ماكرون سيحضر قدّاس البابا فرنسيس في مرسيليا
أعلن قصر الإليزيه امس أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيحضر القداس الذي يحتفل به البابا فرنسيس السبت في 23 أيلول، في مرسيليا، جنوب شرق فرنسا، في حدث “شعبي” و”احتفالي”.
وأثار احتمال حضور ماكرون القداس جدلاً، الأربعاء، في فرنسا، اذ اتهمه اليسار المتطرف بـ”الدوس” على مبدأ حياد الدولة الديني.
لكنّ مقرّبين من الرئيس اعتبروا الخميس أن الفصل بين الكنيسة والدولة لا يلغي “إقامة الجمهورية علاقات مع كل الأديان”.
وأوضحوا أن الرئيس لن يشارك “في الإفخارستيا”، أي في سرّ المناولة، الذي يتلقّى فيه المؤمنون القربان.
وستكون مشاركة ماكرون في قداس البابا فرنسيس الأولى من نوعها منذ القداس الذي احتفل به البابا يوحنا بولس الثاني في العام 1980 في ساحة كاتدرائية نوتردام في باريس بحضور الرئيس فاليري جيسكار ديستان.
وتطبّق فرنسا قانون الفصل بين الكنيسة والدولة العائد للعام 1905، وتتمسك بمبدأ العلمانية الذي يحظر بعض أشكال التعبير عن العقيدة الدينية في الأماكن العامة.
وأكد مستشار أن ماكرون لن يحضر القداس “كمؤمن” بل “كرئيس دولة”، وسبق له أن زار معابد يهودية في الماضي أو شارك في “إفطارات” خلال شهر رمضان.
وردا على سؤال بشأن الجدل، أشار الإليزيه إلى أنه أثير فقط “من الحزب السياسي نفسه”، “حزب فرنسا الأبية”، الحزب اليساري الرئيسي المعارض.
ورأى النائب عن “حزب فرنسا الأبية” باستيان لاشو أن إيمانويل ماكرون “يسخر من العلمانية ويدوس على مبادئها، ويسخر من الفصل بين الكنائس والدولة، ومن حياد الدولة تجاه الأديان” رغم أن حكومته، باسم هذه المبادئ نفسها، منعت ارتداء العباءة في المدارس.
وسيُحتفل بالقداس في ملعب فيلودروم الذي يتسع لـ 60 ألف شخص.
وكرر البابا هذا الصيف أنه ذاهب “إلى مرسيليا وليس إلى فرنسا”، مذكراً بأنها ليست زيارة دولة.
وستستقبل رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيت بورن البابا الجمعة في 22 أيلول لدى وصوله إلى مرسيليا.
وسيكون ماكرون حاضراً في صباح اليوم التالي في اختتام الاجتماعات بين أساقفة وشباب من جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط، ستركز خصوصاً على الهجرة، لكنه لن يلقي كلمة.
ويعقد ماكرون بعد ذلك اجتماعاً مغلقاً مع البابا، هو الرابع منذ أصبح رئيساً.
ويرافق الرئيس الفرنسي البابا إلى المطار بعد القداس، ويجري معه “حواراً قصيراً” آخر في هذه المناسبة، بحسب الإليزيه.