أخبار كندا

ارتفاع حاد في حالات السل والزهري في مونتريال

تشهد مدينة مونتريال ارتفاعاً مقلقاً في عدد حالات السل والزهري خلال عام 2024، وفقاً لما أفادت به السلطات الصحية في تقرير حديث. وقد أعربت الدكتورة ميلين دروين، المديرة الإقليمية للصحة العامة، عن قلقها الشديد من هذا الوضع، خصوصاً مع تزايد عدد المصابين الذين لا تشملهم تغطية التأمين الصحي الحكومي في كيبيك (RAMQ).

بحسب التقرير، سُجلت في مونتريال 203 حالات إصابة بالسل، بمعدل 9 حالات لكل 100 ألف نسمة، مقارنة بمتوسط 123 حالة سنوياً في الفترة ما بين 2014 و2023 (6 حالات لكل 100 ألف). وتُعد هذه الأرقام الأعلى خلال العقد الأخير.

وأكدت الدكتورة دروين أن ما يقرب من 48% من المصابين بالسل في مونتريال خلال عام 2024 لم يكونوا مشمولين بأي تأمين صحي حكومي، مقارنة بنسبة 9% فقط عام 2015، ما يعقّد عملية الفحص والتشخيص والمتابعة والعلاج.

ورغم توفر برامج صحية فد رالية للاجئين وطالبي اللجوء، وتأمينات خاصة للطلبة الدوليين، إلا أن العديد من الحواجز الإدارية والمالية لا تزال تعيق حصول هؤلاء المرضى على العلاج، لا سيما أن مرض السل يُعتبر حالة صحية موجودة مسبقاً، وغالباً ما يُستثنى من التغطية التأمينية الخاصة.

من جانبها، ترى الدكتورة جينيفييف بيرجيرون، المسؤولة الطبية عن الوقاية والسيطرة على الأمراض المعدية في مونتريال، أن الوضع يتطلب تدخلاً عاجلاً. وأشارت إلى أن بعض الأطباء يضطرون لتقديم خدمات مجانية، بالإضافة إلى متابعة مئات المخالطين المحتملين لكل حالة.

ودعت الدكتورة دروين حكومة كيبيك إلى إطلاق برنامج شامل لعلاج ومتابعة مرضى السل، أسوةً بمقاطعات مثل أونتاريو وبريتش كولومبيا وألبرتا ومانيتوبا، التي توفر تغطية صحية كاملة لجميع المرضى بغض النظر عن وضعهم التأميني. وأكدت أن التكلفة الباهظة لمتابعة المرضى غير المشمولين بالتأمين تشكل عبئاً كبيراً على الصحة العامة، وأن برنامجاً شاملاً سيسهم في حماية السكان بكفاءة أكبر.

وفي سياق متصل، ارتفعت أيضاً حالات الإصابة بمرض الزهري في مونتريال، حيث ارتفع العدد من 348 حالة عام 2014 إلى 556 حالة عام 2024، بزيادة قدرها 60% خلال عقد من الزمن.

وأوضحت الدكتورة بيرجيرون أن المرض كان في السنوات الماضية يتركز لدى الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال، إلا أنه بدأ مؤخراً بالانتشار أيضاً بين الفئات ذات العلاقات الجنسية المغايرة، وخصوصاً النساء في سن الإنجاب.

وتحذر الصحة العامة من خطورة انتقال الزهري من الأم الحامل إلى الجنين، مما قد يؤدي إلى مضاعفات صحية شديدة أو حتى الوفاة. وتشير الإحصاءات إلى أن 25% من حالات الزهري الـ17 التي سُجلت في مونتريال بين عامي 2020 و2023 كانت مميتة.

وأكدت الدكتورة دروين أن هذه الحالات يمكن الوقاية منها بسهولة عبر الفحص المبكر والرعاية الصحية المناسبة، لكنها تُصيب في الغالب فئات مهمشة لا تحصل على الرعاية في الوقت المناسب.
وأوضحت أن العلاج المبكر أثناء الحمل يُقلل بشكل كبير من احتمال إصابة المولود بالزهري الخلقي.

ورغم انتهاء موجات تفشي الحصبة في كيبيك عامي 2024 و2025، إلا أن السلطات الصحية لا تزال تضع هذا المرض تحت المراقبة، خصوصاً بعد تسجيل أونتاريو أكثر من 1400 حالة بين أكتوبر 2024 ومايو 2025.
وأشارت الدكتورة دروين إلى أن مونتريال لا تزال عرضة لتفشي محتمل، مؤكدة أن التطعيم يبقى الوسيلة الأفضل للوقاية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى