تطور لافت.. روسيا تسحب قواتها من البلدات المقابلة لخيرسون على ضفة نهر دنيبرو
قال الجيش الأوكراني (الخميس 1-12-2022) إن روسيا سحبت بعض قواتها من بلدات على ضفة نهر دنيبرو المقابلة لمدينة خيرسون، وذلك في أول تقرير رسمي أوكراني عن انسحاب روسي لما أصبح الآن خط المواجهة الرئيسي في الجنوب.
ومنذ أن تخلت روسيا عن خيرسون الشهر الماضي، بعد تسعة أشهر من غزوها لأوكرانيا، أصبح النهر يشكل الآن الجزء الجنوبي الكامل للجبهة.
وطلبت روسيا بالفعل من المدنيين إخلاء البلدات الواقعة على بعد 15 كيلومترا من النهر وسحبت إدارتها المدنية من نوفا كاخوفسكا على ضفة النهر. وقال مسؤولون أوكرانيون في وقت سابق إن روسيا سحبت بعض المدفعية قرب النهر إلى مواقع أبعد أكثر أمانا، لكن حتى الآن لم يصلوا إلى حد القول بأن القوات الروسية تنسحب من البلدات.
وقال الجيش “لوحظ انخفاض في عدد الجنود الروس والمعدات العسكرية في بلدة أوليشكي”، مشيرا إلى البلدة المقابلة لمدينة خيرسون على الجانب البعيد من الجسر المدمر فوق دنيبرو.
وأضاف “سحب العدو قواته من بلدات معينة في مقاطعة خيرسون وتم نشرها في مناطق غابات على طول هذا الجزء من طريق أوليشكي-هولا بريستان السريع”، مشيرا إلى مسافة يبلغ طولها 25 كيلومترا من الطريق عبر المدن المطلة على النهر والمنتشرة في الغابات على الضفة المقابلة لمدينة خيرسون.
وأردف أن معظم القوات الروسية في المنطقة تم حشدها في الآونة الأخيرة من جنود الاحتياط، موضحا أن القوات الروسية المحترفة عالية التدريب غادرت المنطقة بالفعل.
ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من صحة التقرير.
وعلى صعيد منفصل، شددت أوكرانيا إجراءات الأمن في بعثاتها الدبلوماسية حول العالم اليوم الخميس بعد انفجار قنبلة، وصلت في طرد بريدي، إلى سفارتها بمدريد، وهي واحدة من عدة عبوات تم إرسالها إلى أهداف في إسبانيا، بما في ذلك إلى رئيس الوزراء بيدرو سانتشيث.
وقال السفير سيرهي بوهورلتسيف لموقع يوروبيان برافدا الإخباري الأوكراني إن الطرد المشبوه الموجه له، فتحه خارج المبنى القائد الأوكراني لأمن السفارة الذي أصيب في الانفجار.
وأضاف “بعد فتح الصندوق وسماعه نقرات متتالية، ألقى به فحدث الانفجار. وعلى الرغم من عدم إمساكه الصندوق وقت الانفجار أُصيب القائد في يديه وبارتجاج في المخ”.
ساحة قتال
تدخل حرب أوكرانيا مرحلة جديدة لا هوادة فيها مع بداية أول شتاء منذ الغزو الروسي في 24 فبراير شباط.
وبعد انسحابها من الجنوب في نوفمبر تشرين الثاني، ركزت موسكو قوتها النارية على جزء من خط القتال الأمامي في الشرق قرب مدينة باخموت حيث يُعتقد أن مئات الجنود يموتون يوميا في بعض من أشرق المعارك وأكثرها دموية في الصراع. ولم يعلن أي من الجانبين عن مكاسب تذكر فيما يتعلق بالسيطرة على أراض جديدة.
وأفادت القوات المسلحة الأوكرانية بأن عددا من المدن على خطوط القتال الأمامية بالمنطقة يتعرض لقصف شديد.
وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي في خطاب بثه التلفزيون الليلة الماضية “نحلل نوايا المحتلين ونُعد إجراءات مضادة، إجراءات مضادة أشد مما هو عليه الحال الآن”.
وذكر دينيس بوشيلين، رئيس الإدارة التي عينتها روسيا في المناطق المحتلة من إقليم دونيتسك، أن من المتوقع حدوث تبادل للأسرى في وقت لاحق من اليوم الخميس بحيث يُطلق كل جانب سراح 50 أسيرا.
ولا تجرى محادثات سياسية حاليا لإنهاء الحرب التي شنتها روسيا ووصفتها بأنها “عملية عسكرية خاصة” هدفها نزع سلاح جارتها والقضاء على القادة الذين تصنفهم قوميين خطرين. وتصف كييف والغرب الحرب بأنها استيلاء على الأرض بطريقة استعمارية أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من المدنيين الأوكرانيين والجنود من كلا الجانبين.
وتشن روسيا أيضا منذ أوائل أكتوبر تشرين الأول هجمات ضخمة بصواريخ وطائرات مسيرة كل أسبوع تقريبا في جميع أنحاء أوكرانيا لتعطيل إمدادات الطاقة والمياه والتدفئة. وتقول كييف والغرب إن هذه الهجمات تهدف إلى إلحاق الضرر بالمدنيين، وهو ما يشكل جريمة حرب.
ودافع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عن هذه الضربات اليوم الخميس قائلا إن موسكو تستهدف البنية التحتية المدنية الأوكرانية لمنع كييف من استيراد أسلحة غربية. ولم يوضح كيف يمكن لمثل هذه الهجمات أن تحقق هذا الهدف.
وأضاف لافروف “نعطل منشآت الطاقة (في أوكرانيا) التي تسمح لكم (الغرب) بضخ أسلحة فتاكة في أوكرانيا لقتل الروس”.
ودعا الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع إلى إنشاء محكمة خاصة لمحاكمة المسؤولين الروس المتهمين بشن العدوان وارتكاب جريمة حرب متمثلة في الاعتداء على دولة أخرى بدون مبرر. ورفض الكرملين هذه الدعوة اليوم الخميس.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في إفادة للصحفيين عبر الهاتف اليوم الخميس “بالنسبة لمحاولات إنشاء محكمة بشكل ما. لن تكون شرعية ولن نقبلها وسنندد بها”.
وقالت شركة الطاقة النووية الأوكرانية اليوم الخميس إنها أقالت مهندسا كبيرا في محطة زابوريجيا للطاقة النووية لتعاونه مع روسيا، وذلك بعد يوم من إعلان موسكو أنه تمت ترقية المهندس يوري تشيرنيتشوك ليصبح المدير الجديد للمحطة.
وقالت روسيا في أكتوبر تشرين الأول إنها سيطرت على المحطة الواقعة في الأراضي الخاضعة لسيطرتها على نهر دنيبرو لكن تشغيلها لا يزال بيد مهندسين أوكرانيين. وتقول كييف إن المحطة لا تزال مملوكة لأوكرانيا وإن استيلاء روسيا عليها غير قانوني.