أخبار دولية

روسيا تستعيد المبادرة… وأوكرانيا تعاني نقص الذخيرة

يسعى الجندي الأوكراني لاستخدام الدروع السميكة للدبابة في تدريع ناقلات الجند الأوكرانية التي تدافع عن بلدة أفدييفكا التي تبعد نحو 100 كيلومتر عن الجبهة.

تدل الحاجة إلى تفكيك دبابة روسية مدمرة لاستخدام أجزائها في حماية الآليات الأوكرانية على تضاؤل وصول المعدات إلى أوكرانيا بينما تستعد لعام آخر من القتال.

وقال جندي، رمزه العسكري «غايغر» لـ«نيويورك تايمز»: «لو تحرك شركاؤنا الدوليين بسرعة لكنا كبدناهم (الروس) هزيمة كبيرة خلال أول 3 أو 4 شهور، وتفرغنا لرعاية حقولنا وتنشئة أطفالنا، وكنا سنصدّر الطحين إلى أوروبا. لكننا نقترب من نهاية العام الثاني من الحرب».

تبدو الأمور كئيبة من وجهة نظر الجيش الأوكراني، فالدعم الغربي لم يعد على نفس مستوى العام الماضي، وهجوم الصيف في الجنوب لم يحقق أياً من أهدافه. والآن القوات الروسية تقوم بهجوم مضاد خاصة في شرق أوكرانيا.

سقطت مدينة مارينكا، وأفدييفكا تحت الحصار، ومن المتوقع أن يتقدم الروس باتجاه شاسيف يار قرب باخموت. وفي الشمال، خارج كوبيانسك، القتال لم يهدأ منذ الخريف.

هناك مزحة بين الجنود الأوكرانيين تقول إن الجيش الروسي ليس جيداً أو سيئاً، هو فقط كبير جداً، فالكرملين لديه الكثير من الرجال والآليات والذخيرة ويستمر في التقدم رغم أي عدد من القتلى والجرحى.

يقول مايكل كوفمان، المتخصص في شؤون روسيا وأوراسيا لدى معهد كارنيغي للسلام الدولي، إنه «وفقاً لما قد يحدث خلال هذا العام، وخاصة في المساعدات الغربية لأوكرانيا، فإنه عام 2024 أمامه مساران؛ إما أن تستعيد أوكرانيا المبادرة بحلول عام 2025 وإما تبدأ في خسارة الحرب دون الدعم اللازم».

الجيش الأوكراني الآن في وضع محفوف بالمخاطر، ومشاكله تفاقمت منذ الصيف الماضي. الجنود الأوكران مرهقون بسبب الانتشار على جبهة واسعة وقلة فترات الراحة. وهناك نقص في الرتب العسكرية المختلفة نتيجة الخسائر التي يتم تعويضها برجال كبار في السن ومجندين ضعيفي التدريب.

 

شدد العديد من المسؤولين العسكريين الأوكرانيين على أهمية تعبئة أوسع لضمان كسب الحرب، لكن مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ما زال متحفظاً بخصوص إجراء تغييرات كبيرة تؤدي إلى تعبئة 500 ألف مقاتل جديد.

وفقاً للخبراء، هذا الرقم يأخذ في الاعتبار الخسائر الأوكرانية الكبيرة، وما تحتاجه لتصد القوات الروسية.

رغم أن أوكرانيا لا تعلن عن رقم خسائرها، فإن مسؤولين أميركيين قالوا، خلال الصيف، إن خسائر الأوكرانيين تتخطى رقم 150 ألف قتيل وجريح.

وأضاف المسؤولون الأميركيون أن القوات الروسية أيضاً عانت من خسائر، لكنها تمكنت من صد الهجوم المضاد الأوكراني، ثم أعادت تنظيم قواتها والقيام بهجوم في الشتاء.

نقص القوات ليس إلا وجهاً واحداً من المشكلة، الوجه الآخر الأكثر إلحاحاً هو نقص مخزون الذخيرة وعدم اليقين من مستوى الدعم الغربي. على القادة الأوكرانيين الآن الاقتصاد في استهلاك الذخيرة؛ لأن كل شحنة ذخيرة من دول الغرب قد تكون الأخيرة.

في نهاية 2023، كمن جنود من المدفعية الأوكرانية في مخبأ قرب خط الأشجار على الجبهة الشرقية لأوكرانيا، بجوار مدفع يعود للحقبة السوفياتية ومغطى بشبكة تمويه، عندما جاءت سيارة تحمل قذيفتين للمدفع. أطلق طاقم المدفع القذيفتين في اتجاه القوات الروسية.

وقال قائد طاقم المدفع ورمزه «مونك»: «اليوم وصلتنا قذيفتان، وفي الكثير من الأيام لا يكون لدينا أي قذائف، وآخر مرة أطلقنا فيها المدفع كانت قبل 4 أيام، وأطلقنا 5 قذائف فقط».

نقص الذخيرة يعني أن قوات المدفعية لم يعد بإمكانها تقديم دعم وإسناد للقوات الأوكرانية، ولا تطلق قذائفها إلا عندما تهاجم القوات الروسية الخنادق.

ويضيف «مونك»: «حتى الآن يمكننا تعطيلهم (الروس) لكن غداً أو بعد غد لن نتمكن من إيقاف تقدمهم، هذه مشكلة كبيرة».

وشغلت الطائرات المسيرة حيزاً كبيراً من ترسانة الجانبين الروسي والأوكراني، خاصة الطائرات المسيرة المخصصة للتصوير، ويتم تحميلها بقذائف.

وتعمل هذه المسيرات جنباً إلى جنب مع المدفعية، وخلال الشهور التسعة الأخيرة تضاعف عددها 10 مرات، وازداد عدد الضحايا نتيجة الهجمات بالمسيرات أكثر من قذائف المدفعية، وفقاً لأحد الجنود الأوكرانيين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى