جاليات

البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان يحتفل بالقداس الإلهي للمرّة الأولى في كاتينو

 احتفل غبطة  البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي للمرّة الأولى على مذبح كنيسة مار بولس السريانية الكاثوليكية الجديدة في كاتينو – أوتاوا، كندا،عاونه صاحبُ السيادة مار فولوس أنطوان ناصيف الأكسرخوس الرسولي في كندا، المونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، المونسنيور أندراوس حبش كاهن رعية سيّدة النجاة في نيوجرسي، الأب فادي عطالله كاهن الرعية، الأب إيلي يشوع كاهن رعية مار أفرام في لافال – مونتريال، الأب ربيع خبّاز القادم حديثاً من أبرشية حمص ولفيف من شمامسة الرعية والجوق، حضره حشد من المؤمنين من ابناء الرعية.
وفي عظته التي حملت عنوان “إثبتوا فيّ وأنا فيكم”، أشار غبطته إلى أنّ “هذا ما سمعناه من إنجيل يوحنّا، حيث يكرّر الرب يسوع: إثبتوا في محبّتي، بدوني لا تستطيعون أن تفعلوا شيئاً. ويشبّه أيضاً ثبات التلاميذ به بثباته هو بالآب وبمحبّته للآب.  فيسوع يتكلم عن شراكة روحية حقيقية بيننا وبينه وبيننا وبين الآب السماوي من خلال يسوع. كيف حقيقةً نحن في حياتنا الأرضية، بما فيها من مشاكل وهموم وصعوبات، كيف لا نفرح عندما نسمع كلام الرب يسوع يقول لنا: أثبتوا في محبّتي… وهكذا تستطيعون أن تجدوا الراحة لقلوبكم والفرح لنفوسكم”.
ولفت غبطته إلى أنّ “هذا الشيء يجب أن يذكّرنا أنّنا نبقى شعب الفرح والرجاء مهما كانت صعوبات حياتنا ،صحيح كلّنا تغرّبنا من أرض آبائنا وأجدادنا، ولم نكن نفكّر أن ننسلخ عن هذه الأرض، لكنّ ربّنا بحكمته الإلهية أرادنا هنا في كندا، في كيبيك وكاتينو وأوتاوا وتورونتو وسواها، ليؤكّد لنا أنّ علينا أن نظلّ تلاميذه، ولا يجب أن نخجل به أمام الآخرين، فهو المخلّص، ولو أنّنا نرى المجتمع الذي نعيش فيه وقد أصبح علمانياً ومادّياً، وقد تطوّرت فيه التقنيات كثيراً، حتّى يجعلنا هذا الأمر نفكّر أنّه ليس هناك شيء نبحث عنه في السماء، وأنّ كلّ شيء مؤمَّن لنا هنا على الأرض. لا، يذكّرنا يسوع أنّ دعوتنا هي أن نتطلّع إلى السماء، إلى فوق”.
ونوّه غبطته إلى أنّ “اليوم هو يوم تاريخي بالنسبة لنا وبالنسبة لسيادة أخينا المطران مار فولوس أنطوان وللآباء الكهنة ولكم، لأنّ الرب أنعم عليكم أخيراً بكنيسة تستطيعون أن تسمّوها كنيستكم، ويستطيع الشباب أن يجتمعوا فيها مستقبلاً ويتعارفوا فيها، ويمضوا أوقات فرح معاً ويفتخروا بها، كما ستظلّون أنتم تفتخرون أنّكم بذلتم التضحيات، واستجاب الرب إلى تضحياتكم وصلواتكم كي تكون لكم كنيسة هي الكنيسة الشرقية الوحيدة هنا في كاتينو، والتي ستجمع أولادنا القادمين من الشرق ومن أيّ بلد كانوا، من لبنان وسوريا والعراق ومصر وتركيا والأراضي المقدسة والأردن وسواها”.
مذكّرا  “أنّ المسيحيين في الشرق هُجِّروا وتبذّروا في مناطق كثيرة، لكنّكم هنا تقدرون أن تلتقوا على الأقلّ معاً، وأن تُقوُّوا وتشجّعوا وترشدوا بعضكم البعض، وأن تكونوا شهوداً للرب يسوع المسيح بإيمانكم الحيّ، فلا تكفي الأقوال، لكن يجب أن تعيشوا حياةً مسيحيةً حقيقية”.
وتوجّه غبطته إلى المؤمنين بالتهنئة “على هذا الإنجاز التاريخي الذي حصلتم عليه، ونسألكم أن تكونوا مع كهنتكم الذين يخدمونكم روحياً، كما سمعنا من الرسالة إلى العبرانيين، إذ أنّ الآباء ينصحون أولادهم ويربّونهم ويوجّهونهم، فكم بالأخرى علينا أن نعرف أن نستمع إلى آبائنا الروحيين الذين عليهم أن يوجّهونا نحو المسيح. ونحن نفتخر بأنّ لدينا شباب وأولاد، وعليكم أن تؤسّسوا دائماً عائلات صالحة، وتكونوا حقيقةً على مثال العائلة المقدسة، عائلة مؤلَّفة من رجل وامرأة، من أب وأمّ، وأولاد، وأن تكونوا حقيقةً مثال العائلة في هذا المحيط الجديد على الكثيرين منكم، والذي لربّما تجابهون فيه الكثير من الصعوبات والتحدّيات”.
وختم موصياً الشباب “ألا ينسوا أنّ أهلهم ضحّوا وبذلوا ذواتهم من أجلهم، كي يتمكّنوا من المجيء إلى هنا والعيش حياةً حرّةً وكريمةً، ودائماً بمحبّة الرب يسوع مخلّصنا”.

