الميلادمناسبات

ريما المقداد

مديرة شركة معلوماتية

ريما المقداد: في الميلاد أقرأ سورة مريم وأختبر مشاعر أم ثمرة بطنها غيّر وجه العالم الى الأبد

يختلف معنى عيد الميلاد وروحانيته باختلاف المحتفلين به وخلفيتهم المجتمعية والدينية. بالنسبة لي، لا أرى في العيد  ليلة أو مشروع سهرة أو…، إنه حالة نعيشها بكليتها، هكذا هي تربيتي في بيتنا الوالدي، حيث كان أهلي يحرصون على إعطاء كل عيد أهميته الخاصة ونكهته المتميزة وعلى تنوعه، كل الأعياد كانت عيدنا، وكل المناسبات تخصنا، نحتفل بها دون أي تمييز، مع حرص أبي على بث روحية كل عيد ومعناه الحقيقي في نفوسنا.

أعيش هذه الفترة من السنة بتأمل وسلام، أستعيد خلالها أحداث العام الذي يشارف على الإنتهاء، أعتبر من دروسها، وأستذكر الأشياء الممتنة لها، أنا ربما لا أصلي ولا أصوم كما يفترض بعض البعض، لكن هذا الموضوع لا يهمني فالله يعلم، وأنا أراه في كل ما أفعل، وأعلم أنه يراني وبعين الوالد الأمين.

من عاداتي في أيام العيد أن أقرأ سورة مريم وأختبر لحظات ولادة السيد المسيح ومشاعر أمٍّ،  ثمرة بطنها غيّر وجه العالم الى الأبد.

لا يختلف العيد في منازلنا عن بقية البيوت: فتقوم  العائلة  بتزيين الشجرة ونتحضّر لاستقبال يسوع، وكل سنة تزداد الزينة بذكريات السنين الماضية، تتوالى الدعوات بين الأصدقاء، ونعيش “عجقة” و بهجة العيد. لكن تبقى ليلة الميلاد للعائلة فقط، أتصل بعائلتي الكبيرة المتفرقة في أصقاع العالم، أتأمّل ببلد تليق به كل الأعياد لكن ظروفه حرمت أبنائه منه، هي غصة العيد في كل عام، وجعٌ بَلْسَمه الوحيد، رجاء اللقاء قريبًا.

نجتمع وككل عام وعائلة شقيق زوجي، هم عائلتي في كندا، على مائدة لبنانية مطعّمة بنكهات كندية لذيذة، نستذكر أحبة غابوا أو ابتعدوا ونستعرض ذكريات جميلة نتحسر فيها اللقاء الذي لما زلنا نتمناه قريبا.

وعند منتصف الليل يحين موعد الهدية الثابت، الكبار والصغار في ترقب، أما التقليد الميلادي المتّبع في بيتنا، ومذ تعلم إبني البكر القراءة، أن تكون الهدية  كتاب نعرف مسبقًا رغبة المهدى إليه أنه يود ان  يبدأ عامه  به، في الحقيقة، إنها  أحب الهدايا إلى قلبي، والأصعب اختيارًا. في هذه اللحظات أرفع راسي نحو السماء، لأسأل والدي: هل أكملت الرسالة؟ هل زرعت في أولادي معنى العيد الحقيقي كما فعلت أنت؟ هل يعرف أولادي معنى المحبة والقناعة والإنفتاح التي أردتها دومًا لنا؟

وفي هذه المناسبة أود أن أتشارك معكم  ترتيلتي المفضلة

ليلة الميلاد يُمحىَ البُغضُ      ليلة الميلاد تزهرُ الأرضُ     

ليلة الميلاد تُبطلُ الحربُ     ليلة الميلاد يَنبِتُ الحُبُ

أعاده عليكم جميعًا بحبٍّ كبيرٍ في قلوبكم، فالله محبة، والخير محبة والحياة محبة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى