدريجي وتراكمي، وقبل اندلاع الأحداث الروسية الأوكرانية، بسبب التصور السائد في الأسواق بأن هناك نقصاً في القدرة الإنتاجية الاحتياطية، والتي أصبحت محصورة في دول قليلة ومحدودة.
وعين وزراء منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” الكويتي، خلال اجتماعهم في يناير الماضي، هيثم الغيص أمينا عاما جديدا للمنظمة.
ويمتلك هيثم الغيص خبرة واسعة في العمل النفطي وكذلك في عمل وزارة الخارجية الكويتية، في العام 1990 تخرج من جامعة سان فرانسيسكو في كاليفورنيا بدرجة في العلوم السياسية.
يجيد هيثم الغيص ست لغات بطلاقة، بما في ذلك العربية والإنجليزية والألمانية والبرتغالية والإسبانية والفرنسية، ويتحدث أيضا الصينية.