الياس الرحباني “امير اللحن والوتر” …رحل
رحل.هو الرحيل بكل قسوته عاد إلينا، وكأن العام الجديد أبى أن يحطّ رحاله على دنيانا دون أن يحلّ ضيفا ثقيلا فيخطف أحد أهم أعمدة الفن والموسيقى في لبنان، ثالث الأخوين الرحباني … إلياس.
رحل هذا الأنيق في خُلُقه، المبدع فيموسيقاه، المتميّز بخفّة روحه وتواضعه. فنعته نقابة الفنانين المحترفين في لبنان عبر تويتر كاتبة ” مع فيض الأسى في القلوب، والحزن في العيون، تنعى نقابة الفنانين المحترفين في لبنان، وسيد ساحات الابداع في الوطن العربي والعالم. أمير اللحن والوتر الموسيقار الياس الرحباني رحمه الله وأسكنه فسيح جنّاته”.
ورغم الرحيل سيبقى “طير الوروار” صادحا بموسيقاه. ولن تنساه ذاكرة الوطن طالما أيقظت “حنا السكران” من حلمه نإبنة الجيران، وكلّما ترقرقت عينا “عمّي بو مسعود” الكبار والسود بلحن الاشتياق. سنذكره كلّما مرّ “عازف الليل” بألحانه على”حبيبتي” فأنسنا بها ب “دمي، دموعي وابتسامتي” وغيرهم الكثير.
كما نعاه الناقد الفني جمال فيّاض قائلا: “رحل اليوم جزء جميل من مجد لبنان” وذلك عن عمر ناهز ال 83 عاما، بعد أن قدّم للعالم المئات من الأعمال الموسيقية الخالدة لا بل الالاف منها، وقد أسهمت كلّها دون استثناء برفع اسم لبنان عاليا كما أغنت مكتبة الفنون العربية بالإبداع الراقي.
أمّا الجوائز والتكريمات التي نالها خلال مشواره الفني هي كثيرة، لكنه يبقى هو أحد أعظم النياشين وأجملها على صدر هذا الوطن. فهو ما كان إنسانا عاديا، بل موسوعة موسيقية وفنّية عرفها لبنان على وجه الخصوص والعالم أجمع، بحيث لحّن أكثر من 2500 أغنية ومعزوفة، ألفان منها عربية. كما ألّف 25 موسيقى تصويرية لأفلام منها مصرية ومسلسلات، ومعزوفات كلاسيكية على البيانو. “.
غنّت من أعماله الأيقونة “فيروز” والفنانة “صباح” وكل من الفنانين وديع الصافي، ملحم بركات، نصري شمس الدين، والماجدة ماجدة الرومي. كمّا غنّت من كتابته وألحانه وتوزيعه “بدّي عيش” الفنانة هيفا وهبة.
كذلك أنتج وألَّف مسرحيات عدّة، منها: “وادي شمسين”، “سفرة الأحلام”، “إيلا”. وفي الشعر كتاب ” نافذة العمر”.
وفي عام 2001 قدّم نشيد الفرانكفونية كتحية لـ52 بلداً شارك في القمة الفرانكفونية .
أمّا تاريخ 4 كانون الثاني 2021 فسيبقى محفورا بذاكرة عشّاق الفن الرحباني الى الأبد لأنّ فيه سقطت آخر حبّات الصف الأول من عنقود العائلة الرحبانية
كتبت سوزان هيكل