المطران أنطوان ناصيف

وكان سيادة المطران مار فولوس أنطوان ناصيف قد ألقى كلمة رحّب فيها بغبطته، معبّراً عن الفرح الكبير بهذه المناسبة التاريخية: “أهلاً بكم يا صاحب الغبطة في بيتكم وبين أبناء رعيتكم التي تباركونها اليوم، فالجميع متلهّف لرؤيتكم ونيل بركتكم، وقد شئتم أن تزوروا هذه الرعية رغم اتشغالاتكم الكثيرة في هذه الزيارة الخاصّة، كي تعاينوا هذا الإنجاز وهذه الكنيسة المباركة”.
وتابع : “نتهلّل بقدومكم وزيارتكم، وقد أردتم أن تكونوا معنا في هذه الرعية المباركة وتفرحوا بإنجاز هذه الكنيسة، فزيارتكم يا سيّدنا هي زيارة الأب والرأس والراعي”، شاكراً “المونسنيور حبيب مراد على كلّ أتعابه في التحضير لهذه المناسبة، وأعماله الكثيرة في خدمة البطريركية، وكاهن الرعية الأب فادي عطالله، والآباء الكهنة الحاضرين: الأب أندراوس حبش، والأب ربيع خبّاز، والأب إيلي يشوع”.
وأضاف قائلا : “لقد رنّمنا لكم، يا صاحب الغبطة، خلال دخولكم إلى الكنيسة في نشيد استقبال رؤساء الأحبار: “تشبه بولس بكلّيتك”، فعلاً فغبطتكم تشبهون بولس، تطوفون في كلّ مكان كما كان يفعل بولس، وتنشرون الرسالة المقدسة، بشارة السلام والمحبّة والفرح، وتثبّتون المؤمنين، وتشجّعونهم على نشر البشارة والحفاظ على الإيمان رغم التحدّيات والمعوقات”.
وختم  “نجدّد الترحيب بكم يا صاحب الغبطة، ونسأل الرب أن يديمكم بالصحّة والعافية، ويقوّيكم ويبارك أعمالكم ورعايتكم للكنيسة في هذه الظروف الصعبة”.
وبعدما منح غبطته البركة الختامية، استقبل المؤمنين الذين نالوا بركته والفرح يغمر قلوبهم بهذه الزيارة الأبوية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى