إقتصاد

أسعار الفحم في الصين إلى أعلى مستوياتها في 6 أشهر

تقترب أسعار الفحم في الصين من أعلى مستوياتها منذ 6 أشهر مع دخول موسم الطلب على التدفئة في فصل الشتاء، ما يشير إلى أن السلطات الصينية تضاعف جهودها لتأمين إمدادات الطاقة، بعد أن تجنبت الصين أزمة انقطاع حاد للكهرباء خلال فصل الصيف.

ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن شركة «فينجكوانغ كول لوجيستيكس» قولها إن سعر الفحم الحراري في ميناء شينهوانغداو وصل إلى أكثر من 1000 يوان للطن، وهو أعلى مستوى منذ أبريل (نيسان) الماضي تقريباً، عندما أدى التفاؤل بتعافي الاقتصاد الصيني إلى توقع ارتفاع الطلب على الطاقة.

وعلى الرغم من تدهور الأوضاع الاقتصادية في الصين بشكل حاد خلال الأشهر الماضية، فإن المحللين في البنوك الاستثمارية الأميركية ما زالوا يتوقعون عودة الاقتصاد إلى الانتعاش. وبالفعل، فقد سجل نشاط قطاع الصناعات التحويلية في الصين عودة للنمو خلال الشهر الماضي، بينما من المتوقع أن تشير بيانات نشاط الائتمان في الصين المقرر صدورها خلال الأسبوع الحالي إلى انتعاش الاقتصاد.

ووفق خدمة «بلومبرغ إيكونوميكس» للتحليلات الاقتصادية، فإن أسعار الفحم الحراري آخذة في الارتفاع منذ نهاية أغسطس (آب) الماضي، ما يشير إلى استهلاك قوي للكهرباء حتى بعد انتهاء موسم ذروة الطلب في الصين. وفي الوقت نفسه، يتراجع إنتاج الفحم المحلي في الصين بسبب تشديد الرقابة على عوامل الأمن والسلامة في المناجم بعد سلسلة من حوادث المناجم المميتة.

كما تسببت أعمال الصيانة في فصل الخريف على خط سكك حديدية داشين في تباطؤ وتيرة نقل الفحم من ميناء شينهوانغداو إلى الأسواق الصينية، وفقاً لـ«فينجكوانغ». هذا وتسعى الصين إلى زيادة إمدادات الفحم من خلال الإنتاج المحلي والواردات، ما ساعدها على تحسين وضع العرض قبل حلول فصل الشتاء مقارنة بالسنوات السابقة.

ومن ناحية أخرى، واصلت أسعار النحاس ارتفاعها (الاثنين) للجلسة الثانية على التوالي بعد تراجعها خلال الأيام السابقة إلى أدنى مستوياتها في 11 شهراً، مدعومةً بعودة التداول في الصين بعد عطلة الأسبوع الذهبي. وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء أنه في حين أن الاضطرابات الجارية في الشرق الأوسط يمكن أن تزيد من حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية، خصوصاً بالنسبة للنفط، فإن تأثيرها الأوسع على الأصول الخطرة قد يكون قصير الأجل، مضيفة أن المكاسب في أسعار النحاس في تعاملات بورصة لندن للسلع بعد تسجيل أكبر خسائر أسبوعية منذ ما يقرب من شهر خلال الأسبوع الماضي، على الرغم من ارتفاع الأسعار يوم الجمعة الماضي في نهاية تعاملات الأسبوع، يمكن أن تكون دليلاً على ذلك.

في الوقت نفسه، استقرت أسعار العقود الآجلة للنحاس في تعاملات بورصة شنغهاي للسلع ليوم الاثنين، في أول تداول في البورصة منذ 28 سبتمبر (أيلول)، على الرغم من تراجع الأسعار في تعاملات لندن خلال الأيام الختامية لعطلة الأسبوع الذهبي في الصين. هذا وارتفع سعر النحاس صباح اليوم في بورصة لندن بنسبة 0.8 في المائة ليصل إلى 8113.50 دولار للطن، بعد ارتفاعه بنسبة 1.9 في المائة يوم الجمعة الماضي.

تجدر الإشارة إلى أن أسواق المعادن شهدت عاماً صعباً بسبب عوامل كثيرة بدءاً من ارتفاع أسعار الفائدة واستمرارها فترة أطول من المتوقع، وصولاً إلى تصاعد التوترات الجيوسياسية في العالم. وفي الوقت نفسه، يظل الطلب على المعادن في الصين قوياً نسبياً بفضل زيادة الاستهلاك في قطاعات الطاقة الجديدة مثل صناعة السيارات الكهربائية أو معدات الطاقة الشمسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى