ترودو ينتقد رفض نتنياهو حل الدولتين .. فهل يتخذ موقفا جديا؟
ولطالما عارض نتنياهو حل الدولتين، لكنه تجنب بشكل عام قول ذلك صراحة، على الأقل باللغة الإنكليزية.
وفي اللغة العبرية كان نتانياهو أكثر صراحة. في عام 2010، أصدرت صحيفة جيروزاليم بوست مقطع فيديو لعام 2001 لنتنياهو قال فيه إنه “وضع حدًا فعليًا لاتفاقيات أوسلو”.
وسيزيد خطابه المتلفز من إحراج بايدن، الذي قدم لإسرائيل دعمًا غير مشروط منذ طوفان الاقصى في السايع من تشرين الاول – أكتوبر. وأصر بايدن على أن الولايات المتحدة وإسرائيل تعملان معًا نحو حل الدولتين.
وفي بيانه الخميس، قال نتنياهو للإسرائيليين إن “رئيس الوزراء يجب أن يكون قادرا على قول لا لأصدقائنا”.
في 22 سبتمبر/أيلول 2023، ذهب نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بخريطة مطبوعة بعنوان “الشرق الأوسط الجديد” تظهر إسرائيل الكبرى باللون الأزرق وتحتوي على كل الأراضي من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط.
موقف كندا من الدولة الفلسطينية
ويتعارض الموقف الرسمي الجديد لإسرائيل أيضًا مع السياسة الكندية طويلة الأمد بشأن الشرق الأوسط، والتي تضع اتفاقيات أوسلو والاتفاقيات اللاحقة التي بنيت على أوسلو في مركز رؤيتها.
وجاء في بيان الحكومة بشأن السياسة الكندية “كندا تعترف بالحق الفلسطيني في تقرير المصير وتدعم إنشاء دولة فلسطينية ذات سيادة ومستقلة وقابلة للحياة وديمقراطية ومتصلة الأراضي، كجزء من تسوية سلمية شاملة وعادلة ودائمة”.
ويقول البيان إن أوسلو “لا تزال توفر الأساس لاتفاق شامل على أساس قراري مجلس الأمن الدولي رقم 242 و338”.
يشار الى ان قرار مجلس الأمن رقم 242 هو قرار صدر بالإجماع في ختام حرب الأيام الستة عام 1967 ويطالب “بانسحاب القوات المسلحة الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها في الصراع الأخير”، بما في ذلك غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية و مرتفعات الجولان السوري.. وقد أكد قرار مجلس الأمن رقم 338 من جديد هذا الطلب في ختام حرب يوم الغفران في عام 1973.
تنص وثيقة السياسة الرسمية لكندا صراحة على أن “كندا لا تعترف بالسيطرة الإسرائيلية الدائمة على الأراضي المحتلة عام 1967 (مرتفعات الجولان والضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة). وتسري اتفاقية جنيف الرابعة على الأراضي المحتلة وتحدد التزامات إسرائيل كقوة احتلال، وخاصة فيما يتعلق بالمعاملة الإنسانية لسكان الأراضي المحتلة.
“كما هو مشار إليه في قراري مجلس الأمن رقم 446 و465، فإن المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة تشكل انتهاكا لاتفاقية جنيف الرابعة. وتشكل المستوطنات أيضا عقبة خطيرة أمام تحقيق سلام شامل وعادل ودائم”.
وقد تمسكت كندا بهذا الموقف الأساسي باستمرار، في ظل الحكومتين الليبرالية والمحافظة، منذ التوقيع على الاتفاقية بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية المعروفة بشكل غير رسمي باسم اتفاقيات أوسلو في واشنطن في عام 1993.
سفيرة فلسطين
وقالت سفيرة فلسطين في كندا منى أبو عمارة في برنامج Power and Politics على قناة سي بي سي “خلال هذه الأشهر الثلاثة، قال رئيس الوزراء نتنياهو كل ما ترفض الديمقراطيات الغربية تصديقه، ويلقي باللوم على الفلسطينيين لعدم تحقيق مبادرة السلام، وعدم تنفيذها… لكن نتنياهو خرج وقال إنه السبب في فشل اتفاق أوسلو، والآن يقول إنه لن يسمح بحدوث أي جزء منه…” . واشارت ابو عمارة الى ان “الشيء الذي لفت انتباهي في الغالب هو استخدام (نتنياهو) تعبير من النهر إلى البحر”، مشيرة إلى أن “الفلسطينيين الذين يستخدمون نفس اللغة يتم إدانتهم بشكل روتيني”.
موقف سفير الكيان
وردا على تصريحات نتنياهو في نفس البرنامج الذي تبثه شبكة سي بي سي نيوز، قال السفير الإسرائيلي إيدو مود، إن إسرائيل تركز على الفوز في الحرب، وليس على ترتيبات ما بعد الحرب.
وقال لمضيفه ديڤد كوكرين: “الحديث عن حل الدولتين هو أمر غير ملموس في الوقت الحالي، وبالتالي لا يوجد سبب لمناقشته… بمجرد أن ننتصر في تلك الحرب، سنرى.”
وردا على سؤال عما إذا كانت تصريحات نتنياهو ستؤدي إلى تنفير الحلفاء الذين دعموا إسرائيل على أساس أنها ستحترم اتفاقات أوسلو، أجاب مود: “في الوقت الحالي ليس الوقت المناسب للحديث عن ذلك، وأعتقد أن اعتبار حل الدولتين هو الحل الأمثل مفهوم غير واقعي.”
وقال: “دعونا لا نحاول فرض أي نوع من الأفكار التي تستند إلى واقع لم يعد موجودا”.
الموقف الكندي سيبقى كلاما ؟
ومن غير المتوقع ان تتخذ كندا اية مواقف عملية بعد ما اعلنه نتنياهو. حيث يحرص الحزب اللبرالي على عدم استفزاز اللوبي المؤيد لاسرائيل في كندا، الذي يتمتع بنفوذ قوي، سيما ان استطلاعات الراي تشير الى تراجع شعبية اللبراليين الذين خسروا قسما كبيرا جدا من المؤيدين وسط الجالية الاسلامية والعربية بسبب مواقفه الصامتة امام الابادة التي تقوم بها اسرائيل في غزة منذ بدء العدوان.
المصدر صدى المشرق