صحة

الكوليرا مرض شديد العدوى.. الأعراض وسبل العلاج والوقاية

حالة تفش غير مسبوقة للبكتيريا المسببة للكوليرا وضعت العالم في مأزق، المرض الخطير طال دولا عدة بينها 4 بلدان عربية، فما سبل الوقاية؟.

في أغسطس/آب، هاجمت الكوليرا العديد من المدن السورية وأسقطت مئات الضحايا، ثم في صمت تسللت إلى جارتها لبنان، لتنضما إلى العراق الذي سبقهما في تسجيل أكثر من 1000 إصابة، واليمن التي شهدت تفشيا للمرض يزداد ويخفت لكنه ظل مستمرا منذ أعوام.

على المستوى العالمي، أوقع المرض المعدي مئات الضحايا في نيجيريا وإثيوبيا وهايتي وملاوي وسط حالة تخوف دولي من عودة الكوليرا بقوة لتحصد الأرواح بعد عقود من السيطرة.

ووفقا لتقرير أصدرته منظمة الصحة العالمية في مارس/آذار 2022، فإن الباحثين قدروا أن هناك 1.3 إلى 4.0 ملايين حالة إصابة بالكوليرا كل عام، و21000 إلى 143000 حالة وفاة في جميع أنحاء العالم بسبب هذا المرض.

الكوليرا مرض إسهالي حاد ينتج عن عدوى الأمعاء ببكتيريا الضمة الكوليرية المصلية O1 أو O139، توجد عادة في الماء أو في الأطعمة الملوثة بالبراز من شخص مصاب ببكتيريا الكوليرا.

من المرجح أن تحدث الكوليرا وتنتشر في الأماكن التي تعاني من عدم كفاية معالجة المياه، وسوء الصرف الصحي، وعدم كفاية النظافة.

تعيش بكتيريا الكوليرا أيضًا في الأنهار قليلة الملوحة والمياه الساحلية، وكانت المحاريات التي تؤكل نيئة مصدر للعدوى، وفي حالة الوباء يكون مصدر التلوث عادة براز الشخص المصاب الذي يلوث الماء أو الطعام.

ويمكن أن ينتشر المرض بسرعة في المناطق التي تعاني من عدم كفاية معالجة مياه الصرف الصحي ومياه الشرب، ومن غير المحتمل أن تنتشر العدوى مباشرة من شخص إلى آخر؛ لذلك فإن الاتصال العارض مع شخص مصاب ليس عامل خطر للإصابة بالمرض.

غالبًا ما تكون العدوى خفيفة أو دون أعراض، ولكنها قد تكون شديدة في بعض الأحيان وتهدد الحياة.

ووفقا لمركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن 1 من كل 10 أشخاص يصابون بالكوليرا يعانون من أعراض حادة مثل الإسهال المائي والقيء وتشنجات الساق.

وعند هؤلاء الأشخاص يؤدي الفقد السريع لسوائل الجسم إلى الجفاف والصدمة، وبدون علاج يمكن أن تحدث الوفاة في غضون ساعات.

ما هي أعراض الكوليرا؟

ذكرت منظمة الصحة العالمية أن الكوليرا مرض شديد الخطورة يسبب الإسهال المائي الحاد، ويستغرق الأمر بين 12 ساعة و5 أيام حتى تظهر الأعراض على الشخص بعد تناول طعام أو ماء ملوث.

وحذرت من أنها تؤثر على كل من الأطفال والبالغين ويمكن أن تقتل في غضون ساعات إذا لم يتم علاجها، موضحة أن الغالبية يعانون من أعراض خفيفة أو معتدلة، بينما يصاب أقلية بالأعراض الحادة.

ووفقا لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن الأعراض الحادة للكوليرا في المراحل المبكرة تشمل ما يلي:

– إسهال مائي غزير، يوصف أحيانًا بأنه “براز ماء الأرز”

– التقيؤ

– العطش

– تشنجات الساق

– الأرق أو التهيج

يجب على مقدمي الرعاية الصحية البحث عن علامات الجفاف عند فحص المريض المصاب بالإسهال المائي الغزير، وتشمل:

– سرعة دقات القلب

– فقدان مرونة الجلد

– الأغشية المخاطية الجافة

– ضغط دم منخفض

– الفشل الكلوي (في حالات الجفاف الشديد)

ما هو علاج الكوليرا؟

يمكن علاج الكوليرا بسهولة وبنجاح عن طريق الاستبدال الفوري للسوائل والأملاح المفقودة من خلال الإسهال، حيث يعطى المرضى محلول معالجة الجفاف عن طريق الفم (ORS)، وهو خليط مُعبأ مُسبقًا من السكر والأملاح يُمزج مع لتر واحد من الماء ويُشرب بكميات كبيرة.

المضادات الحيوية تقصر الدورة وتقلل من شدة المرض لكنها ليست بنفس أهمية معالجة الجفاف وفقا للمركز الأمريكي، لكن منظمة الصحة قالت إنه لا يوصى بالإعطاء الجماعي للمضادات الحيوية حيث إنه ليس لها تأثير مثبت على انتشار الكوليرا قد يساهم في مقاومة مضادات الميكروبات.

يحتاج المرضى البالغون إلى ما يصل إلى 6 لترات من أملاح الفموية لعلاج الجفاف المعتدل في اليوم الأول.

تتطلب الحالات الشديدة استبدال السوائل عن طريق الوريد مع الإماهة السريعة المناسبة، لأن هناك وفيات تحدث إذا تركت الحالات دون علاج فوري.

يعتبر الزنك علاجًا مساعدًا مهمًا للأطفال دون سن الخامسة يقلل من مدة الإسهال وقد يمنع النوبات المستقبلية من الأسباب الأخرى للإسهال المائي الحاد.

طرق الوقاية من الكوليرا

قدم مركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها نصائح عديدة للوقاية من الكوليرا، خاصة في الأماكن الموبوءة، وتشمل:

– اشرب فقط المياه المعبأة أو المغلية أو المعالجة كيميائياً أو المشروبات المعبأة أو المعلبة.

– استخدم أقراص معالجة المياه بالكلور وفقًا لتعليمات الشركة المصنعة.

– اغسل يديك كثيرًا بالصابون والماء النظيف، خاصة قبل تناول الطعام أو تحضيره وبعد استخدام الحمام.

– في حالة عدم توافر الماء والصابون، استخدم معقم يدين يحتوي على كحول بنسبة 60٪ على الأقل.

– استخدم المياه المعبأة أو المغلية أو المعالجة كيميائيًا لغسل الأطباق وتنظيف الأسنان وتنظيف وتحضير الطعام وصنع الثلج.

– تناول الأطعمة المعبأة أو المطبوخة حديثًا والتي تقدم ساخنة.

– لا تأكل اللحوم والمأكولات البحرية النيئة أو غير المطبوخة جيدًا، أو الفواكه والخضروات النيئة أو غير المطبوخة جيدًا ما لم يتم تقشيرها.

– التخلص من البراز بطريقة صحية لمنع تلوث مصادر المياه والغذاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى