لا تعد فوائد الحركة البدنية النشيطة للصحة العامة سرًا ولا هي اكتشاف جديد من نوعه، إنه منذ أكثر من 2500 عام قال الفيلسوف اليوناني الشهير أفلاطون إن “قلة النشاط تدمر الحالة الجيدة لكل إنسان، بينما تنقذها الحركة والتمارين البدنية المنهجية وتحافظ عليها”. وفي السنوات الأخيرة، كشف العلم كثيرًا عن الأسباب وراء الفوائد الجيدة للنشاط البدني للعديد من أعضاء جسم الإنسان. كما كشفت بعض الدراسات والفرضيات الحديثة أن التمارين البدنية تمنح العقل دفعة من الطاقة، بحسب ما نشره موقع “Psychology Today”.
سر الهرمونات
إن مجرى الدم البشري مغمور بالهرمونات كجزء من نظام الغدد الصماء. تتوسط هذه الهرمونات الوظيفة في كل نظام تقريبًا يمكن أن يخطر على البال، بما يشمل الروابط المهمة بين العضلات والدماغ. إن الهرمونات مفيدة بشكل خاص في إرسال الإشارات لأنها علامات على النشاط الوظيفي في جميع أنحاء الجسم.
ولكن حتى وقت قريب، لم يكن هناك فهم جيد حقًا لكيفية التصنيف والنظر في تقدير كيف تكون الإشارات من أنسجة العضلات أكثر نشاطًا أثناء الحركة وكذلك المخ.
أحد أنماط النشاط الهرموني
إن إشارات الغدد الصماء من الأجهزة الطرفية، مثل العضلات الهيكلية، وكذلك أنظمة الأعضاء المتعلقة بتوفير طاقة النشاط، مثل الكبد والأنسجة الدهنية، تتوسط في تأثيرات التمارين الرياضية على الدماغ، والتي يطلق عليها بعض العلماء تسمية “إكزيركانينز” exerkines، وهو نمط مُجهد من النشاط الهرموني.
وبات من المعروف الآن أن “إكزيركانينز” من الكبد والأنسجة الدهنية والعضلات الهيكلية النشطة تؤثر بشكل مباشر على وظيفة الميتوكوندريا – محولات الطاقة الخلوية في جسم الإنسان – في الدماغ، وفقًا لما تم تلخيصه في نتائج مراجعة علمية، أجراها باحثون من جامعة جورجيا، والتي توصلت إلى الأدلة العلمية حول الصلة بين “إكزيركانينز” والنشاط البدني.
الميتوكوندريا القوية في العقل
قال الباحثون إن “نشاط الميتوكوندريا يلعب دورًا محوريًا في تنظيم استقلاب الطاقة العصبية والنقل العصبي وإصلاح الخلايا والمحافظة عليها في الدماغ”، مرجحين أن فائدة النشاط على الوظيفة المعرفية والمقاومة المحتملة للأمراض والتدهور ربما تأتي من الـ”إكزيركانينز”، التي تعمل من خلال التأثير على ميتوكوندريا الدماغ لتحسين وظائف المخ.”
وبالتالي، فإن التنقل ينشط ويولد إشارات هرمونية وعصبية تربط الأنظمة الخلوية عبر الجسم والدماغ. تؤثر الحركة البدنية النشطة على العقل من خلال نشاط الميتوكوندريا وهو ما يعد أحدث مثال على الفهم العلمي المُحسن لكيفية عمل الجسم البشري ويؤكد على أهمية الحركة البدنية النشطة وممارسة الرياضة.
