طفولة
كثرة لوم الطفل يضره ولا ينفعه.. وإليك الأسباب
كثير من الآباء يعتقدون أنّ التركيز على لوم وعتاب أو تعنيف الطفل-عقابه- باستمرار على خطأ ما، ارتكبه، سيُساهم في تربيته وتعديل سلوكه، بينما هذا التصرف يؤثر على المدى القصير فقط، وعلى المدى الطويل يُؤدي إلى شعور الطفل بالاستياء، ويُصبح أقل تعاوناً وأكثر عناداً معهما، وتصير العلاقة سلبية بين الطفل ووالديه.. وبنظرة متعقلة وتربوية، يفقد اللوم والزجر والتعنيف دوره والغرض منه.. والآن، بحثاً عن طرق سليمة للعتاب واللوم والعقاب تتسم بالإيجابية وتحقيق الغرض منها، كان اللقاء واستشارية تعديل سلوك الطفل، الدكتورة نور محمد الباهي.. للشرح والتوضيح.
لوم الطفل يحطم ثقته بنفسه
- يحتاج الأطفال إلى التوجيه المستمر، ومن الضروري أن يقوم الآباء بذلك، باختيار طريقة صحيحة ومناسبة تسمح بتعليم الأطفال وتوجيههم.
- ولكن لوم الطفل المستمر لا يحقق ذلك؛ بل يجعله يُؤمن بأنّ كل ما يُفكر به أو يشعر به أو يفعله، هو أمرٌ خاطئ وغير مقبول.
- وهذا يسبب ضعف وتحطيم ثقة الطفل بنفسه، رغم محاولاته الدائمة لإسعاد والديه وإرضائهما.. فهو لا يرتكب الأخطاء ليُزعجهما.
- كما أنه يمنع بناء ضمير الطفل وتطوره؛ فالتربية الصحيحة تهدف إلى تعليمه اتباع القواعد بعد التفكير، ولكن مع تكرار اللوم يختلف الأمر!
- إذ سيعتقد الطفل أنّ عليه اتباع جميع الأوامر بصورة عمياء، وأنّها جميعها صحيحة.. من دون التفكير بعواقبها؛ مما يمنع تطوره الأخلاقي.
- بالإضافة إلى ذلك؛ فان اللوم المستمر يعيق قدرة الطفل على التفكير بموضوعية والانتقاد، ويمنعه من بناء الضمير أو تطويره.
مع اللوم المستمر تختفي مهارة الذكاء الاجتماعي
- الطفل هنا سيُركز دائماً على العقاب الذي سيتعرض له، ولا يفكر بعواقب السلوك أو التصرف الذي يقوم به.
- مما يحرمه من تطوير مهارات الذكاء العاطفي الأساسية، بما في ذلك التعاطف والوعي الاجتماعي.
- كما يميل هؤلاء الأطفال إلى التمرد وكسر القواعد والقوانين، وقد يرغبون بالتشاجر مع آبائهم أو الانخراط في سلوكياتٍ خاطئة وسلبية.
- فقد يحاولون السيطرة أو التلاعب بالأطفال والآخرين، بالإضافة إلى أنهم قد يُعانون من مشاكل في ضبط النفس أو السيطرة على الغضب.
- وكرد فعل لما يحدث له من عقاب وضرر نفسي، سيلجأ للكذب على والديه، وسيكون أكثر عرضة للقيام بسلوكياتٍ خاطئة مثل السرقة أو الشجار.
الوالدية الراعية والوالدية الناقدة
- الوالدية الراعية والوالدية الناقدة، الأولى تعطي الحب والحنان والتشجيع والإعجاب بالطفل وتمنحه الثقة بالنفس.
- أما الوالدية الناقدة؛ فهي تقدم له كثرة النقد والتوبيخ والتعنيف طوال الوقت.
- وكثيراً ما يصل الأمر إلى التحقير من شأن الطفل، وهذا يترك أثراً سيئاً في نفس الطفل.. فينفر منهما.
- والحقيقة أن هذا الطفل الذي يتعرض للنقد الكثير واللوم والتوبيخ، لا يتلقى رسائل تربوية من الوالدين ولا يستمع إليهما.
- بل يفضل ألا يجلس في مكان فيه والداه؛ ليصبح سؤالهما عن سبب عدم وجود ابنهما في نفس المكان الموجودان فيه، هو العجيب.
لوم الطفل يؤثر على سلوكياته
- الطفل قد يتجه للعناد في التعامل مع الوالدين، وأحياناً يبالغ في سلوكيات سيئة، كنوع من الانتقام منهما بسبب نظرتهما إليه.
- لهذا وجب على الوالدين أن يوازنا في التعامل مع الأطفال، بين الرعاية والحنان والتنبيه اللطيف، وليس اللوم أو التعنيف.
- لا تلوميه بطريقة مباشرة عند بعثرة الألعاب، والصحيح أن تتفقي معه على أنك سوف تحرمينه من الألعاب، وسوف تعطينه لعبة واحدة فقط إذا لم يقم بجمعها.
- يحدث أن تخرج الأم بصحبة طفلها للتسوّق؛ فتخاف عليه من أن يضيع؛ فتهدده بتركه في منتصف الطريق، وأن هناك لصوصاً سيخطفونه.
- هذا الأسلوب في التهديد، من الأساليب الخاطئة، والتي تؤثر على الطفل، والأفضل استخدام أسلوب وكلمات أخرى.. وهكذا.
ضرورة التوقف عن أسلوب اللوم والتهديد
- اللوم أسلوب تربوي خاطئ.. اتركي لطفلك حرية أن يخطئ، وأن يتحمل النتيجة، الأخطاء وسيلة تعليمية.
- أسلوب التهديد يُعرّض الطفل للشعور الدائم بالخطر، وكأنه يفقد بوصلته الطبيعية في التمييز بين الفعل الصواب والآخر غير الصواب.
- أسلوبك يُفقد الطفل توازنه النفسي وعقليته المرتبة الناضجة، بسبب تعرُّضه للتهديد باستمرار، وشعوره بأنه مراقَب طوال الوقت.
- على الأم المحافظة على ثباتها الانفعالي، أمام كافة أخطاء أطفالها، صغاراً كانوا أم كباراً، وتجنب استخدام اللوم باستمرار.