ميشال تابت شرير الشاشة ورأسها الأبيض.. وزوجته الثانية منحته الحياة 13 عاماً
تألّق نجماً في السينما والتلفزيون، فقدّم أروع الأعمال مجسّداً مختلف الأدوار بأداء عالٍ، ما جعله يرسخ في ذاكرة كل من شاهده على الشاشة.
ممثل كبير، قدير وخطير، تربّع نقيباً على عرش نقابة الممثلين لحوالى 25 عاماً، وعُرف بحرفيته بإدارة النقابة الأم، وحصّل لكل ممثل حقّه.
ما من عمل درامي إلا وكان يحاك بخيوط موهبة الممثل القدير ميشال تابت، منذ إنطلاقة العمل الدرامي اللبناني وشاشة تلفزيون لبنان، ومن هذه الأعمال “دوار يا زمن”، “للحب وجه آخر”، “ابراهيم أفندي”، “صائمون ولكن”، “إسمها لا”، “أبو بليق”، “الطاغية” و”أبو ملحم”.
جزء من تاريخ الدراما اللبنانية وتلفزيون لبنان
ولد ميشال تابت يوم 5 نيسان/أبريل عام 1930، وبدأ مبكراً التمثيل في مدرسة مار نوهرا حيث لم يكمل دراسته، بل إمتهن الحلاقة.
من استوديوهات تلفزيون لبنان بدأ مسيرته الفنية مجسداً أدواراً عديدة، لا زالت محفورة في أذهان اللبنانيين، عبر فرقة النهضة الفنية ثم عبر معهد الفنون، إلى أن أسس مع رفاقه ميشال تامر وجورج قاعي فرقة الأرز الفنية عام 1966، لتقدم عملها المسرحي “العاشق الشارد” وغيرها من المسرحيات، ثم تحولت إلى فرقة تهتم بالسينما، وقدمت عام 1975 فيلم “عذاب الضمير”، والعديد من الأفلام شارك ميشال تابت فيها إدارياً، ثم ترك الفرقة ليعمل في مهنته الحلاقة، إلى جانب ماكياج للأفلام، من دون أن يتأثر حضوره كممثل واعد صاحب طاقة متميزة، فيها من الكاريزما والقوة ما يكفي لترسيخ صورته في المسرح والسينما والتلفزيون، الذي ظهر فيه عام 1978 في أول عمل درامي “المدير الفني”، من إخراج إلياس متى .
في مشواره الفني 2600 حلقة تلفزيونية و40 فيلماً سينمائياً، و2000 حلقة دوبلاج والعديد من المسرحيات.
ومن المسلسلات التي شارك فيها “للحب وجه آخر”، “صائمون …ولكن”، “المعلمة والأستاذ”، “اسمها لا”، “دوار يا زمن”، “بو بليق”، “إبراهيم افندي”، “الاسيرة”، “إمرؤ القيس”، “الطاغية”، “اهربوا.. جايي القفورة” و”بربر آغا”.
كما شارك ميشال تابت في العديد من الأفلام، منها “الرؤيا”، “عودة البطل”، “المغامرون”، “الممر الأخير”، “نساء في خطر”، “عذاب الأمهات”، “المتوحشون”، “فتيات للقتل”، “لمن يغني الحب” و”الغافلون”.
ومن أعماله في الدبلجة “جزيرة الكنز – ترييلوني / بينجان (الصوت الثاني)”، “سانشيرو “نينجا كابامارو”، “ساندي بيل” و”بيل وسبستيان”.
مدافع شرس عن حقوق الممثلين
لعب ميشال تابت دوراً رئيسياً في العمل النقابي، إذ إستلم مهام رئيس نقابة ممثلي المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون في لبنان لفترة طويلة، إمتدت لـ25 عاماً، كما دافع من موقعه النقابي عن حقوق الممثلين.
وفي عام 2014، تحدث ميشال تابت عن النقابة في مقابلة خاصة وحصرية لموقع “الفن”، كشف خلالها الكثير من الأسرار عن نقابة الممثلين، ونقابة الفنانين المحترفين التي تأسست بعد النقابة الأولى بـ 45 عاماً، ومما قاله: “عندما تركتُ النقابة خلالُن الجو، أنا كنت مكسّر روسُن كلّن، حتى مع النقابة اللي طُلعِت كانت كل المراسلات الدولية ودعوات الحفلات من الدولة تجي لعندي، ما كانوا محسوبين بالجو هنّي، لما تركت أنا يا خسارة، شدّيت أول شي برفيق علي أحمد فأتيتُ به من بعدي مع لائحة كاملة ما كان يشتغل يروح يقعد بقهوة الروضة، ويتصل ويقول إذا عندكن أوراق لأمضيها جيبولي ياهن لهون، أنا مش رايح عالنقابة، فخلال سنتين أظن أنه أتى إلى النقابة مرتين، بعده أتى أنطوان كرباج نقيباً، مع العلم أنه كان هناك قرار بحقه بسبب مخالفة كبيرة مطرود من النقابة لأنو تَرك نقابتو وراح إشتَغَل بهيديك النقابة ضد نقابة الممثلين، ففي النظام الداخلي إزدواجية العمل النقابي تطرده من النقابة راحوا هنّي رَجّعوه تَيَعملوه نقيب… المهم أنه فشل ما طُلع من أمرو شي، بمدّة سنتين ما إجا 3 مرّات عالنقابة، وبعده أتينا بجان قسيس وهلأ ضايعين مين بدن يجيبوا، ما حدا رح يكون أخوت متل ميشال تابت، أنا كنت دَخّل مصاري عالنقابة القرود ما تعرف كيف تدخُل”.
زوجته الثانية منحته الحياة 13 عاما
وتعود تلك القصة إلى شهر تشرين الثاني/نوفمبر عام 2008، حين قررت روزيت أن تتبرع له بإحدى كليتيها، نظراً لمعاناته من أزمة صحية كادت تودي بحياته، إذْ تعطلت كليتاه وإضطر الأطباء إلى أن يعوضوا الأمر بكلية صناعية لم تسعفه حياتياً. وهنا أنقذته زوجته من الموت، بعد أن خضعت لفحوصات طبية، نتج عنها نتائج مبهرة، أشارت إلى أن كليتها تصلح لجسد زوجها، بنسبة مئة بالمئة، فخضعت للجراحة بالفعل، وقالت: “عبرت عن تقديري لزوجي الذي سبقني للتضحية وقدم السعادة لي مع ابنتنا ليلى، فكيف لا أنقذه في لحظة كهذه؟”.
وفاته
توفي ميشال تابت يوم 9 شباط/فبراير عام 2021، عن عمر ناهز الـ91 عاما، بعد صراعٍ مع أمراض مزمنة.
ونعته إبنته ليلى عبر صفحتها على موقع التواصل الإجتماعي، فنشرت صورة والدها، وكتبت: “رح تبقى بقلبي شيخ وبطل …صلّيلي من عندك وبوعدك كلّ يوم احكيك …”.
كما إعتبرت نقابة الممثلين اللبنانيين رحيله خسارة لقامة فنية كبيرة، كونه يشكّل جزءاً من الذاكرة الجماعية الفنية في لبنان، عبر مختلف مجالات التمثيل والمسرح والسينما والدوبلاج.
لم يكن ميشال تابت ممثّلاً عابراً، وفي العمل النقابي كان قدوةً.. غاب “شرير الشاشة” و”رأسها الأبيض”، في عزّ سواد هذه الأيام.
المصدر النشرة فن