مناسبات

عارف سالم

عضو مجلس بلدية مونتريال عن دائرة سان لوران

عارف سالم:  في الميلاد نعيش فرح العطاء والإيمان الحقيقي

عيد الميلاد هو العيد الذي نعيش فيه الفرح الحقيقي والعطاء الممزوج بالمحبة، فيه تتشابك الأيادي لانتشال ما تبقّى من أمل في نفوس من فقدوه، وتتلاحم العزائم لمساعدة كل محتاج بغض النظر عن أي لون أو دين أو عرق.

في هذه الفترة من السنة، أعيش فرحًا لا يمكن وصفه أو التعبير عنه، وعلى رغم التعب المضاعف الذي أعيشه جرّاء واجباتي العملية كموظف في الشأن العام، إلا أنني أعيش فرح العطاء والإيمان الحقيقي، خصوصًا مع من يحتاجني، فأختبر ذاتي أكثر وأعيش مسيحيتي وفق تعاليم ملك المجد يسوع المسيح.

في صغري، وككل الأطفال، لطالما كان العيد مرتبطًا بـ بابا نويل، ولطالما كنا ننتظره في بيتنا الوالدي في لبنان، نتكهّن هداياه المعطّرة بالحب والمحبة، وكم كانت عيوننا تقاوم النوم على أمل استقباله والترحاب به، فيغلبنا النعاس لنصحو باكرًا على هيصات بعضنا البعض من مفاجآته الطفولية، حتى أنني أذكر في واحدة من سنوات الإنتظار، استيقظنا على فاجعة حرماننا من الهدية، فكانت المصيبة الأكبر في حياتنا لنعود ونكتشف مخبأها معلّلين الوضع إلى مزحة منه أو لعبة جديدة أراد أن يلعبها معنا، فعادت الحياة الى محيّانا، ومع الوقت تعلّمت أهم دروس الحياة “اننا في صغرنا كنا نعيش فرح الأخذ، أمّا مع العمر والنضوج فبتنا نعيش فرح العطاء ومن دون حدود”.

لا أنتظر هدية مادية ولا تعنيني إطلاقًا، فسعادة من حولي ومن يحتاجني هي أكبر الهدايا عندي، وأستطيع القول أنني ومن خلال عملي الذي أُلخّصه بحب الخدمة وواجبها أعيش السلام الداخلي المنبثق عن عيش تعاليمي المسيحية والمتمثّل بالمساعدة والعطاء وحب الآخر دون قيد أو شرط.

أمّا لمن أقدم هدية العيد، فأقولها وبالفم الملآن ليتني أستطيع أن أهدي العالم بأسره سعادة وأمل، مع تخصيص هدية لأولادي تلبّي احتياجاتهم لمواكبة العصر وتعمل على تحفيز قدراتهم ومواهبهم وتنميتها على أن تكون ضمن الإمكانات المادية المتاحة ومن دون “تفشيخ” ع اللبناني.

أولادي أغلى هدايا الله وأثمنها، وإحساس الأبوّة الذي أعيشه معهم لا يضاهيه إحساس في العالم لا بالرقي ولا بالعطاء اللامتناهي.

وفي الختام أطلب من الرب يسوع أن يحفظ عائلتي من كل شر، يعطي السلام لكل العالم وينقذ لبناننا من كل الشرور.

ميلاد مجيد وعام سعيد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى