جاليات

الاب ايلي يشوع في القداس الالهي لراحة نفوس شهداء كنيسة مار إلياس -دمشق :كنيستكم لم تُهدم، بل تعمّدت بالدم

أقيم في كاتدرائية مار افرام للسريان الكاثوليك في لافال  -كندا قداس الهي عن راحة نفوس شهداء مجزرة كنيسة مار الياس  في حي دويلعة في مدينة دمشق ،حضره حشد من المؤمنين ومن ابناء الجالية السورية الذين شاركوا بالصلاة والخشوع تضامنًا مع عائلات الشهداء وتكريمًا لأرواحهم.

ترأس الذبيحة الالهية الاب ايلي يشوع الذي قدم التعازي بداية باسم سيادة المطران بول ناصيف راعي ابرشية كندا للسريان الكاثوليك  وباسمه الشخصي  للمسؤؤلين الروحانيين والأهالي المفجوعين في سوريا.

في عظته الروحية، توجّه الاب يشوع بكلمة مؤثّرة إلى المؤمنين قائلاً:”أيها الإخوة، اليوم نُحيي ذكرى شهداء كنيستنا، ونرفع الصلوات لراحة أنفسهم، ونسأل الله الشفاء للمصابين. وباسم سيادته، نتقدّم بأحرّ التعازي إلى المسؤولين الروحيين والأهالي المفجوعين.”

وأضاف:”من قلب الجرح، ومن عمق الألم، نصرخ: يسوع حيّ! إنّ تفجير كنيسة مار إلياس لم يكن مجرد استهداف لحجارة، بل محاولة لاغتيال الرجاء. لكننا نؤمن بأن إيماننا ليس مبنيًّا على حجر بل على صخرة، وهذه الصخرة هي يسوع المسيح الذي قال: لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد، لأن النفس لا يقدرون أن يقتلوها.”

وأردف قائلاً:”نحن اليوم، كالتلاميذ بعد الصليب، نرى دمًا ودمارًا وخوفًا، لكننا بعين الإيمان نرى القبر فارغًا، ونسمع صوت يسوع يقول لنا: طوبى لكم إذا عيّروكم واضطهدوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلي كاذبين. افرحوا وتهلّلوا، لأن أجركم عظيم في السماوات.

وتابع يقول :”هُم يظنّون أن السلاح يخرس الإيمان، لكننا نؤمن بأن دماء الشهداء هي البذرة الأولى للكنيسة. كل قطرة دم نزفت في كنيسة مار إلياس هي صرخة حبّ جديدة تقول: يسوع هو الرب، والموت لا يملك الكلمة الأخيرة ،روحانية المسيح لا تهتزّ، ليس لأنها لا تتألم، بل لأنها تعلم أن الصليب ليس النهاية، بل بداية القيامة. الرب لم يخفِ عنّا الطريق، بل قال بوضوح: في العالم سيكون لكم ضيق، ولكن ثقوا: أنا قد غلبت العالم ،داعيا الحاضرين إلى عدم الردّ على الشرّ بالشر، بل بالمحبّة والثبات والصلاة، مشيراً إلى خطورة الخطاب المتشنّج عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقال:
“المسيح قال: أحبّوا أعداءكم، وصلّوا لأجل الذين يضطهدونكم. لا تردّوا بالحقد، بل بالشهادة. كنيستكم لم تسقط، بل تعمّدت بالنار كما الرسل يوم العنصرة. وأنتم لستم ضحايا، بل شهود. شهود لحقيقة واحدة: المسيح قام، والمحبّة لا تموت.”

وفي ختام عظته، حيّا الاب يشوع جميع من يحملون اسمي القديسين بطرس وبولس، وخصّ بالذكر سيادة المطران مار بولس انطوان ناصيف راعي الابرشية والمطران بطرس ملكي مؤسس الرعية، قائلاً:”هذان العَمودان العظيمان في الكنيسة لم يشهدا للمسيح بالكلام فقط، بل بالدم والحياة والموت. يسوع لم يأتِ ليمنح راحة زائفة، بل سلامًا حقيقيًا يولد من الحق، ويدعونا لنحمل صليبنا لا أن نهرب منه.يسوع جاء لا ليشرذم، بل لينقّي. جاء ليضع سيفاً في أيدينا، لا للضرب، بل للاختيار. فهل نختار الصليب، الحق، والمحبّة، مهما كان الثمن؟”

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى